في البحار وفي مناقب شاذان بن جبرئيل عن الأصبغ بن نباته قال كنت مع سلمان الفارسي وهو أمير المدائن في زمان أمير المؤمنين عليه السلام وقد مرض مرضه الذي توفي فيه فلما اشتد به المرض قال ياأصبغ سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لي ياسلمان يكلمك ميت إذا دنت وفاتك وقد اشتهيت أن أدري هل دنت وفاتي فقال الأصبغ بما تأمرني قال آتني بسريرواحملني عليه إلى المقبره فقال حبآ وكرامه 000ففعل ماأمره حتى وضعوه بين القبور واستقبل القبله بوجهه ونادى السلام عليكم يأهل عرصة البلاء ، السلام عليكم يامحتجبين عن الدنيا ،السلام عليكم يامن جعلت المنايا لهم غذاء ، السلام عليكم يامن جعلت الأرض عليهم غطاء، السلام عليكم يامن لقوا أعمالهم في دار الدنيا ، السلام عليكم يامنتظرين النفخة الأولى 00سألتكم بالله العظيم والنبي الكريم إلا أجابني منكم مجيب فانا سلمان الفارسي مولى رسول الله فإذا بميت قد نطق من قبره وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياأهل البناء والفناء والمشتغلين بعرصة الدنيا ها نحن لكلامك مستمعون ولجوابك مسرعون فسل عما بدا لك يرحمك الله تعالى ، قال سلمان : أيها الناطق بعد المــــــــــوت والمتكلم بعد حسرة الفوت امن أهل الجنه أنت أم أهل النار ،فقال :ياسلمان أنا ممن أنعم الله تعالى بعفوه وكرمه وأدخله الجنه برحمته فقال له سلمان ياعبد الله صف لي الموت كيف وجدته وماعانيت منه ،قال ياسلمان فوالله أن قرضآ بالمقاريض ونشرآ بالمناشير لأهون من نزعه من نزعات الموت اعلم إني كنت في دار الدنيا ممن ألهمني الله الخير واعمل به واؤدي فرائضه وأتلو كتابه وأبر الوالدين وأجتنب الكبائر والحرام وأطلب الحلال خوفآ من السؤال فبينما أنا في ألذ العيش والسرور إذ مرضت في مرضي ايامآ حتى دنا موتي أتاني عند ذلك شخص عظيم الخلقه فظيع الهيئه فــــــوقف لافي السماء صاعدآ ولا الى الأرض نازلآ فأشار إلى بصري فأعماه وإلى سمعي فاصمه والى لساني فأخرسه فقلت له من أنت ياعبدالله فقد أشغلتني عن أهلي وولدي فقال أنا ملك الـمــــــــــوت أتيتك لأقبض روحك فقد انقطعت مدتك وجاءت منيتك ،فجذب الروح من جسدي وليس من جذبه يجذبها إلا وهي تقوم مقام كل شئ حتى صارت الروح في صدري فأشار إلي بجذبه لو أشارها إلى الجبال لذابت فقبض روحي من عرنين انفي ،فعلا من أهلي الصراخ والبكاء وظهر خبري الى الجيران والأحباء وليس من شئ يقال ويفعل إلى وأنا عالم به فلما اشتد صراخ القوم علي التفت ملك الموت اليهم بغيظ وقنوط وقال مما بكاؤكم فوالله ماظلمناه فتصيحوا ،ولا اعتدينا فتبكوا ،لقد انقطعت مدته وفنى رزقه وصار إلى ربه الكريم ،نحن وأنتم عبد رب واحد يكم فينا مايشاء وهو على كل شئ قدير فإن صبرتم أجرتم وإن جزعتم اثمتم ،كم لي من رجعه اليكم اخذ البنين والبنات والآباء والأمهات ثم انصرف عني والروح فوق رأسي تنظر إلي حتى جاء الغاسل وجردني من أثوابي وأخذ في تغسيلي فنادته الروح ياعبد الله رفقآ بالبدن الضعيف فوالله ماخرجت من عرق إلا انقطع ولا عضو إلا انصدع فوالله لوسمع الغاسل ذلك القول لما غسل ميتآ أبدآ فلما فرغوا حملوني على السرير والروح أمامي حتى وضعوني على شفير القبر فلما انزلوني في قبري عاينت هولآعظيمآ ياسلمان لقد تمثل لي أن سقطت من السماء الى الأرض في لحدي ثم شرج علي اللبن وحثى التراب علي ورجع المشيعون فعند ذلك أخذت بالندم وقلت ياليتني كنت من الراجعين لأن أعمل صالحآ فجاوبني مجيب من جانب القبر : كـــــــــــلا إنه كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون فقلت له من أنت ياهذا قال أنا ملك وكلني الله عزوجل بجميع خلقه لأنبئهم بعد مماتهم ليكتبوا أعمالهم على أنفسهم بايديهم ثم جذبني وأجلسني ورجعت الروح إلى جسدي وقال اكتب عملك فقلت أنا لاأحصيها فقال لي أماسمعت قول ريك :أحصاه الله ونسوه ،أكتب فأنا أملي عليك ،فقلت أين البياض ،فجذب جانبآمن كفني فقال هذه صحيفتك فقلت من أين القلم قال سبابتك فقلت أين المداد أي الحبر قال ريقك ثم أملى علي مافعلته في دار الدنيا فلم يبقى من أعمالي صغيره ولا كبيره إلا أحصاها ووجدوا ماعملوا حاضرآ ولايظلم ربك أحدآ ثم إنه أخذ الكتاب وختمه بخاتم وطوقه في عنقي فخيل لي أن جبال الدنيا جميعآ قد طوقوها في عنقي فقلت لما تفعل ذلك قال ألم تسمع قول ربك وكل انسان ألزمناه في عنقه ونخرج له يوم القيامه كتابآ يلقاه منشورآ إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبآ ثم انصرف عني فأتاني نكيران باعظم منظر وأوحش صوره وبأيديهما عمودان من الحديد لو اجتمعت عليهما أهل الثقلين ماحركوهما من ثقله فروعاني وأزعجاني وهدداني وقبضا بلحيتي وأجلساني وصاحا علي صيحه لو سمعهما أهل الأرض لماتوا جميعآ 00000
اعـــــــــــزائي عندما قرأت هذا الحديث احسست أن الدنيا لاتـــــــــــــسوى شيئآ فلنغتنمها بالصالحات لابالسيئات فسوف يأتي علينا يوم نتمنى أن نرجع فيه إلى الدنيا حتى نقول فيها لاإله إلا الله 00000000نسألكم الدعـــــــــــــــــــاء
للامانة ...منقول
قصة سلمان المحمدي مولى رسول الله(رض)
العرض العادي
