كل الناس افقه من عمر حتى ربات الحجال
هل تعرفون من هو عمر ...((هو الخليفة الثاني )) (هههه)
لقد ذكر كثير من علماء وأعلام محدثين ومفسرين السنة بطرق شتى وألفاظ مختلفة والمعنى واحد، أن عمر صعد المنبر في المسجد وخطب فقال: لا يبلغني أن امرأة تجاوز صداقها صداق نساء النبي (صلى الله عليه وآله) إلا ارتجعت ذلك منها، فردت عليه امرأة قائلة: ما جعل الله لك ذلك، إنه تعالى قال في سورة النساء: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا}(1)؟
فقال عمر: كل الناس أفقه من عمر، حتى ربات الحجال! ألا تعجبون من إمام أخطأ وامرأة أصابت؟!
هذا نص ما رواه :
ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج1 / 182، ط إحياء الكتب العربية،
وأخرجه السيوطي في الدر المنثور: ج2 /133
وابن كثير في تفسيره: ج1 / 368،
والزمخشري في تفسير الكشاف: ج1/ 357،
والنيسابوري في غرائب القرآن: ج1 / في تفسير الآية الكريمة،
والقرطبي في تفسيره: ج5 / 99،
وابن ماجه في السنن: ج1،
والسندي في حاشية السنن: ج1/583،
والبيهقي في السنن: ج7 / 233،
والقسطلاني في إرشاد الساري: ج8 / 57،
والمتقي في كنز العمال: ج8 298،
إن النبي (صلى الله عليه وآله) رأى في ما يرى النائم، أنه دخل مكة مع أصحابه واعتمروا.
فلما أصبح حدث الأصحاب برؤياه، فسأله الأصحاب عن
تأويلها وتعبيرها، فقال (صلى الله عليه وآله): " ندخل إن شاء الله ونعتمر " ولم يعين وقتا للدخول إليها.
ثم تهيأ مع الأصحاب للسفر إلى مكة وأداء العمرة، فلما وصل الحديبية ـ وهي بئر بالقرب من مكة على حدود الحرم ـ، علمت قريش بمجيء النبي والمسلمين، فخرجوا مسلحين ليمنعوهم من الدخول.
والنبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن يقصد من سفره إلا زيارة البيت الحرام وأداء العمرة ولم ينو الحرب والقتال، لذلك لما بعث المشركون من قريش وفدا للمفاوضة، استقبلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاوضهم وكتب معهم صلحا اشتهر بصلح الحديبية، على النبي والمسلمون في ذلك العام ثم يأتون في العام المقبل، ليؤدوا مناسكهم ويعتمروا، من غير مانع... إلى آخر الشروط.
فلما وقّع النبي (صلى الله عليه وآله) على ذلك شك عمر بن الخطاب في نبوة سيد المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله) فقال : النبي لا يكذب، أما قلت: ندخل مكة ونأتي بالمناسك معتمرين ؟! فلماذا صالحتهم على الرجوع ولم تدخل مكة؟!
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لكني ما عينت وقتا، فهل قلت، ندخل مكة في هذا العام؟!
قال عمر: لا.
فقال (صلى الله عليه وآله): أقول مؤكدا: ندخل مكة إن شاء الله، ورؤياي تتحقق بإذن الله تعالى.
فنزل جبرئيل بالآية الكريمة مؤكدا أيضا: (لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين، لا تخافون...)
فهذا ملخص صلح الحديبية وكيفية شك عمر بن الخطاب بنبوة خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله).
وكان هذا الأمر امتحانا للمسلمين ليمتاز الثابت عن المتزلزل، والمتيقن عن الشاك والمرتاب.
ووجدت مصادر كثيرة لأعلام القوم، تنقل قول عمر، بهذه العبارة التالية أو غيرها: " ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ... إلى آخره "
منها تاريخ الطبري 2/78 و 79،
والرياض النضرة 1/372،
عمر بن الخطاب ـ للأستاذ عبدالكريم الخطيب ـ: 63،
تاريخ الخلفاء للسيوطي ـ: 43، السيرة النبوية
ـ لابن هشام ـ 3/331، الإمام علي ـ لعبد الفتاح عبد المقصود ـ 1/165،
تفسير الخازن 4/157،
تفسير ابن كثير 4/196،
السيرة الحلبية 3/19،
الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ 1/57، صحيح البخاري ـ مشكول ـ 3/190،
عيون الأثر 2/119، تاريخ الإسلام السياسي 1/246،
كنز العمال 2/527.