السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، لقد حدد النبي الفئة الناجية من امته في عدة مواضع منها :
ما رواه الحافظ محمد بن موسى الشيرازي ـ من علماء السنة ـ في كتابه الذي استخرجه من التفاسير الإثني عشر : ـ تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان ، وتفسير ابن جريح ، وتفسير مقاتل بن سليمان ، وتفسير وكيع بن جرّاح وتفسير يوسف بن موسى القطّان ، وتفسير قتادة ، وتفسير أبي عبيدة القاسم بن سلام ، وتفسير علي بن حرب ، وتفسير السدي ، وتفسير مقاتل بن حمام بن حبّان ، وتفسير أبي صالح ، وتفسير مجاهد ـ وكلّهم من السنّة ـ رووا عن أنس بن مالك * صحيح البخاري كتاب المناقب حديث 3341 عن أبي سعيد الخدري ، والمعنى مقارب . قال : كنّا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فتذاكرنا رجلا يصلي ويصوم ويتصدّق ويزكّي ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لا أعرفه » ، فقلنا : يا رسول الله ! إنه يعبد الله ويسبّحه ويقدّسه ويهلّله ويوحّده! فقال : « لا أعرفه » ، فبينما نحن في ذكر الرجل إذ طلع علينا ، فقلنا : يارسول الله ! هو ذا ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لأبي بكر : « خذ سيفي هذا وامض الى هذا الرجل فاضرب عنقه ، فإنه أوّل من يأتي في حزب الشيطان » ، فدخل أبو بكر المسجد فرآه راكعا ، فقال : لا والله لا أقتله ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونهى عن قتل ، المصلّين ... ، فقال له رسول الله : « إجلس فلست بصاحبه » ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : « ثم يا عمر ! فخذ سيفي هذا من يد أبي بكر وأدخل المسجد واضرب عنقه » قال عمر : فأخذت السيف من يد أبي بكر ودخلت المسجد فرأيت الرجل ساجدا ، فقلت : لا والله لا أقتله ، فقد استأذنه من هو خير منّي ، فرجعت الى رسول الله ، فقلت : يارسول الله ! اني وجدت الرجل ساجدا ، فقال : « يا عمر ! إجلس فلست بصاحبه ، قم يا عليّ ! فإنك أنت قاتله ، فإن وجدته فاقتله ، فإنك ان قتلته لم يبق بين أمتي اختلاف أبدا » ، قال عليّ عليه السلام : فأخذت السيف ودخلت المسجد فلم أره ، فرجعت الى رسول الله ، فقلت : « يا رسول الله ! ما رأيته » ، فقال : « يا أبا الحسن ! إن أمة موسى افترقت على إحدى وسبعين فرقة ؛ فرقة ناجيه والباقون في النار ، وأن افترقت امة أخي عيسى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار ، وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار » ، فقلت : « يا رسول الله ! فمن الناجية ؟ » قال : « المتمسّك بها أنت وأصحابك » ، فأنزل الله في ذلك الرجل : (ثاني عطفه ليضلّ عن سبيل الله له في الدنيا خزيّ ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) ؛ يقول : هذا أول من يظهر من أصحاب البدع والضلالات .
قال ابن عبّاس : والله ما قتل ذلك الرجل الإّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم صفّين ، ثم قال الله تعالى : (له في الدنيا خزي ) اي بالقتل ـ (ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ). اي بقتاله عليّ بن أبي طالب عليه السلام يوم صفّين * العقد الفريد : 2|244 ، الإصابة : 1|484 ، مسند أحمد : 3|15 ، مسند ابي يعلى : 6|340 حديث 913 عن أنس مختصرا ، مجمع الزوائد للهيثمي : 7|257 ـ 258 ..
فلينظر العاقل الى هذا الحديث المنقول عن علماء السنة من هذه التفاسير المعتبرة عندهم ، كيف تضمّنت النصّ الجليّ على أن الفرقة الناجية ، هم علي وشيعته ؟ وكيف تضمّنت النص الجلي على أن أبابكر وعمر خالفا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته بحضوره ، ولم يمتثلا أمره بقتل رجل ؛ ولو قتل لم يقع بين أمته اختلاف أبدا ؟ ! ، وحكم عليه وآله السلام بأن أمته ستفترق الى ثلاث وسبعين فرقة ـ بسبب بقاء ذلك الرجل ـ أثنتان وسبعون منها في النار .. فمن خالفه في حياته ولم يمتثل أمره ـ وهو حاضر ـ كيف يمتثل أمره بعد وفاته ؟! ؛ (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) .
