بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
نساء فقيهات...
نعم هناك من النساء من كانت على قدر من المسئولية وكانت فقيهة
وملمة بتعاليم الاسلام الاصيل وباحكامه
وسنذكر البعض منهن لانهن يُعتبرن نبراسا للمؤمنات وأملا متجددا لسير المواليات على خطاهن
... || اّمنة المجلسي || ...
آمنة بنت المولى محمّد تقي المجلسي، واخت العلاّمة الكبير محمّدباقر المجلسي، وزوجة المولى محمّد صالح المازندراني.
عالمة، فاضلة، فقيهة، مجتهدة، مُحدّثة، مؤلّفة، مدرّسة للعلوم الإسلامية، أديبة، شاعرة، من ربّات الفصاحة والبلاغة، ذات ورع كبير وزهد شديد.
أخذت العلم وفنون الأدب والعربية وعلم النحو والصرف والبديع والمنطق على أفاضل رجال اُسرتها، وتخرّجت في الفقه والحديث والتفسير على والدها المجلسي الأوّل المتوفى سنة 1070هـ، وربما أخذت عن أخيها المجلسي الثاني المتوفى سنة 1111هـ بعض العلوم الاسلامية.
تصدّرت للتدريس والافادة والإرشاد، فكانت من نوابغ نساء عصرها، وكان زوجها مع فضله يستفسر منها في حلّ بعض المسائل العلميّة، والفقهيّة المستعصية، خصوصاً العبارات الواردة في كتاب قواعد الأحكام للعلاّمة الحلّي.
قال الشيخ محمّد علي المدرّس التبريزي في كتابه ريحانة الأدب ما ترجمته: صادف زوجها الشيخ محمّد صالح المازندراني مسألة فقهيّة مشكلة مستعصية عجز عن حلّها، وتركها إلى اليوم الثاني، فكتبتها آمنة بيكم مشروحة ومبسوطة وحلّت ابهاماتها ووضعتها في غرفة زوجها، وعند رجوع زوجها ليلاً شاهد شرح المسألة المستعصية، ففرح فرحاً شديداً وسجد لله يشكره على نبوغ زوجته آمنة بيكم(1).
لها مؤلّفات كثيرة منها: شرح على ألفية ابن مالك، شرح على شواهد السيوطي، مجموعة المسائل الفقهية، ديوان شعر كُتب بعضه على لوحة قبرها.
ترجمها وأثنى عليها جمع من الكتّاب، منهم: معاصرها الميرزا عبدالله أفندي الأصفهاني في رياض العلماء(2) ش، والسيّد الروضاتي في روضات الجنّات(3)، والسيّد محسن الأمين ذكرها في موضعين من كتابه: سمّاها في الأول(4)، ولم يسمّها في الثاني(5)، وولده السيّد حسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة(6)، والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب(7)، والمحلاّتي في رياحين الشريعة(8)، وعمررضا كحالة في أعلام النساء(9).
*******
(1) ريحانة الأدب 5: 148.
(2) رياض العلماء 5: 407.
(3) روضات الجنّات 2: 118.
(4) أعيان الشيعة 2: 95.
(5) أعيان الشيعة 3: 607.
(6) مستدركات أعيان الشيعة 4: 8.
(7) الكنى والألقاب 2: 62 و 97.
(8) رياحين الشريعة 3: 329.
(9) أعلام النساء 1: 9.
يتبع لاحقا الأخريات...
ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه
المــــــقــصره: خادمة السيد الفالي
ذكرها المولى عبد الله الأفندي الأصفهاني في الرياض قائلاً:
وأيضاً الآن بأصفهان اُخت المولى رحيم الأصفهاني الساكن بمحلّة كران، من العلماء والكتّاب، ورأيتُ خطّها وبعض فوائدها، ومن ذلك شرح اللمعة بخطّها في غاية الجودة، وهي تكتب بخطّ النسخ، والنستعليق، وقد قرأتْ على والدها وأخيها أيضاً(1).
ونقل هذا الكلام السيّد الأمين في الأعيان في موضعين(2)، والمحلاّتي في الرياحين(3).
*******
(1) رياض العلماء 5: 409.
(2) أعيان الشيعة 2: 275، 3: 222.
(3) رياحين الشريعة 4: 195.
ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه
المقصره: خادمة السيد الفالي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الخلق جاعل الملائكة رسلا أولي بئس شديد
أكرمنا بحب أهل بيت النبوة وجعلنا لهم برحمته لنا من التابعين
وصلاة وسلاما عليهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
...
...
اُم علي زوجة الشهيد الأوّل
..
عالمة، فاضلة، فقيهة، تقيّة، عابدة. كان زوجها يثني عليها، ويأمر النساء بالرجوع اليها.
