عندما حضرت الانبياء عند رأس الحسين ع (روايات مُبكية) !
بتاريخ : 15-12-2010 الساعة : 12:40 AM
الرواية الاولى :
ذكر العلامة العظيم المجلسي (انار الله قبره) في بحار الأنوار ج45 ص 125-126 :
وقال صاحب المناقب والسيد واللفظ لصاحب المناقب : روى ابن لهيعة وغيره
حديثا أخذنا منه موضع الحاجة ، قال : كنت أطوف بالبيت فإذا أنا برجل يقول :
اللهم اغفرلي وماأراك فاعلا ، فقلت له : ياعبدالله اتق الله ولاتقل مثل هذا
فان ذنوبك لوكانت مثل قطر الامطار ، وورق الاشجار ، فاستغفرت الله غفرها لك
فانه غفور رحيم ، قال : فقال لي : تعال حتى اخبرك بقصتي ، فأتيته
فقال : اعلم أننا كنا خمسين نفرا ممن سار مع رأس الحسين إلى الشام
وكنا إذا أمسينا وضعنا الرأس في تابوت وشربنا الخمر حول التابوت فشرب أصحابي ليلة حتى سكروا ولم أشرب معهم فلما جن الليل سمعت رعدا ورأيت برقا فإذا أبواب السماء قد فتحت ونزل آدم ، ونوح وإبراهيم ، وإسماعيل ، وإسحاق ونبينا محمد صلى الله عليه وآله ومعهم جبرئيل وخلق من الملائكة ، فدنا جبرئيل من التابوت فأخرج الرأس وضمه إلى نفسه وقبله ثم كذلك فعل الانبياء كلهم وبكى النبي صلى الله عليه وآله على رأس الحسين فعزاه الانبياء فقال له جبرئيل : يامحمد إن الله تعالى أمرني أن اطيعك في امتك فان أمرتني زلزلت بهم الارض وجعلت عاليها سافلها كمافعلت بقوم لوط ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : لاياجبرئيل فان لهم معي موقفا بين يدي الله يوم القيامة قال : ثم صلوا عليه ثم أتى قوم من الملائكة وقالوا : إن الله تبارك وتعالى أمرنا بقتل الخمسين فقال لهم النبي : شأنكم بهم فجعلوا يضربون بالحربات ثم قصدني واحد منهم بحربته ليضربني فقلت : الامان الامان يارسول الله فقال : اذهب فلاغفر الله لك فلما أصبحت رأيت أصحابي كلهم جاثمين رمادا.
ثم قال صاحب المناقب : وباسنادي إلى أبي عبدالله الحدادي ، عن أبي جعفر
الهندواني بإسناده في هذا الحديث فيه زيادة عند قوله ليحمله إلى يزيد قال : كل
من قتله جفت يده وفيه : إذسمعت صوت برق لم أسمع مثله ، فقيل : قد أقبل
محمد صلى الله عليه وآله فسمعت صهيل الخيل ، وقعقعة السلاح ، مع جبرئيل وميكائيل وإسرافيل
والكروبيين والروحانيين والمقربين عليهم السلام وفيه فشكى النبي صلى الله عليه وآله إلى الملائكة
والنبيين ، وقال : قتلوا ولدي وقرة عيني ، وكلهم قبل الرأس وضمه إلى صدره
والباقي يقرب بعضها من بعض
بحار الأنوار ج45 ص140-141 :
وقال ابن نما : ورأت سكينة في منامها وهي بدمشق كأن خمسة نجب من
نور قد أقبلت وعلى كل نجيب شيخ والملائكة محدقة بهم ، ومعهم وصيف يمشي
فمضى النجب وأقبل الوصيف إلى وقرب مني وقال : ياسكينة إن جدك يسلم
عليك ، فقلت : وعلى رسول الله السلام يارسول ! من أنت ؟ قال : وصيف من وصائف
الجنة ، فقلت : من هؤلاء المشيخة الذين جاؤا على النجب ؟ قال : الاول آدم
صفوة الله ، والثاني إبراهيم خليل الله ، والثالث موسى كليم الله ، والرابع عيسى روح
الله ، فقلت : من هذا القابض على لحيته يسقط مرة ويقوم اخرى ؟ فقال : جدك
رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت : وأين هم قاصدون ؟ قال : إلى أبيك الحسين ، فأقبلت أسعى
في طلبه لاعرفه ماصنع بنا الظالمون بعده
فبينما أناكذلك إذا أقبلت خمسة هواد ج من نور ، في كل هودج امرأة ، فقلت :
من هذه النسوة المقبلات ؟ قال : الاولى حواء ام البشر ، الثانية آسية بنت مزاحم
والثالثة مريم ابنة عمران ، والرابعة خديجة بنت خويلد ، فقلت : من الخامسة
الواضعة يدها على رأسها تسقط مرة وتقوم اخرى ؟ فقال : جدتك فاطمة بنت محمد ام أبيك ، فقلت : والله لاخبرنها ماصنع بنا فلحقتها ووقفت بين يديها أبكي و
أقول : ياامتاه جحدوا والله حقنا ، ياامتاه بددوا والله شملنا ، ياامتاه استباحوا
والله حريمنا ، ياامتاه قتلوا والله الحسين أبانا ، فقالت : كفي صوتك ياسكينة
فقد أحرقت كبدي ، وقطعت نياط قلبي ، هذا قميص أبيك الحسين معي لايفارقني
حتى ألقى الله به ، ثم انتبهت وأردت كتمان ذلك المنام ، وحدثت به أهلي فشاع
بين الناس .
اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياالله
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
عظّم اللهُ لكمْ الأجرَ ياآل بيت رسول الله
شُكراً جزيلاً أخي الكريم
وجزاكم الله خيراً للنقل القيّم وبارك بكم
^^
نور الابصار للشيخ مؤمن الشبلنجي وبهامشه إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين للصبان - شركة ومكتبة ومطبعة مصطفى الحلبي واولاده عام ١٣٦٧هـ - ١٩٤٨ م. - ص149-151:
روى سليمان الأعمش رضي الله عنه قال: خرجنا ذات سنة حجاجا لبيت الله الحرام وزيارة قبر النبي ، فبينا أنا أطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم اغفر لي وما أظنك تفعل، فلما فرغت من طوافي قلت: سبحان الله العظيم ما كان ذنب هذا الرجل؟! فتنحيت عنه ثم مررت به مرة ثانية وهو يقول: اللهم اغفر لي وما أظنك تفعل، فلما فرغت من طوافي قصدت نحوه فقلت: يا هذا إنك في موقف عظيم يغفر الله فيه الذنوب العظام فلو سألت منه عز وجل المغفرة والرحمة لرجوت أن يفعل فإنه منعم كريم، فقال: يا عبد الله من أنت؟ فقلت: أنا سليمان الأعمش فقال: يا سليمان إياك طلبت وقد كنت أتمنى مثلك فأخذ بيدي وأخرجني من داخل الكعبة إلى خارجها، فقال لي: يا سليمان ذنبي عظيم، فقلت: يا هذا أذنبك أعظم أم الجبل أم السماوات أم الأرضون أم العرش؟ فقال لي: يا سليمان ذنبي أعظم مهلا على حتى أخبرك بعجب رأيته، فقلت له: تكلم رحمك الله، فقال لي: يا سليمان أنا من السبعين رجلا الذين أتوا برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما إلى يزيد بن معاوية فأمر بالرأس فنصب خارج المدينة وأمر بإنزاله ووضع في طست من ذهب ووضع ببيت منامه قال فلما كان في جوف الليل انتهبت امرأة يزيد بن معاوية فإذا شعاع ساطع إلى السماء ففزعت فزعا شديدا وانتبه يزيد من منامه، فقالت له: يا هذا قم فإني أرى عجبا، قال: فنظر يزيد إلى ذلك الضياء فقال لها اسكتي فإني أرى كما ترين، قال: فلما أصبح من الغد أمر بالرأس فأخرج إلى فسطاط وهو من الديباج الأخضر وأمر بالسبعين رجلا فخرجنا إليه نحرسه وأمر لنا بالطعام والشراب حتى غربت الشمس ومضى من الليل ما شاء الله ورقدنا فاستيقظت ونظرت نحو السماء وإذا بسحابة عظيمة ولها دوي كدوي الجبال وخفقان أجنحة فأقبلت حتى لصقت بالأرض ونزل منها رجل عليه حلتان من حلل الجنة وبيده درانك وكرسي فبسط الدرانك وألقى عليها الكراسي وقام على قدميه ونادى انزل يا أبا البشر انزل يا آدم صلى الله عليه وآله وسلم فنزل رجل أجمل ما يكون من الشيوخ شيبا، فأقبل حتى وقف على الرأس فقال: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا بقية الصالحين عشت سعيدا وقتلت طريدا ولم تزل عطشانا حتى ألحقك الله بنا، رحمك الله، ولا غفر لقاتلك، الويل لقاتلك غدا من النار، ثم زال وقعد على كرسي من تلك الكراسي، قال: يا سليمان ثم لم ألبث إلا يسيرا وإذا بسحابة أخرى أقبلت حتى لصقت بالأرض فسمعت مناديا يقول: انزل يا نبي الله انزل يا نوح وإذا برجل أتم الرجال خلقا وإذا بوجهه صفرة وعليه حلتان من حلل الجنة فأقبل حتى وقف على الرأس، فقال: السلام عليك يا عبد الله، السلام عليك يا بقية الصالحين قتلت طريدا وعشت سعيدا ولم تزل عطشانا حتى ألحقك الله بنا، غفر الله لك، ولا غفر لقاتلك، الويل لقاتلك غدا من النار، ثم زال فقعد على كرسي من تلك الكراسي، قال: يا سليمان ثم لم ألبث إلا يسيرا وإذا بسحابة أعظم منها فأقبلت حتى لصقت بالأرض فقام الأذان وسمعت مناديا ينادي: