من المضحك المبكي أن تجد قوما يحقدون على قوم دون وازع من ضمير أو دون الرجوع الى كتاب الله وسنة نبيه(صلى الله عليه وآله) كما يزعمون ..وهو حقد متوارث يحدثنا عنه حسن بن فرحان المالكي في كتابه (داعيه وليس نبيا قراءة نقدية لمذهب محمد بن عبد الوهاب في التكفير)الصادرعن دار الرازي –مركز الدراسات التاريخية – عمان –الاردن..ونقتطف من صفحتي 169-170 وننقلها نصا للامانةالعلمية :
(( ان حجة خصوم الوهابية في وصفهم بالخوارج اسهل من حجة الوهابية في تفضيل كفار قريش على مسلمي زمانهم،ومن الاحاديث التي استدل بها خصوم الوهابية في التشنيع على الوهابية حديث (هناك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان) الذي أوله الوهابية بأن المراد نجد العراق وأوله السلفية المتقدمون بهذا لأجل ذم الشيعة وأهل الرأي والمعتزلة ، وهذه دلائل على ان نجد المقصودة في الحديث هي نجد الحالية وهذا لايعني تعميم الذم بكل أهل نجد ولا انزاله على كل زمان بل لا يعني هذا الجزم بصحة الحديث – رغم كونه في الصحيحين -....
ان ( نجد ) اذا اطلقت نجد فلا تعني الا نجد المعروفة وسط الجزيرة ، مثلما نطلق الحجاز على الحجاز المعروف على ساحل البحر الاحمر الذي يمتد على طول البحر الاحمر.....
ومن الدلائل على ضعف هذا التأويل ان شرق المدينة هي نجد الحالية ، وقد جاء في الحديث ان النبي (صلى الله عليه وآله) أشار بيده نحو المشرق وكان يوم أشار في المسجد النبوي فشرق المدينة هو نجد المعروفة وليس العراق ، ومن شاء أن يتأكد فليفتح خريطة الجزيرة العربية ويستعين بمدار السرطان – الذي لم يضعه الوهابية ولا مخالفوهم- فهو يمر جنوب المدينة المنورة وجنوب الرياض ، فلو أخذت خطا مستقيما على الخريطة واتجهت به من المدينة شرقا فلن يخطئ الدرعية أو البطحاء أو مابينهما... فشرق المدينة هو وسط نجد المعروفة وهي المقصودة وليس وسط العراق،وهذا لايعني ذم كل نجدي ولا ذم نجد في كل زمان.....
ظهور العلم بالعراق دون نجد فمعظم اهل الحديث وأئمة الفقه واللغة عراقيون... وهذا يؤكد ان العراق فيه الخير والعلم والحضارة الاسلامية بشتى معالمها ما ليس في نجد ولا بقية أمصار المسلمين،فأئمة المسلمين في الحديث والفقه والتفسير واللغة والمنطق عراقيون....وعلى هذا فقرن الشيطان خرج بنجد ولعل المراد بذلك مسيلمة الكذاب وتبعهم الخوارج وتبعهم القرامطة... الخ..فلماذا كل هذا الحماس في رد دلالة الحديث الا يخشى المؤلون ان يكون هذا الاصرار في الرد والتأويل من (تلك الزلازل والفتن) ومن تزيين الشيطان...
نحن معاشر السلفيين ورثنا (ذم العراق) من خصومهم النواصب أهل الشام – وما أكثر ما ورثناه منهم!! فخطب الحجاج وزياد ما زالت تتردد في الاسماع وقد حرف بعض الرواة في بعض الفاظ الحديث و أبدل كلمة (نحو الشرق) التي في الصحيحين..بكلمة (نحو العراق) امعانا في ذم العراقيين وعداوتهم ، وقد كان للدولة الاموية أثرها البالغ في ذم العراق حتى تأثر بذلك الفقهاء وأهل الفضل ، حتى ان الامام مالك له أقوال يجعل فيها أحاديث أهل العراق كأحاديث أهل الكتاب ( لا تصدقوهم ولا تكذبوهم )، هذا وهو مالك في مكانته فكيف بسائر الناس...والغريب ان بعض الحنابلة كابن تيمية (وهو شامي)يبالغ في ذم العراق مرددا من ضمن ما يردد كلام الامام مالك السابق دون نظر في مدى صوابه ، ولو قال له أحد : حسنا فالامام أحمد بن حنبل (عراقي) وعلى هذا لاتصدقوه ولا تكذبوه !!! لبهتوا!!!
ونكتفي بهذا القدر واترك القارئ اللبيب والمسلم الباحث عن الدين وليس المتعصب الذي أعمت بصيرته العصبية القبلية التي أراد وأدها الاسلام ليبحث عن الحقيقة المرة التي سقاها التاريخ الاموي اللئيم لشيعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)
نعم هذا صحيح "نجد" مقصود في السعودية ليس في اي مكان العراق ودولة الأخرى
الوهابية تحاول ايجاد تأويلات اخرى"تفسير الأخرى" مثلا نجد العراق بل تأويلاتهم وصلت الى ابعد دولة المشرق مثل ايران.. طبعا هناك تلاعب وتهرب الحقيقة معنا التي وردت في الحديث رسول(ص)