فامدُدْ يمينَك سيّدي بيميني
قلبي يحنُّ إلى قُرى مظعونِ = كحنينِ مَنْ حنّتْ إلى يبرينِ
وبهِ الصّبابةُ والأسى ثمَّ الجوى = ومصائبٌ أرْبَتْ على الخمسينِ
فلقد مَضَتْ أُمَمٌ وجاءتْ مثلُها = وكلاهُما بينَ الحصى والطّينِ
ولِكمْ ثوى مَلِكٌ بجانبِ خلِّهِ = وتفرّقا رغماً إلى نصْفينِ
تاللهِ ما اشتملتْ عليه قبورُهُمْ = يوم النّوى مِنْ عزّهمْ وثمينِ
إلاّ ندامةَ خاسرٌ مُتحسّرٌ = أو فائزٌ بالكوثرِ الميمونِ
وجهٌ ترى صَدَفَ البحارِ بوسطهِ = فتشّفُ عنْ كنزٍ بهِ مكنونِ
يروي حكاياتِ السنين وما حوتْ = مِن سيءٍ أو صالحٍ في الدّينِ
ناديتهمْ أين الفيالقُ في الورى = عند المسير إلى بلاد الصّينِ
ماخطبُكُمْ فارقتُمُ دورَ الهوى = أرأيتُمُ أدجى مِن اللحدين ِ
وإذا الملوكُ تلفّتتْ للِحودِها = لمْ تلقَ غير الدّودِ والتّنينِ
ولقد تنعّمتُمْ كفرعون ٍ فهلْ = عرفتْ قلوبكُمُ بني ياسين ِ
فاصْحوا فإنّ الجاهَ لايُغنيكُمُ = يوم َ اللظى وقتَ العذابِ الهُونِ
فهوتْ نجومُ سعودِكمْ وتناثرتْ = في ساحةِ المتديِّنِ المسْكينِ
ولقد تشبثتمْ بأوهامٍ فهل = مازالَ في الإحساسِ غير أنينِ
هيهاتَ ما للدّهرِ مِنْ صفوٍ ولا = فرحٍ لثاكلةٍ ولا تلحينِ
يادهرُ إنْ مالتْ شراعي برهةً = فقرارها لسفينتي ويميني
فالحرُّ لايرضى الكنوزَ وإنْ تكنْ = جبلاً ، فكيف مقامع ٌ تغريني
وعلامَ ألهو والحياة َ خبِرْتها = بشرائعٍ وبسنّةٍ تكفيني
ولقدْ عرفتُ مِن السماءِ دليلَها = مَنْ ذا يُبعدُني ومَنْ يُدْنيني
تلك العلاماتِ التي بين السّما = نورٌ ومِن شمسِ الدُّنا تُغنيني
حتى إذا الأقمارُ وهناً عَسْعَسَتْ = مابين حالكةٍ لها وعرينِ
عطفتْ قلوبُ الوالهين إلى الأُلى = مأوى الفقيرِ وموئلِ المسكينِ
تلكَ المناراتِ التي تهبُ الدُّنا = مِن آل طه أشرفَ الثقلين
وتظلُّ واهبةَ المناهلَ للورى = كالكوثرِ المتدفّقِ الميمونِ
أنا هائمٌ ، متديّنٌ ، متفقّهٌ = متمسّكٌ بشريعتي ويقيني
يهتاجني فرحُ الغدير مسرّةً = فبغيرِ عيدِ للغديرِ جنوني
إنْ تُنكروا يوم الغديرِ تكبّراً = فمنَ الّذي ساوى أبا الحسنينِ ؟
وإذا العوالمُ في المسير تعثّرتْ = همّتْ لحبلٍ في اليقينِ متين ِ
هيهاتَ ما للناسِ مِن حبلٍ سوى = غيرُ الوصيِّ وعلمُه المخزونِ
وعلامَ أشكو والوليُّ بجانبي = بالنائباتِ ، ورُكنُهُ يأويني
لكَ سورةٌ في هل أتى بل مثلها = في محكمِ التنزيلِ والتكوينِ
سهرتْ قلوبُ الحاقدين بغيّها = وأنا أخذتُ معالماً في الدّينِ
ولقد أخذتُ مِن الغدير شريعةً = تحكي البيان َ لمخلصٍ وخؤونِ
يا تيمُ إنْ نُحرتْ طقوسي عندكم = مابينَ حاقدةٍ لها ولعينِ
زمرٌ ترى شمسَ النهارِ إذا بدتْ = يومَ الغديرِ بناظرٍ مشفونِ
تاللهِ ما اشتملتْ عليه حياتُهُمْ = حبَّ الوصيِّ القائدِ الميمونِ
فعرفتها عند الخوارجِ تارةً = وعرفتها شيَعاً إلى صفينِ
وعرفتهم يومَ السقيفةِ كلّهمْ = مِن حاقدٍ ومنافقٍ وقرينِ
هيهاتِ ماللدينِ في قلبِ أمريءٍ = طيفٌ وقدْ أثنى على الصّنَمينِ
ظهرتْ حبائلَ غدرهم بتفنّنٍ = برزوا لشخص الباذلِ الكفّينِ
وهو المكنى بالسمواتِ العلى = صنوٌ لطه أشرفُ الثقلينِ
الطاهرُ المتعبدُ المتصدّقُ الـ = متقدّمُ المولى أبا السبطينِ
الفارسُ المتأهبُ المتمكّنُ الـ = متوكّلُ الطعّانُ بالرُّمحينِ
كهفُ الورى ليثُ الوغى حامي الحما = فخرُ السّما بالنصِّ والتعيينِ
المُخبرُ المتكلّمُ المولى الوصيُّ = المرتضى الساقي فذا يكفيني
هذا بياني قاصرٌ يا سيّدي = فامددْ يمينَكَ سيّدي بيميني
ماهمّني تيماً ولا عمراً ولا = زيداً ولا صنفاً من التلحينِ
لو كانت الدنيا ضباعاً كلّها = لم ْ أنسِكمْ يوماً فلا تنسوني
أنا بالغدير اليومَ زادَ سرورُهُ = وإلى الإمامةِ أنْ تُرَدَّ ديوني
أبو حسين الربيعي – أكملت 9/11/2012 – الجمعه - دبي