انزل يا خليل الله انزل يا إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم وإذا برجل ليس بالطويل العالي ولا بالقصير المتداني أبيض الوجه املح الرجال شيبا فأقبل حتى وقف على الرأس فقال: السلام عليك يا عبد الله، السلام عليك يا بقية الصالحين قتلت طريدا وعشت سعيدا ولم تزل عطشانا حتى ألحقك الله بنا غفر الله لك، ولا غفر لقاتلك، الويل لقاتلك غدا من النار، ثم تنحى فقعد على كرسي من تلك الكراسي، ثم لم ألبث إلا يسيرا فإذا بسحابة عظيمة فيها دوي كدوي الرعد وخفقان أجنحة فنزلت حتى لصقت بالأرض وقام الأذان فسمعت قائلا يقول: انزل يا نبي الله يا موسى بن عمران، قال: فإذا برجل أشد الناس في خلقه وأتمهم في هيبته وعليه حلتان من حلل الجنة، فأقبل حتى وقف على الرأس فقام مثل ما تقدم ثم تنحى فجلس على كرسي من تلك الكراسي، ثم لم ألبث إلا يسيرا وإذا بسحابة أخرى وإذا فيها دوي عظيم وخفقان أجنحة فنزلت حتى لصقت بالأرض وقام الأذان فسمعت قائلا يقول: انزل يا عيسى انزل يا روح الله فإذا أنا برجل محمر وفيه صفرة وعليه حلتان من حلل الجنة فأقبل حتى وقف على الرأس فقال مثل مقالة آدم ومن بعده ثم تنحى فجلس على كرسي من تلك الكراسي، ثم لم ألبث إلا يسيرا وإذا بسحابة عظيمة فيها دوي كدوي الرعد والرياح وخفقان أجنحة فنزلت حتى لصقت بالأرض فقام الأذان وسمعت مناديا ينادي: انزل يا محمد، انزل يا أحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليه حلتان من حلل الجنة وعن يمينه صف من الملائكة والحسن وفاطمة رضي الله عنهما فأقبل حتى دنا من الرأس فضمه إلى صدره وبكى بكاء شديدا، ثم دفعه إلى أمه فاطمة فضمته إلى صدرها، وبكت بكاء شديدا حتى علا بكاؤها، وبكى لها من سمعها من ذلك المكان، فأقبل آدم حتى دنى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: السلام على الولد الطيب، السلام على الخلق الطيب أعظم الله أجرك وأحسن عزائك في ابنك الحسين ثم قام نوح وإبراهيم وموسى وعيسى: عليهم السلام فقالوا كقوله كلهم يعزونه صلى الله عليه وآله وسلم في ابنه الحسين ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبي آدم ويا أبي نوح ويا أبي إبراهيم ويا أخي موسى ويا أخي عيسى اشهدوا وكفى بالله شهيدا على أمتي بما كافؤني في ابني وولدي من بعدي فدنا منه ملك من الملائكة فقال: قطعت قلوبنا يا أبا القاسم أنا الملك الموكل بسماء الدنيا أمرني الله تعالى بالطاعة لك فلو أذنت لي أنزلتها على أمتك فلا يبقى منهم أحد، ثم قام ملك آخر فقال: قطعت قلوبنا يا أبا القاسم أنا الموكل بالبحار أمرني الله بالطاعة لك فإن أذنت لي أرسلتها عليهم فلا يبقى منهم أحد فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا ملائكة ربي كفوا عن أمتي فإن لي ولهم موعدا لن أخلفه، فقام إليه آدم فقال: جزاك الله خيرا من نبي أحسن ما جوزي به نبي عن أمته، فقال له الحسن: يا جداه هؤلاء الرقود هم الذين يحرسون أخي وهم الذين أتوا برأسه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا ملائكة ربي اقتلوهم بقتلهم ابني فوالله ما لبثت إلا يسيرا حتى رأيت أصحابي قد ذبحوا أجمعين، قال: فلصق بي ملك ليذبحني فناديته: يا أبا القاسم أجرني وارحمني يرحمك الله، فقال: كفوا عنه ودنا مني، وقال: أنت من السبعين رجلا، قلت: نعم، فألقى يده في منكبي وسحبني على وجهي وقال: لا رحمك الله ولا غفر لك أحرق الله عظامك بالنار فلذلك أيست من رحمة الله، فقال الأعمش: إليك عني فإني أخاف أن أعاقب من أجلك.
