النشرة - أنطوان الحايك
الخميس 05 كانون الأول 2013،
لم يعد خافياً على المتابعين لاداء "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصر الله أنه لا مكان للمصادفات في مواقفهم، بل على العكس تماماً فإن أي اطلالة للسيد نصر الله تحمل في طياتها أكثر من موقف ورسالة خصوصاً في هذه المرحلة الموصوفة بالمفصلية والدقيقة حيث يجوز الاعتبار أنه لا مكان للخطأ مهما كان صغيراً أو عابراً.
من هذا المنطلق، طرحت الأوساط المتابعة أكثر من علامة استفهام حول توقيت ومضمون المقابلة المتلفزة التي وجه فيها السيد نصر الله أصابع الاتهام المباشر إلى السعودية. ففي التوقيت تزامنت مع جولة وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف على بعض الدول الخليجية وفي أعقاب قبول رئيس الامارات خليفة بن زايد آل نهيان الدعوة الرسمية لزيارة الجمهورية الاسلامية في مشهد يؤكد على التكامل في المواقف، أما في المضمون فإن أمين عام حزب الله فتح النار على السعودية في تأكيد من قبله على صحة الاتهامات السابقة التي كانت قد ألمحت اليها سوريا في أعقاب تفجير السفارة الايرانية في بيروت، بيد أن الجديد الطارىء على هذا الملف هو التثبت بأن التفجير كان يستهدف اجتماعاً قيادياً هاماً يضم شخصيات من خارج البلاد وإن الاجراءات الأمنية المشددة هي التي أنقذت المجتمعين ليس بسبب المصادفة كما قيل حينها إنما لأن تدابير الساعات الأخيرة عدلت في مكان الاجتماع وزمانه.
في هذا السياق، لا تستبعد الأوساط أن تكون لجنة التحقيق الايرانية التي شاركت إلى جانب "حزب الله" والمعنيين في اجراء تحقيقات وقراءات معمقة، قد توصلت إلى نتائج حاسمة بنى عليها السيد نصر الله اتهاماته، كما نقلها وزير الخارجية الايرانية إلى الدول المعنية ومن بينها بعض الدول الخليجية، وهي تستند بحسب الأوساط إلى حقائق دامغة ليس أولها هوية الانتحاريين السياسية وفكرهم الوهابي ولا آخرها الجهة التي فخخت السيارة ونقلتها إلى بيروت وحركت الانتخاريين، مروراً ببعض التسجيلات المصورة التي سجلتها كاميرات مراقبة السفارة وأوصلت إلى هذه النتيجة.
ويبدو بحسب المطلعين أن السيد نصر الله أعلن العداء المباشر لسياسات السعودية تجاه سوريا والحزب ولقادة هذه السياسة تحديداً وليس للملكة ككل، لا سيما أن هناك بعض المعلومات المتداولة في كواليس قيادية تتحدث عن أسر عدد كبير للغاية من المقاتلين السعوديين على جبهة الغوطة الشرقية، وهذا ما شكل اثباتاً إضافياً للقيادة السورية المشتركة بتورط المملكة بصورة رسمية على اعتبار أن أعداد المعتقلين لدى النظام والحزب تفوق مقولة تسلل بعض "المجاهدين" لتصل إلى حدود الاعتقاد بأن عملية تهريب المقاتلين هي منظمة ومدروسة تعبر عن أجندة واضحة.
في ظل هذه المواقف، توقفت الأوساط عند رد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فاعتبرته موجهاً إلى السيد نصر الله مباشرة، وهو لا يقع في مكانه الصحيح لا سيما أن دوائر القصر المعنية تتلقى التقارير الصادرة عن المخابرات بصورة يومية ودورية وهي تتضمن في بعضها الكثير من المعلومات التي تصب في هذا الاطار كما تتضمن تفاصيل ما يجري على أكثر من بقعة في لبنان والأسباب الحقيقية التي تكمن فيها التفاصيل، وبالتالي فإن ما حصل في الساعات الأخيرة الماضية يعيد إلى الأذهان السجال الذي دار بين الوزيرين فايز غصن ومروان شربل حول تنظيم "القاعدة" وطبيعة عمله في لبنان وما اذا كان لبنان مقراً أو ممراً لـ"القاعدة" بحيث أثبتت الأيام أنه مقر وأكثر بل تحول إلى أرض جهاد اذا ما جاز التعبير، ولهذا فإن الأوساط كانت ترى أنه من الحكمة العمل على المزيد من التنسيق بين المعنيين لكشف حقيقة الأمور والتصرف على أساسها.