|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 64346
|
الإنتساب : Feb 2011
|
المشاركات : 19
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
الفرح مع عدم استجابة الدعاء
بتاريخ : 02-04-2011 الساعة : 06:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين
لماذا افرح اذا لم يستجب دعائي؟
امرنا الله تعالى بكتابه الكريم ان ندعوه كما وعدنا بالاجابة "ادعوني استجب لكم" ولكن غالبا ما نتوسل ونتضرع في الليل والنهار ولا فائدة ملموسة وعندئذٍ يبدأ دور ذلك اللعين بادخال الحزن اولا الى قلوبنا ثم محاولة تضعيف ايماننا بدسّ الافكار الشيطانية الى عقولنا وهنا علينا ان نتسلح بكل ذرة ايمان ونحارب الشيطان بتقوية ثقتنا بالله عزّوجلّ وحسن الظن به
فكيف لي لا احزن ولاايأس وانا اصلي وادعو ليل نهار كي يرزقني الله الذرية؟
وما الخطأ في ان يكون لي اولاد مثل غيري من البشر هل اخطأت في عبادتي ؟
ام ان الله يريدني ان اتعذب هكذا دون غيري؟
ولمَ ما زلت اتوسل الله ليشفي لي والدي وانا ارى حالته تزداد سوءاًيوماً بعد يوم
ولماذا كل صديقاتي تزوجن وانجبن وانا لم اوفق للزواج حتى الآن ؟
ولست افهم كيف لا يكون لي مصلحة في ان يكون لي المال الوفير كي اعيل عائلتي ونعيش باحترام؟
كل تلك الاسئلة وغيرها ممكن ان ترد الى اذهاننا ثم تتوسع شيئاً فشيئاً وتتفرع لتؤثر على عبادتنا وعلاقتنا بالله وبالمجتمع من حولنا ولكن اين المفر ؟ وما الحل؟ وانّى لي الفرح والسعادة ولا ارى شيئا مما اريده يتحقق
هذه ليست احجية والجواب ليس خفياً فما همك ان يتخبط مركبك بين امواج البحار العاتية اذا كان مسيّر المركب وحافظه هو الله القوي القادر على كل شيء وما همك وحشة مكانك وسوء حالك ان كان ذلك حاصل برضى الله تعالى؟وما همك ان يتكسر المركب وتصبح فريدا على صخرة وسط البحر ان كان حافظك ورازقك هو الله فما همك اين كنت وكيف كنت ان كنت بعين الله؟
افلا تفرح ان علمت ان الله تعالى منع منك شيئا لمصلحتك ولو انه اعطاك ما طلبت لكنت من الخاسرين او الفاشلين او كنت سقيماً او وحيداً ؟وما ادراك ان ذريتك ستكون صالحة ؟فلعل الله منع عنك الذرية لئلا تراهم يتعذبون او لئلا يعذبوك ويسيؤا معاملتك او لكي يعوض عليك في الآخرة ما لا يمكن لعقلك في هذه الدنيا ان يستوعبه حتى.
ومن قال ان شفاء الوالد فيه خير لك فلربما مرضه وآلامه فيه كفارة لذنبه فان كنت تحب والدك فعليك ان تحب مرضه لأنه يخلصه من ذنوبه فيعود الى ربه باذن الله نقيا من الذنوب ويكون في الجنة جزاءًعلى البلاء والالم الذي ابتلاه الله به في هذه الدنيا كما وان وقوفك الى جانب والدك او حتى نظرة شفقة منك اليه او قلق بسيط عليه يكون لك كفارة او ثواب
فمن قال ان كل ما ندعو به فيه خير لنا فان كان التوفيق للزواج خير لك فما ادراك انه خير لي ايضا وما همي ان تزوجت ام لا ان كنت واثقا بأن الله سيعوضني في الآخرة على صبري وحرماني وانا على يقين ان تعويض الله في الآخرة يفوق بكثير تصوّر العبد في هذه الدنيا البسيطة
وهنا لا بدّ من ذكر ان الانسان جاهل بمصلحته ولا يمكنه ان يعلم ما هو حقاً خير له فيطلب من الله تعالى كل ما يراه خير بحسب منظاره هو ولا اقول ان ذلك خطأ بل علينا ان نطلب من الله حتى اصغر الاشياء وابسطها ونتوكل عليه في ابسط الامور ولكن علينا ان نعي ان ليس كل ما نظنه خيرا هو في حقيقته خير لنا
قد خطرت على بالي الآن قصة ذلك الرجل الذي كان على عهد رسول الله (ص) وكان من المؤمنين الصالحين وكلن ممن يحافظون على اوقات صلاتهم ويهتمون بها الّا انه كان معدم الحال فقيرا ولشدة رافة الرسول (ص) عليه خاصة وانه كان مؤمنا تقيا سأل النبي الاكرم (ص) الله تعالى ان يرزق هذا الرجل علّه يسعد ويتحسن حاله فأوحى الله تعالى الى نبيه (ص) ان اذهب اليه واقرضه هذا الدينار فليتاجر به وليصلح حاله وبدأ هذا الرجل بالعمل والتجارة وبدأ حاله يتحسن شيئا فشئيا وبدأ يقلل من ارتياده للمسجد ويتأخر عن صلواته حتى آل اليه الامر انه اهمل صلاته وانهمك بمشاغله وتجارته التي كانت تزدهر يوما بعد يوم فحزن رسول الله (ص) لحاله وتمنى لو انه بقي فقيرا معدما في الدنيا غنيا صالحا في الآخرة فأوحى الله تعالى اليه ان اذهب واسترجع ذلك الدينار الذي اقرضته اياه منذ مدة ففيه البركة وعندما تسترجعه ستذهب البركة من امواله وسيعود حاله فقيرا وهكذا كان وما لبث ان لبس الغني مرة اخرى جلباب الفقر....
وهذه هي حال الدنيا فبعضهم يصلح اذا كان غنيا وبعضهم يزداد ايمانا اذا كان مريضا وبعضهم يصبح تقيا اذا ما تعرض لمصيبة او فقد عزيزا بالمقابل هناك من يفسد اذا فقر او يكفر اذا مرض او يخسر الدنيا و الآخرة اذا ما فقد ثروة او عزيزا فلا احد حقا يعرف ما هو الخير له :الغنى ام الفقر ام السقم ام الوحدة والمعاناة ولكننا جميعا نعرف الى من نتوجه في عملية تنقية الدعاء فكما المصافي تنقي الماء فينزل صافيا صالحا للشرب كذلك تعاملنا مع الدعاء علينا ان نثق بأن الله تعالى يسمع دعاءنا ولكنه لا يعطينا الّا ما فيه خير لنا سواء في الدنيا او في الآخرة فلنفرح اذا استجيب دعاءنا ولنصطبر اذا لم يُستجاب الى يوم القيامة حيث نرى ثواب عدم الاستجابة ان شاء الله
|
|
|
|
|