مولاي بني هاشم
وفقت لكل الخير وبارك الله فيك
اين اهل السنه ليس من قتل الحسين
بل اين اهل السنه من نبي رحمه مثل محمد صلى الله عليه واله
اين هم من هذا الصبر العظيم الكبير
سلام الله عليك سيدي يا رسول الله وعلى ابنك الحسين الذي قتلته امتك ظلما وجورا
اخوك
حميد الغانم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنتم مولانا .....
وموفقه جهودكم وان شاء الله لا ننساكم من الدعاء عند الامام الحسين عليه السلام
والسلام عليكم
بحار الأنوار ج45 ص316-319 :
وروي في الكتاب المذكور عن سعيد بن المسيب قال : لما استشهد سيدي
ومولاي الحسين عليه السلام وحج الناس من قابل دخلت على علي بن الحسين فقلت له : يامولاي قد قرب الحج فماذا تأمرني فقال : امض على نيتك ، وحج فحججت فبينما أطوف بالكعبة وإذا أنا برجل مقطوع اليدين ، ووجهه كقطع الليل المظلم ، وهومتعلق
بأستار الكعبة ، وهويقول : اللهم رب هذا البيت الحرام اغفرلي وماأحسبك تفعل
ولوتشفع في سكان سماواتك وأرضك ، وجميع ماخلقت ، لعظم جرمي
قال سعيد بن المسيب : فشغلت وشغل الناس عن الطواف حتى حف به الناس
واجتمعنا عليه ، فقلنا : ياويلك لوكنت إبليس ماكنا ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله
فمن أنت وماذنبك ؟ فبكى وقال : ياقوم أنا أعرف بنفسي وذنبي وماجنيت ، فقلنا له :
تذكره لنا ، فقال : أناكنت جمالا لابي عبدالله عليه السلام لماخرج من المدينة إلى
العراق ، وكنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي فأرى تكة تغشي
الابصار بحسن إشراقها ، وكنت أتمناها تكون لي إلى أن صرنا بكربلا ، وقتل
الحسين وهي معه ، فدفنت نفسي في مكان من الارض فلما جن الليل ، خرجت من مكاني فرأيت من تلك المعركة نورا لاظلمة ونهارا لاليلا ، والقتلى مطرحين على وجه الارض ، فذكرت لخبثي وشقائي التكة فقلت : والله لاطلبن الحسين وأرجوأن تكون التكة في سراويله فآخذها ولم أزل أنظر في وجوه القتلى حتى أتيت إلى الحسين عليه السلام فوجدته مكبوبا على وجهه وهو جثة بلارأس ، ونوره مشرق مرمل بدمائه ، والرياح سافية عليه ، فقلت : هذا والله الحسين فنظرت إلى سراويله كماكنت أراها فدنوت منه ، وضربت بيدي إلى التكة لآخذها فإذا هوقد عقدها عقدا كثيرة فلم أزل احلها حتى حللت عقدة منها فمد يده اليمنى وقبض على التكة فلم أقدر على أخذ يده عنها ولاأصل إليها
فدعتني النفس الملعونة إلى أن أطلب شيئا أقطع به يديه فوجدت قطعة سيف مطروح
فأخذتها واتكيت على يده ولم أزل أحزها حتى فصلتها عن زنده ، ثم نحيتها عن
التكة ومددت يدي إلى التكة لاحلها فمديده اليسرى فقبض عليها فلم أقدر على
أخذها فأخذت قطعة السيف ، فلم أزل أحزها حتى فصلتها عن التكة ، ومددت يدي إلى
التكة لآخذها ، فإذا الارض ترجف والسماء تهتز وإذا بغلبة عظيمة ، وبكاء ونداء
وقائل يقول : واابناه ، وامقتولاه ، واذبيحاه ، واحسيناه ، واغريباه ! يابني قتلوك
