سمعت آية الله الحاج الشيخ ميرزا علي الفلسفي (حفظه الله) – وهو من علماء مشهد المقدسة – نقلاً عن أستاذه المرجع المرحوم السيد الخوئي قدس سره، أن المرحوم أستاذه آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الكمباني الأصفهاني قال: كنت وزميل قروي ندرس أيام الشباب عند أحد العلماء، فجاءنا يوماً واعتذر إلينا لإلقاء الدرس، لأنه لم يسعه الوقت ليطالع ويحضّر له، ولما ذهب التفت إليَّ زميلي وقال: هل تريد أن أخبرك لماذا؟.. قال: إنه كان مشغولاً بزوجة تزوّج بها متعة مؤقتة!..
لا أدري – والكلام للشيخ الكمباني الأصفهاني – كيف بلغ كلام زميلي القروي إلى أستاذنا، فطلب منه وبإصرار أن يخبره كيف اطلع على الأمر ومن أخبره بذلك؟..
فأجاب الطالب: كان والدي عالماً على مستوى قريتنا، يرجع إليه الناس في مسائلهم الدينية وهو يجيبهم ويبتّ في الزواج والطلاق والقضايا، فمات وجاء أهل قريتنا إليّ ونصبوني مكانه وأنا أجهل كل شيء عن الأحكام الشرعية، ولم ينفع رفضي وامتناعي، فاضطررت لفترة قصيرة إلى أن أمارس هذا الدور المفروض عليَّ كرهاً، ولكني سرعان ما أنقذت نفسي وأصغيت لتأنيب ضميري، فدعوت أهل القرية يوماً إلى كلمة هامة جداً، فأعلنت لهم في المسجد: أيها الناس!.. إن والدي كان يفتيكم وهو عارف بعض الشيء بالأحكام الشرعية، أما أنا فقد أجبرتموني أن أحلّ محلّه وليست لي معرفة بالأحكام، فالذي حصل هو أن ما أفتيتكم به وعملته من عقد للزواج وإجراء للطلاق لا يخلو من إشكال وخطأ...
وهنا هاجمني الحاضرون وأشبعوني ضرباً، ولا أدري كيف تمكّنت من الهرب، فخرجت من القرية إلى الصحراء من غير هدف ومأوى، وبعد استراحة قليلة فكّرت أن أذهب إلى النجف الأشرف لدراسة العلوم الإسلامية، وما قرّرت الحركة باتجاه النجف وخطوت قليلاً إلا لقاني رجل ساطع الوجه فقال: إلى أين ذاهب؟..
قلت: إلى النجف الأشرف.
قال: هل تريد صديقاً؟..
قلت: نعم وبكل تأكيد.
أتذكر أننا وصلنا إلى النجف ولم أشعر بالتعب، ولعل السبب وهو مؤانستي مع هذا الرجل الطيب.. وهو جزاه الله خيراً منذ تلك المرافقة والصداقة لا زال يأتيني ويتفقد أحوالي في حجرتي، حقا إنه صديق حميم جداً، ورغم ما عليه من هيبة، فإنه متواضع إلى أبعد حدود، يسلب حبه قلب كل إنسان يراه للوهلة الأولى، نعم هذا الرجل هو الذي أخبرني بأنك سوف تأتي غداً وتعتذر إلينا بتعطيل الدرس!..
هنا فهم الاستاذ أن الرجل ذا الوجه الساطع وليّ من أولياء الله، ولعله الإمام الحجة (صلوات الله عليه) ولكن الطالب القروي لبساطته وصفاء نفسه لم يعرفه.. لذا توجه إلى الطالب وقال له: اسأل هذا الرجل هل يقبل أن أزوره وأتعرّف عليه.
قال الطالب: بالتأكيد يقبل، بل إنه لشدة تواضعه وأخلاقه الحسنة ربما يقول أنه يزورك إذا أردت!..
فجاء الطالب وأخبر صاحبه (الرجل المشعّ نوراً) بطلب الأستاذ..فقال له الرجل: أبلغه أنه لا داعي الآن إلى لقائنا، بل إننا لما وجدناه أهلاً لذلك نزوره بأنفسنا!..ولقد كان لهذا الجواب وقع كبير وهزّة تربوية عظيمة على نفس الأستاذ.
نعم.. التراجع عن الخطأ والاجتناب عن المنصب المغصوب، دليل صفاء النفس ومجاهدة الهوى، وهو دافع قوي للبحث عن العلم النافع، وهما كافيان سبباً لمجيء الإمام الحجة بن الحسن (صلوات الله سلامه عليه) أو أحد من قِبَله إلى الشخص المتحلي بهما، فيدير أمره ويوجّه عقله ويتصادق معه.
فعلى الباحثين عن الإمام الحجة (أرواحنا له الفداء) أن يوجدوا في أنفسهم هذه الشروط كي يأتيهم الإمام بنفسه، هذا هو الطريق لا تلك الطرق الملتوية النائية عن روح التعاليم القرآنية ونهج العترة الطاهرة، قال الله تعالى: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}. سورة النازعات/40 – 41
اللهم صلي على محمد وال محمد اللهي عجل فرج الحبيب الذي لا نتوانا في اذيته وهو دائم الدعاء لنا خلف الكواليس وهو في خندق الانتظار تصله سهام افعالنا
احد الذين يبحثون عن السلوك ويحضرون عن الاخلاقيين , عرض عليه مشاكل وصعاب في الحياة , ذهب الى حرم السيدة المعصومة وهو يحس بان روحه تريد مفارقته من الاذية وجد احد العرفاء اسمه الشيخ فضل الله
اقترب منه وهو جالس على جنب السيدة المعصومة يتوسل ويقرء من مفايتح الجنان , ونظر العارف نظرة عطف حانية ملوءها الشفقه , قال ذا الشخص له اني اريد الموت قال العارف لماذا قال قد شبعت من الاذية , التفت العارف يمينا ويسارا لكي يتاكد من عدم وجود احد جنبه واقترب من هذا الشخص وقال له الامام لديه عمل معك اصبر
اللهم صلي على محمد وال محمد اللهي عجل فرج الحبيب الذي لا نتوانا في اذيته وهو دائم الدعاء لنا خلف الكواليس وهو في خندق الانتظار تصله سهام افعالنا
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم