[محمدي]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موضوع مشبع بروايات وموقف الاهي مع أحد الأنبياء عليهم السلام
أتمنى لكم المتعة والفائدة ولاتنسوني من الدعاء 000
الحياة طويلة وحافةبالمشاكل والآلام من فقر ومرض ومتاعب وهموم وكل واحد يريد التخلص منها باي طريق مناسب ولو تسأل أي انسان عن راحته في الدنيا فسوف تجد اجابات متفاوتة بنسبة البلاء الذي عنده
اعتقد حتى الأطفال عندهم بعض الهموم البسيطة وربما اكثر كالأمراض المستعصية
الابتلاءات متنوعة ولها درجات بحسب قابلية الفرد وايمانه كما ورد عن الامام موسى الكاظم سلام الله عليه
في هذه الرواية ( مثل المؤمن كمثل كفتي ميزان كاما زيد في ايمانه زيد في بلائه ليلقى الله عز وجل ولاخطيئة له)
ربما يسأل سائل عن هذه المصائب المنتشرة هنا وهناك
احيانا الابتلاءات التي نواجهها في حياتنا بسبب ذنوبنا نحن كما ورد عن الامام الصادق سلام الله عليه للمفضل بن عمر رضوان الله عليه انقل جزءا منها 00
( ان أحدكم لتصيبه المعرة من السلطان وماذاك الا بذنوبه وانه ليصيبه السقم وماذاك الابذنوبه وانه ليحبس عنه الرزق وماهو الا بذنوبه وانه ليشدد عليه عند الموت وماهو الا بذنوبه حتى يقول من حضره لقد غم بالموت
قال المضل : فلما رأى ماقد دخلني قال أتدري لم ذاك يامفضل؟
قلت: لاأدري جعلت فداك
قال: ذلك والله انكم لاتؤاخذون بها في الآخرة وعجلت لكم في الدنيا (علل الشرائع )
قد تكون المصائب والبلايا والمحن لرفع درجات الانسان وزيادة له في الخير والأجر والثواب كما هو الحال في الأنبياء والأئمة عليهم السلام
الناس يختلفون في التحمل وبعضهم ربما يجزع وينفذ صبره بسرعة ويبطىء في التوجه نحو الله سبحانه
في الشدائد وكما ورد عن الامام الصادق سلام الله عليه في قوله لهشام بن سالم تعرفون طول البلاء من قصره؟
قلنا :لا
قال: اذا الهمتم أو الهم أحدكم بالدعاء فليعلم أن البلاء قصير
( ارشاد القلوب 1/ 248)
يقول الامام علي سلام الله عليه ولو أن الناس اذا زالت عنهم النعم ونزلت بهم النقم فزعوا الى الله بوله من نفوسهم وصدق من نياتهم وخالص من سرائرهم لرد عليهم كل شارد ولأصلح لهم كل فاسد ولكنهم أخلوا بشكر النعم فسلبوها وان الله تعالى يعطي النعم بشرط الشكر لها والقيام فيها بحقوقها فاذا أخل المكلف بذلك كان لله التغيير) ( ارشاد القلوب ) 1/ 248
الله سبحانه يحب عباده ويعلم مدى مايحل بهم من بلاء وهو أعلم بما يصلحهم وهو أرحم الراحمين
في قضية نبي الله يونس عليه السلام عندما خرج عن قومه بعد مايئس منهم ودعا عليهم وبدت علامات العذاب
فندموا على التفريط واتجهوا الى الله سبحانه وكشف عنهم العذاب اوحى الله تعالى الى النبي بأمر ليريد ان يعرفه مدى حبه لعباده
أمره ان يذهب الى بائع خزف فيشتري منه كل مافي حانوته ويعطيه الثمن ثم يكسر ذلك الخزف كله
امتثل النبي عليه السلام الأمر ولما شرع بالتكسير قبض البائع على يده وقال له: ماتريد أن تصنع؟
قال: اكسر الخزف بأجمعه
قال: لاأدعك تفغل وخذ نقودك ودع لي خزفي
قال: عليه السلام ألم أشتر منك، ألم أعطك الثمن ؟
قال:بلى ولكن لاأدعك تكسر أواني صنعتها بيدي ولو أعطيتني أضعاف الثمن
وعجز عليه السلام في اقناع الرجل فأخذ نقوده وترك الخزف لصاحبه
أوحى الله سبحانه وتعالى اليه: هل صنعت ماأمرتك به؟
قال: يارب أنت أعلم بالأمر مني فقد امتنع علي الرجل لما أردت التكسير
فقال سبحانه وتعالى: لأي سبب امتنع عليك؟
فقال عليه السلام: انه قال: اني لاأدعك تكسر أواني صنعتها بيدي
فقال سبحانه وتعالى: يايونس ان هذا الرجل لم يخلق الطين الذي صنع منه الأواني ولا الماء الذي عمل به الطين ولا النار التي طبخته وانما له العمل فقط وأنا الذي أعطيته القدرة والمقدرة على العمل ومع ذلك لم يقبل أن تكسر الأواني فكيف أهلك عبادي وقد رجعوا الي وأنا أرحم الراحمين 000
نسأل الله تعالى أن يعيننا على تحمل مصائب الدنيا وأن يجزينا أجور الصابرين
انه على كل شيء قدير
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين