بمناسبة ذكرى وفاة السيدة المعصومة (ع) , اقدم هذه السطور :
إن السيدة المعصومة(ع) هي فاطمة بنت الإمام الكاظم ( عليه السلام ) هي أختُ الإمام الرضا (ع) لأمّه ، فأمّهما واحدة ، وهي من قد عرفت فضلها وعقلها ودينها .
فالسيدة المعصومة ( عليها السلام ) قد وُلدت في بيت لا يتنفس فيه إلا عبير التقى ، ولا يُرتضعُ فيه إلا بلبان الإيمان ، ولا يتربى فيه إلا بتربية القرآن ، ولا ينهل فيه إلا من رواء العلم ، ولا يُطعم فيه إلا من رياض الخلق والأدب والطهر والعفة .
وأمّا تاريخ ولادتها : ذكروا أنّها ( سلام الله عليها ) قد ولدت في المدينة المنورة في غرة ذي القعدة من سنة 173 هـ.
عاشت السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في كنف أخيها الرضا (عليه السلام) ورعايته مدّة من الزمن تمكّنها من تلقّي التربية والتعليم اللائقين بمقامها على يد أخ شقيق لم يكن في علمه ومقامه كسائر الناس، فهو الإمام المعصوم وهو المربّي والمعلم والكفيل.وعندما انتقل الامام الرضا (ع) الى خراسان , ارسل الى اخته فاطمة بالقدوم اليه .انطلق ركب السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) مع بعض اخوتها وأبنائهم و اتخذ طريق قم قاصدا الامام الرضا (ع)، ولكن ما إن وصل إلى ساوة ـ وهي بلدة لا تبعد كثيراً عن قم ـ حتى حوصر الرّكب من قبل اعداء آل البيت فقتل وشرّد كل من فيه، وجرحوا هارون أخا الإمام الرضا (عليه السلام)، ثم هجموا عليه فقتلوه.
وكان ذلك كلّه بمرأى من السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) فقد شاهدت مقتل أخوتها وأبنائهم، ورأت تشرّد من بقي منهم، فماذا سيكون حالها آنذاك؟ واكتفى بعض المؤرخين بالقول إنّها مرضت، فسألت عن المسافة بينها وبين قم فقيل لها عشرة فراسخ، فأمرت خادماً لها أن يحملها إلى قم، ومكثت في قم في منزل موسى بن خزرج الأشعري سبعة عشر يوماً ثم ماتت في 10 ربيع الثاني سنة 201 هـوأسلمت روحها إلى بارئها راضية مرضيّةوعلى هذا التاريخ يكون عمرها الشريف حين وفاتها ثمان وعشرين سنة.
وهكذا كانت كريمة أهل البيت (عليهم السلام) السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) فقد شاءت المقادير الإلهية أن ترحل عن هذه الدنيا في بلدة نائية عن موطن الآباء والأجداد لتكون باباً من أبواب الرحمة إلى العباد، وملاذاً يؤمّها ذوي الحاجة والاضطرار، وسبباً من أسباب اللطف الإلهي للمؤمنين والأخيار.
وما أفلت تلك الشمس التي أطلت على مدينة قم بعد سبعة عشر يوماً من دخولها إليها إلا لتشرق من جديد، وليكون مثواها موئلاً وملاذاً ومطافاً، وتصبح السيدة فاطمة علامة تحول في تاريخ هذه البلدة وأهلها، ويكون حرمها مصدر خير وبركة لهم ولمن يقصدها من سائر البلدان من شتّى بقاع الأرض، منذ يوم وفاتها وإلى يوم الناس هذا.
السلام عليكم
احسنتم اخونا العزيز عصام الحكيم وبارك الله بكم
ومشكورين على طرح نبذة عن السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام
اورد العلامة المجلسي باب في الجزء 99 اسمه (زيارة فاطمة بنت موسى عليهما السلام بقم) نورد بعض الروايات منه:
ثو، ن: أبي وابن المتوكل، عن على، عن أبيه، عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليها السلام فقال عليه السلام: من زارها فله الجنة (ثواب الاعمال ص 89 وعيون الاخبار ج 2 ص 267.).