وماعرفوك ، ومن شرب الماء منعوك فلما رأيت ذلك ، صعقت ورميت نفسي بين القتلى ، وإذا بثلاث نفر وامرأة وحولهم خلائق وقوف ، وقد امتلات الارض بصور الناس وأجنحة الملائكة ، وإذا بو احد منهم يقول : ياابناه ياحسين فداك جدك وأبوك وأخوك وامك وإذا بالحسين عليه السلام قدجلس ورأسه على بدنه وهويقول : ، لبيك ياجداه يارسول الله ويا أبتاه ياأمير المؤمنين ويااماه يافاطمة الزهراء ، وياأخاه المقتول بالسم عليكم مني السلام ثم إنه بكى وقال : ياجداه قتلوا والله رجالنا ، ياجداه سلبوا والله
نساءنا ، ياجداه نهبوا والله رحالنا ، ياجداه ذبحوا والله أطفالنا ، ياجداه يعز والله
عليك أن ترى حالنا ، ومافعل الكفار بنا وإذاهم جلسوا يبكون حوله على ماأصابه ، وفاطمة تقول : ياأباه يارسول الله أما ترى مافعلت امتك بولدي ؟ أتأذن لي أن آخذ من دم شيبه وأخضب به ناصيتي وألقى الله عزوجل وأنا مختضبة بدم ولدي الحسين ؟ فقال لها : خذي ونأخذ يافاطمة فرأيتهم يأخذون من دم شيبه وتمسح به فاطمة ناصيتها ، والنبي وعلي والحسن عليهم السلام يمسحون به نحورهم وصدورهم وأيديهم إلى المرافق ، وسمعت رسول الله يقول : فديتك ياحسين ! يعزوالله علي أن أراك مقطوع الرأس مرمل الجبينين دامي النحر مكبوبا على قفاك ، قدكساك الذارئ من الرمول(1)وأنت طريح مقتول ، مقطوع الكفين يابني من قطع يدك اليمنى وثنى باليسرى ؟ فقال : ياجداه كان معي جمال من المدينة وكان يراني إذا وضعت سراويلي
للوضوء فيتمنى أن يكون تكتي له ، فمامنعني أن أدفعها إليه إلا لعلمي أنه صاحب
هذا الفعل فلما قتلت خرج يطلبني بين القتلى ، فوجدني جثة بلارأس ، فتفقد
سراويلي فرأس التكة ، وقد كنت عقدتها عقدا كثيرة ، فضرب بيده إلى التكة فحل
عقدة منها فمددت يدي اليمنى فقبضت على التكة ، فطلب في المعركة فوجد قطعة
سيف مكسور فقطع به يميني ثم حل عقدة اخرى ، فقبضت على التكة بيدي اليسرى
كي لايحلها ، فتنكشف عورتي ، فحز يدي اليسرى ، فلما أراد حل التكة حس
بك فرمى نفسه بين القتلى فلما سمع النبي كلام الحسين بكى بكاء شديدا وأتى إلي بين القتلى إلى أن وقف نحوي ، فقال : مالي ومالك ياجمال ؟ تقطع يدين طال ماقبلهما جبرئيل وملائكة الله أجمعون ، وتباركت بها أهل السماوات والارضين ؟ أما كفاك ماصنع به الملاعين من الذل والهوان ، هتكوا نساءه من بعد الخدور ، وانسدال الستور
سودالله وجهك ياجمال في الدنيا والآخرة ، وقطع الله يديك ورجليك ، وجعلك في
حزب من سفك دماءنا وتجرء على الله ، فمااستتم دعاءه حتى شلت يداي وحسست
بوجهي كأنه البس قطعا من الليل مظلما ، وبقيت على هذه الحالة فجئت إلى هذا
البيت أستشفع وأنا أعلم أنه لا يغفر لي أبدا فلم يبق في مكة أحد إلا وسمع حديثه وتقرب إلى الله بلعنته ، وكل يقول : حسبك ماجنيت يالعين ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
وفي الهداية الكبرى لأبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي ص207-209-210 باختصار صغير
بحار الأنوار ج45 ص303 :
