بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال في فتح الملك العلى- أحمد بن الصديق المغربي ص 153 :
نقلوا عن عبد السلام بن صالح انه قال : كلب للعلوية خير من بني امية ، قيل له : فيهم عثمان ، قال : فيهم عثمان ، وهذا إن صح عنه فهو مبالغة لا تدل على ضعف حديثه ، وربما استخرجها بعضهم منه في حال الجدال والمناظرة والغضب قد يستفز المناظر لاكثر من هذا ، وعلى كل حال فأين هو من حريز بن عثمان الذي كان يلعن عليا عليه السلام سبعين مرة في الصباح ، وسبعين مرة في المساء ، وعرفوا منه هذا وتحققوه ثم قالوا عنه : أنه من اوثق الثقات ، فما اجيب به عن حريز فهو الجواب عن عبد السلام والله الموفق .
( فصل ) : وأما الذين طعنوا في الحديث فالكلام معهم على قسمين قسم إجمالي وقسم تفصيلي ، أما الاجمالي فانهم بنوه على أصول باطلة :
( الاصل الاول ) : كون عبد السلام بن صالح شيعيا ضعيفا منكر الحديث. وقد علمت بطلان هذا بما لا مزيد عليه .
( الاصل الثاني ) : إبطال كل ما ورد في فضل علي عليه السلام أو اكثره والحكم على من روى شيئا من بالتشيع والضعف والنكارة ولو بلغ الحديث مبلغ التواتر بحيث من تتبع صنيعهم في ذلك رأى العجب العجاب ، والسبب فيه : ما ذكره ابن قتيبة في كتابه في الرد على الجهمية فقال : وقد رأيت هؤلاء ايضا حين رأوا غلو الرافضة في حق علي وتقديمه وادعائهم له شركة النبي صلى الله عليه وآله في نبوته وعلم الغيب للائمة من ولده وتلك الاقاويل والامور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة ورأوا شتمهم خيار السلف وبغضهم وتبرأهم منهم قابلوا ذلك أيضا بالغلو في تأخير على كرم الله وجهه وبخسه حقه ولحنوا في القول ، وإن لم يصرحوا إلى ظلمه واعتدوا عليه بسفك الدماء بغير حق ونسبوه إلى الممالاة على قتل عثمان واخرجوه بجهلهم من أئمة الهدى إلى جملة أئمة الفتن ، ولم يوجبوا له اسم الخلافة لاختلاف الناس عليه وأوجبوها ليزيد بن معاوية لاجماع الناس عليه ، واتهموا من ذكره بغير خير ، وتحامى كثير من المحدثين ان يحدثوا بفضائله كرم الله وجهه أو يظهروا ما يجب له وكل تلك الاحاديث لها مخارج صحاح وجعلوا ابنه الحسين عليه السلام خارجيا شاقا لعصا المسلمين حلال الدم ، وسووا بينه وبين اهل الشورى ، لان عمر لو تبين له فضله لقدمه عليهم ولم يجعل الامر شورى بينهم ، وأهملوا من ذكره أو روى حديثا في فضله حتى تحامى كثير من المحدثين أن يتحدثوا بها وعنوا بجمع فضائل عمرو بن العاص ومعاوية يعني الموصوعة ، كأنهم لا يريدونها بذلك وإنما يريدونه ، فان قال قائل : أخو رسول الله صلى الله عليه وآله علي وابو سبطيه الحسن والحسين ، واصحاب الكساء ، علي وفاطمة والحسن والحسين ، تمعرت الوجوه وتنكرت العيون وطرت حسايك الصدور ، وإن ذكر ذاكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى * ، واشباه هذا التمسوا لتلك الاحاديث المخارج لينتقصوه ويبخسوه حقه بغضا منهم للرافضة وإلزاما لعلي عليه السلام بسببهم ما لا يلزمه وهذا هو الجهل بعينه اه. فهذا أهم الاسباب الحاملة للمتقدمين الذين كانوا في عصر ابن قتيبة وقبله على الطعن في فضائل على عليه السلام ، وقد اشار الامام احمد إلى نحو هذا إذ سأله ابنه عبد الله بن علي ومعاوية فقال : اعلم أن عليا كان كثير الاعداء ففتش له اعداؤه شيئا فلم يجدوه فجاؤا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيدا منهم له ، رواه السلفي في ( الطيوريات ) ، فمن كان بهذه الصفة كيف يقبل فضائل علي أو يصححها وقد انطوت بواطن كثير من الحفاظ خصوصا البصريين والشاميين على البغض لعلي وذويه ،