|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 35155
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 336
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
ثاني بعثي في دولة القانون والقائمة تطول..... قصي الكوفي
بتاريخ : 20-01-2010 الساعة : 02:20 AM
كتابات - قصي الكوفي
بعد الاعلان عن ائتلاف دولة القانون ومعرفة الاشخاص المنضوين تحت لوائه هاجت بي ذاكرتي واعادتني الى ايام طفولتي وقررت ان اكتب شيئا قليلا عما عانيته في تلك الفترة ولكني انشغلت قليلا فتاخرت وما دعاني اليوم للكتابة هو ما كتبه الدكتور زيد الحسيني لان قصتي مع البعث وحزب الدعوة قصة حزينة اليكم بعضها في نقاط
· ولدت ونشأت في بيت وعائلة متدينة وفتحت عيني على اشياء لاتتعدى الدين والقران ومحمد باقر الصدر والثورة الاسلامية والخميني والحسين والمواقف المبدئية والتضحية من أجل الاخرين وكان بيتنا ملتقى لمجموعة من الشباب المتحمس يعقدون الجلسات الليلية يتناقشون ويتصارخون في الفقه والادب والسياسة وفتوى محمد باقر الصدر (بحرمة الانتماء لحزب البعث الكافر) وكانوا يتواصون بالصمود وعدم الانتماء للبعث حتى ولو كلفهم ذلك فصلهم من وظائفهم وكانوا جميعا موظفين واغلبهم مدرسين ومعلمين حتى ولو اعدموا وتركوا اطفالهم وعوائلهم انهم كانوا ينتظرون الشهادة حسب قولهم ويريدون مواساة الحسين بسبي وتشريد عوائلهم.
· احدى فقرات اجتماعهم الليلي كان الا ستماع لبرنامج تبثه الاذاعة الايرانية اسمه(العراق نحو الانفجار) ثم تغير اسمه الى (عراق اليوم يبحث عن حسين) يصاحبه حماسهم مع نشيد الثورة الاسلامية باللكنة الفارسية الله الله الله وانا احضر هذه الاجتماعات بصفة مقدم لخدمات الجلسة جيئة وذهابا بين المطبخ ووالدتي وغرفة الاستقبال وصيحات والدي وانا طفل عمري لايتجاوز الثانية عشرة من العمر .
· على ضوء مقررات الاجتماع كان والدي يوصيني بأن ارفض الانتماء للبعث في حال طلب مني مدير المدرسة ذلك.
· في احد ايام الشتاء القارصة البرد ونحن طلبة الصف الاول المتوسط الجدد الذين دخلنا المرحلة المتوسطة للتو وفي الرهبة التي كنا ننتظر فيها دخول المدرس الى الصف ومراقب الصف (خالد رشاد) واقف في باب الصف دخل شاب نحيل البنية تعلو وجهه حفر وكانه اصيب بالجدري في طفولته ملامحه تشف عن اصله وانحداره القروي(ونحن ابناء المدن كان القروي موضع لتندرنا) وكان يرتدي بدلة زيتونية انيقة فتخيلنا ان اعضاء الحزب قد جاؤوا ليأخذوننا للجيش الشعبي ولكن قلقنا هذا تلاشى عندما بدأ يتكلم هذا الشاب ويقول (انا عبود وحيد عبود (العيساوي طبعا لم يقل ذلك لان البعث كان وقتها لايعترف بالعشائر ويعتبرها حالة تخلف بغيضة) مدرس مادة الاحياء عندها تلاشى قلقنا لاننا عرفنا انه مدرسنا الجديد وبعد ان قدم نفسه لنا فاجأ الجميع بان طلب من جميع الطلاب ان يخرجوا ورقة بيضاء ويضعوها امامهم فخيم الوجوم والقلق على وجوهنا نحن الاطفال الصغار الفرحين ببداية مرحلتنا الدراسية الجديدة وهي المتوسطة وتخيل الجميع ان مدرسنا الجديد يريد ان يختبر قدراتنا العلمية في مادة الاحياء حيث المتعارف عندما يطلب الاستاذ من الطلبة ان يخرجوا ورقة بيضاء ان هناك امتحانا سيجري فقمنا جميعا بوضع الورقة البيضاء امامنا واقلامنا جاهزة للكتابة وهو يوزع علينا نظرات خائفة مرتجفة ويطالبنا بالهدوء وبعد ان تأكد من ان الجميع جاهز ادار وجهه الى السبورة وبدأ يكتب التالي وطلب من الجميع ان يكتبوا بعده وكنا نتصور ببرائتنا انها اسئلة امتحانية كتب(أني الطالب............................... في الصف الاول متوسط في متوسطة حلب أرغب بالانتماء الى حزب البعث العربي الاشتراكي لذا يرجى قبول طلبي هذا ودمتم للنضال)وهنا ارتعدت فرائصي وأنا الطفل الذي عاش اجواء الاجتماعات الليلية التي تحرض على حزب البعث وتحرم الانتماء اليه وانا الطفل الذي ترن في اذني تأكيدات والدي برفض الانتماء اذا طلبوا مني ذلك؛ الطفل الذي رسم في مخيلته ان لحظة المواجهة هذه هي وقفة حسينية تستدعي استذكار معركة الطف؛ تلفت يمينا وشمالا وجدت الجميع يكتبون فقمت بتمزيق ورقتي ورميها في داخل الرحلة وجلست ساكنا هادئا وقد شبكت ذراعي على صدري بما يسمى (جلسة العقال) فاستدار الاستاذ بعد ان اكمل كتابته فشاهدني وانا جالس لا اكتب فاقترب مني متوجسا وسألني لماذا لم تخرج ورقة وتكتب فأجبته بمشاكسة الاطفال بأني لاأود الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي وهنا ثارت ثائرته وصفعني صفعة شديدة (راجدي) على وجهي وأخذ يصرخ في وجهي واقتادني وذهب بي الى غرفة ادارة المدرسة وترك الصف وهناك وجدنا (عبد الرضا غني عبادة الكوفي) مدير المدرسة وكان بعثيا كبيرا (متوفي) و(حسين عبد الحر) معاون مدير المدرسة وكان بعثيا حقيرا وانقض الثلاثة علي بالضرب والسب والشتم وكانهم كواسر انقضوا على فريسة بعد ان شرح لهم الاستاذ عبود العيساوي جريمتي الشنعاء المهم ان حفلة الضرب انتهت بركلة (جلاق) دفعني خارج المدرسة وقرارا بفصلي من المدرسة ؛ خرجت اتلفت وانا مذهول ومرتبك ومشوش الذهن وجئت الى والدي أخبرته بالذي حصل معي وعرضت القضية في الاجتماع الليلي وأخبرت الجميع بالقصة فقالوا لي اترك مدرسة صدام وسنرسلك الى مدرسة افضل منها اسمها الحوزة .
· المهم ان الشباب الذين كانوا يجتمعون في بيتنا بمرور الايام تفرقوا فقد اعدم صدام بعضهم وهرب الاخرون خارج العراق وبقينا نحن ابناؤهم؛ الكبار بعضهم اعدم وبعضهم هرب واكملنا حياتنا بعذاب وقهر وتبخرت من عقولنا فكرة الثورة الاسلامية وسقوط صدام ويئسنا من كل شيء وخصوصا بعد انتفاضة 1991 .
· بعد سقوط صدام وعودة بعض الذين كانوا شبابا بصفة حزب الدعوة واستلامهم للسلطة لم اكن اتوقع انهم سيقربون البعثيين خصوصا وانا احتفظ بذاكرتي بتلك الليالي وذلك الكلام عن المباديء والقيم حيث ان بعض اولئك الشباب هو الان في هرم السلطة ولكن شهوة السلطة وترف الحكم انساهم كل شيء فوجدتهم يحتضنون البعثيين واولادهم ويزبدون ويرعدون في الاعلام ضدهم.
· المشهد المؤلم الذي شاهدته في مدينتي اني كنت ذاهبا الى عزاء احد الاصدقاء واذا بالهرج والكبكبة والسيارات المضللة التي تشير الى حضور احد المسؤولين في الحكومة الى العزاء فسألت من هذا قالوا لي هذا (الدكتور عبود )(المدرس صاحب البدلة الزيتوني في قصتنا) مستشار السيد رئيس الوزراء حاليا (احد الشباب الذين كانوا يحضرون الاجتماعات الليلية في قصتنا) وأحد مرشحي ائتلاف دولة القانون.
· اذن النتيجة اني لم احصل على شيء سوى (الجلاقات) والاعدامات والاخوة حبايب الان ولا(نحن اقسمنا ان نضحي او نر الاسلام شرعا ونظاما) كما يقول احد الشباب حاضري تلك الاجتماعات ولابطيخ.
التعليق
------
لااعرف شخصيا" عن هذا الشخص سوى انه حاليا" يعمل مستشارا" لرئيس الوزراء لشؤون مجالس الاسناد العشائرية ومن يكذب ذلك فعليه مراجعة اقرب مجلس اسناد
|
|
|
|
|