كنز المذكرين قال الشعي : رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة ، وهو
يقول : اللهم اغفرلي ولاأراك تغفرلي ، فسألته عن ذنبه فقال : كنت من الوكلاء
على رأس الحسين وكان معي خمسون رجلا فرأيت غمامة بيضاء من نور ، وقد
نزلت من السماء إلى الخيمة وجمعا كثيرا أحاطوا بها فاذا فيهم آدم ونوح وإبراهيم
وموسى وعيسى ثم نزلت اخرى وفيها النبي صلى الله عليه وآله وجبرائيل وميكائيل وملك الموت
فبكى النبي وبكوا معه جميعا فدنا ملك الموت وقبض تسعا وأربعين فوثب علي
فوثبت على رجلي وقلت : يارسول الله الامان الامان ، فوالله ماشايعت في قتله ولا
رضيت ، فقال : ويحك وأنت تنظر إلى مايكون ؟ فقلت : نعم ، فقال : ياملك الموت
خل عن قبض روحه فانه لابد أن يموت يوما فتركني وخرجت إلى هذا الموضع
تائبا على ماكان مني ..
الرواية السادسة :
بحار الأنوار ج45 ص306 :
أقول : روى السيد في كتاب الملهوف وابن شهر آشوب وغيرهمنا ، عن عبدالله
ابن رباح القاضي قال : لقيت رجلا مكفوفا قدشهد قتل الحسين عليه السلام فسئل عن بصره
فقال : كنت شهدت قتله عاشر عشرة ، غير أني لم أطعن برمح ، ولم أضرب بسيف
ولم أرم بسهم ، فلما قتل رجعت إلى منزلي وصليت العشاء الآخرة ، ونمت ، فأتاني
آت في منامي فقال : أجب رسول الله ! فقلت : مالي وله ؟ فأخذ بتلبيبي وجرني إليه
فاذا النبي جالس في صحراء حاسر عن ذراعيه ، آخذ بحربة ، وملك قائم بين يديه
وفي يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة ، فكلما ضرب ضربة التهب أنفسهم نارا
فدنوت منه وجثوت بين يديه ، وقلت : السلام عليك يارسول الله فلم يرد علي ومكث
طويلا ثم رفع رأسه وقال : ياعدو الله انتكهت حرمتي ، وقتلت عترتي ، ولم ترع
حقي وفعلت وفعلت ، فقلت : يارسول الله ماضربت بسيف ، ولاطعنت برمح ، ولارميت
بسهم ، فقال : صدقت ولكنك كثرت السواد ، ادن مني ! فدنوت منه فاذا طست
مملوء دمافقال لي : هذا دم ولدي الحسين فكحلني من ذلك الدم فانتبهت حتى
الساعة لاأبصر شيئا
بحار الأنوار ج45 ص319-320
وقال : حكي عن رجل كوفي حدادقال : لماخرج العسكر من الكوفة
لحرب الحسين بن علي جمعت حديدا عندي وأخذت آلتي وسرت معهم فلما وصلوا
وطنبوا خيمهم ، بنيت خيمة وصرت أعمل أوتادا للخيم ، وسككا ومرابط للخيل
وأسنة للرماح ، ومااعوج من سنان أوخنجر أوسيف كنت بكل ذلك بصيرا ، فصار
رزقي كثيرا ، وشاع ذكري بينهم حتى أتى الحسين مع عسكره فارتحلنا إلى كربلا
وخيمنا على شاطئ العلقمي وقام القتال فيما بينهم ، وحموا الماء عليه ، وقتلوه
وأنصاره وبنيه ، وكان مدة إقامتنا وارتحالنا تسعة عشريوما فرجعت غنيا إلى منزلي
والسبايا معنا ، فعرضت على عبيدالله فأمر أن يشهروهم إلى يزيد إلى الشام
فلبثت في منزلي أياما قلائل ، وإذا أناذات ليلة راقد على فراشي فرأيت
طيفا كأن القيامة قامت ، والناس يموجون على الارض كالجراد إذا فقدت دليلها
وكلهم دالع لسانه على صدره من شدة الظماء ، وأنا أعتقد بأن مافيهم أعظم مني