مل: أبي وأخي والجماعة عن أحمد بن ادريس وغيره عن العمركي عمن ذكره عن ابن الرضا عليه السلام قال: من زار قبر عمتي بقم فله الجنة (كامل الزيارات ص 324.).
يقول المجلسي :رأيت في بعض كتب الزيارات حدث علي بن إبراهيم عن أبيه عن سعد عن علي بن موسى الرضا عليه السلام، قال قال، يا سعد عندكم لنا قبر، قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى عليهما السلام ؟ قال: نعم، من زارها عارفا بحقها فله الجنة، فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة، وكبر أربعا وثلاثين تكبيرة، وسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة، واحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة ثم قل: السلام على آدم صفوة الله، السلام على نوح نبي الله، السلام على إبراهيم خليل الله، السلام على موسى كليم الله، السلام على عيسى روح الله، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا خير خلق الله، السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا محمد بن عبد الله، خاتم النبيين، السلام عليك يا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وصي رسول الله، السلام عليك يا فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليكما يا سبطى نبي الرحمة، وسيدي شباب أهل الجنة، السلام عليك يا علي بن الحسين سيد العابدين، وقرة عين الناظرين، السلام عليك يا محمد بن علي، باقر العلم بعد النبي، السلام عليك يا جعفر بن محمد الصادق البار الامين، السلام عليك يا موسى بن جعفر الطاهر الطهر، السلام عليك يا على بن موسى الرضا المرتضى، السلام عليك يا محمد بن علي التقي، السلام عليك يا علي بن محمد، النقي الناصح الامين، السلام عليك يا حسن بن علي، السلام على الوصي من بعده، اللهم صل على نورك وسراجك، وولي وليك، ووصي وصيك، وحجتك على خلقك. السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت فاطمة وخديجة، السلام عليك يا بنت أمير المؤمنين، السلام عليك يا بنت الحسن والحسين، السلام عليك يا بنت ولي الله، السلام عليك يا اخت ولي الله، السلام عليك يا عمة ولي الله. السلام عليك يا بنت موسى بن جعفر، ورحمة الله وبركاته، السلام عليك عرف الله بيننا وبينكم في الجنة وحشرنا في زمرتكم وأوردنا حوض نبيكم وسقانا بكأس جدكم من يد علي بن أبي طالب صلوات الله عليكم، أسأل الله أن يرينا فيكم السرور والفرج، وأن يجمعنا وإياكم في زمرة جدكم محمد صلى الله عليه واله، وأن لا يسلبنا معرفتكم إنه ولي قدير. أتقرب إلى الله بحبكم، والبراءة من أعدائكم، والتسليم إلى الله، راضيا به غير منكر ولا مستكبر، وعلى يقين ما أتى به محمد وبه راض، نطلب بذلك وجهك يا سيدي، اللهم ورضاك والدار الاخرة، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة، فان لك عند الله شأنا من الشأن. اللهم إني أسألك أن تختم لي بالسعادة، فلا تسلب مني ما أنا فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم استجب لنا وتقبله بكرمك وعزتك وبرحمتك وعافيتك، وصلى الله على محمد وآله أجمعين، وسلم تسليما يا أرحم الراحمين.
تاريخ قم: للحسين بن محمد القمي باسناده عن الصادق عليه السلام قال: إن لله حرما وهو مكة، ولرسوله حرما وهو المدينة، ولامير المؤمنين حرما وهو الكوفة، ولنا حرما وهو قم، وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة من زارها وجبت له الجنة قال عليه السلام ذلك ولم تحمل بموسى امه تاريخ قم (الترجمة الفارسية) 215 طبع ايران سنة 1353