ذكرها باجلال وإكبار الحرّ العاملي محمّد بن الحسن في القسم الأوّل من كتابه أمل الآمل، المختصّ بتراجم علماء جبل عامل((1)). وذكرها أيضاً الأفندي الأصبهاني في الرياض((2))، والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب((3))، والسيّد الأمين في أعيان الشيعة((4))، والمحلاّتي في رياحين الشريعة((5))، والسيّد الخوئي رحمه الله في معجم رجال الحديث((6)).
وقال عمر رضا كحالةـ وتبعه الحكيمي في أعيان النساء من دون تفحّص((7)): اُم علي بنت محمّد بن مكي العاملي الجزيني، فقيهة فاضلة عابدة، وكان والدها المتوفى سنة 786هـ يثني عليها ويأمر النساء بالرجوع إليها((8)).
وفي هذا الكلام خلط، إذ أنّ اُم علي هي زوجة الشهيد محمّد بن مكي وليست ابنته، وابنته هي اُم الحسن فاطمة المدعوّة بست المشايخ، وكانت عالمة فاضلة صالحة عابدة، تروي عن أبي ها وعن ابن معيّة شيخ أبي ها، وستأتي ترجمتها مفصّلة في حرف الفاء. علماً بأن كحالة قد ترجم اُم الحسن بنت الشهيد في موضع لاحق من كتابه((9)).
والشهيد الأوّل هو الإمام شيخ الاسلام، فقيه أهل البيت في زمانه، ملك العلماء، عَلم الفقهاء، قدوة المحقّقين والمدقّقين، أفضل المتقدّمين والمتأخرين، شمس الملّة والدين أبوعبدالله محمّد ابن الشيخ جمال الدين مكي ابن الشيخ شمس الدين محمّد بن حامد بن أحمد النبطي العاملي الجزيني، الشهيد بالشهير الأوّل أو بالشهيد مطلقاً.
ولد رحمه الله في قرية جزين في جبل عامل سنة 734هـ ونشأ وترعرع فيها، ثم سافر إلى حواضر العالم الإسلامي آنذاك، حاملاً معه هموم المسلمين عامة والطائفة الحقّة خاصّة.
جاهد بقلمه فخلّف لنا تراثاً قيّماً متمثّلاً في أكثر من عشرين مؤلّفاً في مختلف العلوم، وجاهد بلسانه وخاض الصراع السياسي واقفاً أمام الفتن والطائفية البغيضة الموجودة آنذاك، فأصبح بذلك علماً يشار له بالبنان، فما كان من حسّاده ومبغضيه إلاّ أن يلفّقوا عليه تهمة هو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف، فكان نتيجة ذلك أن قُتل بالسيف، ثم صُلب، ثم رُجم، ثم اُحرق، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ولعنة الله على الظالمين.
فما أحلى حياة كحياة الشهيد، قضاها بالدرس والتدريس والتبليغ والتأليف ونشر مذهب أهل البيت عليهم السلام، وما أحلى الموت اذا كان كموت الشهيد، فإنه استشهد مظلوماً دفاعاً عن مبدأه وعقيدته، وعن مذهب أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً((10)).
*******
((1)) أمل الآمل 1: 193.
((2)) رياض العلماء 5: 404.
((3)) الكنى والألقاب 2: 343.
((4)) أعيان الشيعة 3: 483. ((5)) رياحين الشريعة 3: 415.
((6)) معجم رجال الحديث 23: 179.
((7)) أعيان النساء: 335.
((8)) أعلام النساء 3: 332.
((9)) أعلام النساء 4: 139.
((10)) لمزيد الاطلاع عن حياة هذا العَلم انظر: أعيان الشيعة للأمين 10: 135، الضياء اللامع للطهراني: 132، الفوائد الرضوية للقمي: 645، الكنى والألقاب له أيضاً 2: 341، أمل الآمل للعاملي 1: 181، تحفة الأحباب للقمي: 354، تكملة أمل الآمل للصدر: 364 رقم 354، تنقيح المقال للمامقاني 3: 191، جامع الرواة للأردبيلي 2: 203، حياة الإمام الشهيد لشمس الدين، روضات الجنات للخوانساري 7: 3، رياض العلماء للأفندي الأصبهاني 5: 185، سفينة البحار للقمي 1: 721، شهداء الفضيلة للأميني: 80، لؤلؤة البحرين للبحراني: 143، مجالس المؤمنين للشوشتري: 579، مستدرك الوسائل للنوري 3: 437، مقابس الأنوار للكاظمي الدزفولي: 13، مقدمة الروضة البهية للآصفي.
*******