عطشا لانه كل سمعي وبصري من شدته هذاغير حرارة الشمس يغلي منها دماغي
والارض تغلي كأنها القير ، إذا اشعل تحته نار ، فخلت أن رجلي قد تقلعت قدماها
فوالله العظيم لوأني خيرت بين عطشي وتقطيع لحمي حتى يسيل دمي لاشربه لرأيت
شربه خيرا من عطشي
فبينا أنا في العذاب الاليم ، والبلاء العميم ، إذا أنا برجل قد عم الموقف
نوره ، وابتهج الكون بسروره ، راكب على فرس ، وهوذوشيبة قدحفت به الوف
من كل نبي ووصي وصديق وشهيد وصالح ، فمركأنه ريح أو سيران فلك
فمرت ساعة وإذا أنا بفارس على جواد أعز ، له وجه كتمام القمر ، تحت ركابه الوف
إن أمر ائتمروا ، وإن زجرانزجروا ، فاقشعرت الاجسام من لفتاته ، وارتعدت
الفرائص من خطراته ، فتأسفت على الاول ماسألت عنه خيفة من هذا ، وإذا به
قدقام في ركابه وأشار إلى أصحابه ، وسمعت قوله خذوه وإذا بأحدهم قاهر بعضدي كلبة حديد خارجة من النار ، فمضى بي إليه فخلت كتفي اليمنى قد انقلعت فسألته
الخفة فزادني ثقلا فقلت له : سألتك بمن أمرك علي من تكون ؟ قال : ملك من
ملائكة الجبار ، قلت : ومن هذا ؟ قال : علي الكرار ، قلت : والذي قبله ؟ قال :
محمد المختار ، قلت : والذي حوله ؟ قال : النبيون ، والصديقون ، والشهداء
والصالحون ، والمؤمنون ، قلت : أنا مافعلت حتى أمرك علي ؟ قال : إليه يرجع
الامر وحالك حال هؤلاء فحققت النظر وإذا بعمربن سعد أمير العسكر ، وقوم
لم أعرفهم وإذا بعنقه سلسلة من حديد ، والنار خارجة من عينيه واذنيه ، فأيقنت
بالهلاك ، وباقي القوم منهم مغلل ، ومنهم مقيد ، ومنهم مقهور بعضده مثلي
فبينا نحن نسير وإذا برسول الله صلى الله عليه وآله الذي وصفه الملك جالس على كرسي
عال يزهوأظنه من اللؤلؤ ، ورجلين ذي شيبتين بهيتين عن يمينه ، فسألت الملك عنهما
فقال : نوح وإبراهيم وإذا برسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ماصنعت ياعلي ؟ قال : ما
تركت أحدا من قاتلي الحسين إلا وأتيت به ، فحمدالله تعالى على أني لم أكن
منهم ورد إلي عقلي وإذا برسول الله صلى الله عليه وآله يقول : قدموهم ، فقد موهم إليه ، و
جعل يسألهم ويبكي ، ويبكي كل من في الموقف لبكائه ، لانه يقول للرجل : ماصنعت
بطف كربلاء بولدي الحسين ؟ فيجيب يارسول الله أنا حميت الماء عنه وهذا يقول : أنا قتلته وهذا يقول : أنا وطئت صدره بفرسي ، ومنهم من يقول : أنا ضربت ولده العليل ، فصاح رسول الله صلى الله عليه وآله : واولداه واقلة ناصراه ، واحسيناه ، واعلياه ، هكذا
جرى عليكم بعدي أهل بيتي انظر يا أبي آدم انظر ياأخي نوح كيف خلفوني في
ذريتي ، فبكوا حتى ارتج المحشر فآمربهم زبانية جهنم يجرونهم أولافأولا
إلى النار
وإذا بهم قدأتوا برجل فسأله فقال : ماصنعت شيئا ، فقال : أما كنت نجارا
قا ل : صدقت ياسيد ي لكني ماعملت شيئا إلا عمود الخيمة لحصين بن نمير لانه
انكسر من ريح عاصف فوصلته ، فبكى وقال : كثرت السواد على ولدي خذوه
إلى النار ، وصاحوا : لاحكم إلا لله ولرسوله ووصيه..