|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 34252
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 1,863
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الحوزويه الصغيره
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 29-05-2010 الساعة : 11:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اكمل ما بدأته في المشاركة الأولى ...
أقسام الدلالة الوضعيَّة اللفظيَّة
وهذه تنقسم إلى أقسام ثلاثة : مطابقية و تضمنية و إلتزامية.
وذلك باعتبار ان سياق الكلام إما ان يدل على تمام المعنى , فأما ان سياق يدل على بعض معناه , وإما ان السياق يدل على معنى آخر خارج عن معناه , الأ انه لازم له عقلا أو عرفا فهذه الوجوه التي تشتمل على الأقسام الثلاثة لدلالة الوضعيه اللفظيه ولكل قسم منها اسم اصطلاحي...
الدلالة المطابقية : فيما إذا كان اللفظ يدل على تمام معناه الحقيقي أو المجازي .
الدلالة التضمنية : فيما إذا كان اللفظ يدل على جزء من معناه الحقيقي أو المجازي .
الدلالة الإلتـزامية : فيما إذا كان اللفظ يدل على معنى آخر خارج عن معناه الموضوع له، لازم له عقلا أو عرفا .
شرح الأقسام الثلاثة مع الأمثله :
الدلالة المطابقية : عرفناها دلالة اللفظ على تمام معناه الحقيقي او المجازي تسمى دلالة مطابقة , وسميت مطابقة لتطابق الحاصل بين المعنى و اللفظ وبين الفهم الذي استفيد منه مثاله..
كدلالة لفظ الأنسان على الحيوان الناطق , اذ لفظ الأنسان موضوع لكائن فيه الحيوانية والناطقية وحينما يستفاد من هذا اللفظ تمام هذا المعنى فقد تم التطابق بين معناه مبين الفهم الذي استفيد منه.ومثل لفظ الأنسان جميع اسماء الأجناس حينما تدل في الأستعمال على تمام معانيها الحقيقية او المجازية. نحو قولنا: رأيت اسدا يقاتل ضمن الصفوف قتال المستميت , فلفظ اسد في هذه الجملة سيقت لتدل دلالة مجازية على تمام المعنى المجازي وهو الأنسان الشجاع . وكدلالة الأعلام على مسمياتها وكدلالة الأفعال على تمام معانيها الحقيقية و المجازية وكدلالة الجمل الكلامية على تمام معانيها .
الدلالة التضمنية :عرفناها هي دلالة اللفظ على جزء معناه الحقيقي او المجازي , وسميت دلالة تضمن لأن جزء المعنى قد فهم في ضمن فهم تمام المعنى , الأ انه لم يكن فهم تمام المعنى مقصودا بل المقصود هو فهم هذا الجزء فحين جاء اللفظ دالا عليه و على غيره امكن التقاط الجزء المقصود الموجود في ضمن المعنى الذي يشتمل عليه وعلى غيره. مثاله..
كدلالة لفظ الأنسان على الحيوان فقط او على الناطق فقط و يمكن تصوير ذلك بأن يسأل سائل عن شخص بعيد هل هو جماد او حيوان ؟ فليس له غرض بأن يعرف اكثر من ذلك فتقول له : هو انسان من هذا اللفظ يستفيد انه حيوان لا جماد وهذا المعنى هو جزء المعنى الذي وضع له لفظ الأنسان .
من الأمثلة ايضا ان يقول انسان : إنا عالم بالفرائض وتقسيم المواريث , فنقول له : بين لنا إذن احكام الجد مع الإخوة , فيقول : إنا لم اقل لكم انني اعلم هذه الأحكام فنقول له : لقد تضمنت دعواك العلم بالفرائض وتقسيم المواريث انك عالم بأحكام الجد مع الإخوة , وقد فهمنا هذا من كلامك عن طريق الدلالة التضمنية .
الدلالة الألتزامية : عرفناها هي دلالة اللفظ على معنى خارج عن معناه الحقيقي او المجازي , الا انه لازم له عقلا او عرفا . وسميت دلالة التزام لأن المعنى المستفاد لم يدل عليه اللفظ مباشرة ولكن معناه يلزم منه في العقل او في العرف هذا المعنى المستفاد. ولأن هذا الإرتباط لوضوحه ولزومه البَيِّنْ صيَّر الدلالة واضحة وكأنَّها مستفادة من اللفظ، ولهذا عدت الدلالة الإلتزاميَّة من جملة الدلالات الوضعيَّة اللفظية، رغم أنَّها في الحقيقة عقليَّة.
مثلا حينما تقول: اشتريت داراً، فكلمة الدار هذه تشمل الطريق الذي هو خارج عنه لازم له، فالطريق غير داخلٍ في الدلالة التطابقية ولا الدلالة التضمنية بل هو من الدلالة الإلتزامية. وكلمة الحاسب الآلي غير دالة على الفأرة، بالمطابقة أو التضمُّن، ولكنَّها داخلة فيها بالدلالة الالتزامية.
مثاله ايضا ..
كدلالة لفظ الأنسان على قابلية العلم و صنعة الكتابة فقد علمنا ان لفظ الأنسان موضوع للحيوان الناطق ولا يدخل ضمن هذا المعنى قابلية العلم وصنعة الكتابة , ولكن هذه القابلية صفة لازمة للأنسان السوي فإذا سأل سائل عن شخص : هل هذا قابل للعلم وصنعة الكتابة ؟ فأجبناه "هو انسان" , نلاحظ اننا اجبناه بالإيجاب وذلك بمقتضى الدلالة الألتزامية لأن هذه الصفة صفة لازمة لمعنى الأنسان و اللزوم هذا هو من قبيل اللزوم العرفي لا العقلي .
وكدلالة قولنا "هذا عدد زوجي" على انه قابل للقسمة على اثنين دون كسر , لازم يلزم عقلا من كونه عدد زوجيا يتصف بهذه الصفة , وهذا اللزوم من قبيل اللزوم العقلي .
ونجد هذه الدلالة الألتزامية بنسبة وافرة جدا في الكلام العربي ونجدها في نصوص القران الكريم والسنة وعن طريقها ترتقي البلاغة الكلامية ارتقاء عظيما .
إذن الدلالة الإلتزامية هي ليست دلالة لفظية بل هي دلالة عقلية بَيِّنـة ومن شدة وضوحها سميت دلالة لفظية، ومن هنا اشترطوا في الدلالة الإلتزامية وجود التلازم الذهني بين معنى اللفظ والمعنى الخارج اللازم، وينبغي أن يكون التلازم راسخاً في الذهن، بحيث ينتقل الذهن من سماع اللفظ إلى لازمه مباشرةً.
وبعبارة اخرى بعد ان عرفنا اللزوم قد يكون لزوم عقلي الثبوت أي يحكم العقل المجرد به , وقد يكون لزوم عرفيا أي لا يحكم العقل بها إلا بعد ملاحظة الواقع وتكرر مشاهدة اللزوم فيه دون ان يكون
للعقل ما يقتضي هذ اللزوم فلابد اذا من التنبيه على ان المعتبر من الدلالة الألتزامية عند المناطقة هي الدلالة الألتزامية العقلية فقط اما العرفية فلا اعتبار لها عندهم انما لها اعتبار في دلالات الكلام بوجه عام ويعتمد عليها عند علماء البلاغة ويؤخذ عن طريقها المستنبطات الفقهية وغيرها عند الأصوليين وقد يحتج بها عندهم لدى المناظرة .
تقبلوا تحيتي
|
|
|
|
|