وكيف يجوز للعاقل ان يقلّد دين من يعص الله ورسوله ولا يمتثل أمرهما ، والله تعالى يقول : (وما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فأنتهوا ) ؟! . ويقول له الرسول مشافهة : إفعل كذا .. فيخالف الله ورسوله ويعرض عن أمرهما ؛ ويفعل بهوى نفسه ، فهل يجوز لمثله أن يكون واسطة بين الله تعالى وخلقه ، ويتقرّبون الى الله تعالى بولايته ؟!! وأي مرتبة له عند الله مع مخالفته لله ولرسوله حتى يتقرب الناس الى الله بولايته ؟! .
ومن الأخبار الدالة على ان شيعة عليّ هم الفرقة الناجية : ما رواه صاحب المصابيح ، محيي السنّة الحسين بن المسعود البغوي ـ المعروف بـ : الفرّاء ـ وهو حجة عندهم ؛ روى في كتابه المصابيح *مصابيح السنّة 4|98 حديث 4609 باختصار . عن أبي سعيد الخدري قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله إعدل !! فقال : « ويلك ! فمن يعدل إذا لم أعدل ؟! فقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل » . فقال عمر : أتأذن لي أن أضرب عنقه ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « دعه ! فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية [ الى ان قال : ] ، آيتهم رجل أسود ، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة تدرّ درّا ، يخرجون على خير فرقة من الناس » .قال أبو سعيد : أشهد أني قد سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأشهد ان على بن أبي طالب عليه السلام قاتلهم وإنا معه ، فأمر بذلك الرجل ، فالتمس فأتي به ، فنظرت إليه على نعت النبّي صلى الله عليه وآله وسلم الذي نعته . انتهى الخبر * صحيح البخاري : 2|281 ، وفيه « يخرجون حين فرقة الناس » ، الخصائص للنسائي : 176 ، عدة روايات ، مسند أحمد : 3|56 ـ 65 ، مجمع الزوائد : 6|238 ـ 239 و 241 ،تفسير الطبري : 10|109 ، المستدرك للحاكم : 2|147 ـ 148 و 154 ، صحيح مسلم : 2|745 حديث 148 ، وفيه : خير فرقة ، سنن البيهقي : 8|149 ـ 171 ، حلية الأولياء : 3|99 ، تذكرة الحفاظ : 1|147 « ذيل الحديث » . وغيرها ، حقوق آل البيت لابن تيميّة : 35 ، ابن ماجة في المقدّمة : 12 ، الدارمي في المسند من المقدّمة : 21 ، مؤطأ مالك في مسّ القرآن حديث : 10 ، الملل والنحل 1|21 ، والكامل للمبرد 2|919 .. وغيرها .
فهو نصّ على أن شيعة علي عليه السلام هم الفرقة الناجية ، لوصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم : « أنهم خير فرقة » ، ولو كانوا من الفرقة الهالكة لكانوا شرّ فرقة ، ولم يكونوا خير فرقة .
فقد تطابق العقل والنقل من طريق الأخصام أن الشيعة الإمامية هم الفرقة الناجية من فرق الإسلام ، فيجب المصير إليها والإعتماد عليها .
استدلال ممتاز أخي الكريم ... فهل رسول الله ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) يأمر بالباطل بقتل هذا الرجل ؟؟!!! فكيف خالفوه و خالفوا صريح القرآن الكريم في قوله تعالى : " ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا " !!! فخالفا الأمر و لم يقتلاه ؟؟!!! ثمّ يربط الرسول الكريم بين هذا الرجل و بين الفرق المختلفة التي سيفترق عليها المسلمون ... و كلّها هالكة إلّا فرقة واحدة ... فيكون أمير المؤمنين عليه السلام هو قاتل هذا الرجل !!!
ابو بكر و عمر خالفوا الأمر و لم يقتلوا الرجل ... أمير المؤمنين عليه السلام قتل هذا الرجل ... قد ربط الرسول الأكرم ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) بين هذا الرجل و الفرق المختلفة للمسلمين ...
و للقارئ التمعّن و التفكّر و التدبّر ...
أشكرك أخي الكريم على الموضوع و جعله الله في موازين حسناتك