صدرت بعض الدراسات القديمة تؤكد أن النوم لساعات طويلة شيء جيد ويطيل العمر! وهنا حدث تناقض بين الحقيقة العلمية وبين التعاليم القرآنية، فما هو الحل؟
وأقول دائماً إن القرآن هو الحق وهو الصحيح والعلم تابع له، ولابد أن تتفق الحقيقة العلمية الصحيحة مع ما جاء به القرآن،
لأن الكون هو خلق الله، والقرآن هو كلام الله، ولا يمكن أن نجد أي تناقض بينهما لأن المصدر واحد.
وهذا يدعونا للتشكيك بصحة الحقيقة العلمية، وبالفعل هذا ما حدث! فقد كشفت الدراسات الجديدة أن النوم الطويل يقصر العمر!!
فقد حذرت دراسة أجراها مؤخرا باحثون أميركيون من أن عادات النوم لدى النساء في منتصف العمر قد تزيد من خطر تعرضهن للسكتة.
وكذلك هناك دراسات أخرى أُجريت على الرجال وتؤكد أن الاستيقاظ أثناء الليل يطيل العمر!!
يقول الباحثون في تقريرهم (حسب مجلة ستروك الطبية) إن اكبر زيادة في نسبة احتمالات الإصابة بالسكتة والتي بلغت 70 بالمئة رصدت
بين النساء اللواتي ينمن تسع ساعات أو أكثر في الليلة.
وقد سبق رصد الصلة بين ساعات النوم وحالات الوفاة في عدد من الدراسات ولكن لم تتوافر أدلة تربط بين عادات النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وشملت الدراسة نحو 93 ألف امرأة تراوحت أعمارهن بين 50 و79 عاما وبعد تتبع المجموعة طوال سبع سنوات ونصف السنة في المتوسط وجد الباحثون أن 1166 تعرضن للسكتة
الموضعية وهو النوع الأكثر شيوعا من السكتات والذي يحدث عندما يسد أحد الأوعية الدموية في المخ.
وهذا يمنع الأكسجين من الوصول للمخ وحينها تبدأ أنسجة المخ بالموت.
ووجد فريق البحث أن النساء اللواتي ينمن 6 ساعات أو أقل يرتفع عندهن خطر الإصابة بالسكتة بنسبة 14 بالمئة
ومن ينمن 8 ساعات ترتفع لديهن النسبة إلى 24 بالمئة ومن ينمن 9 ساعات أو أكثر يرتفع عندهن خطر الإصابة بالسكتة إلي 70 في المئة مقارنة مع اللواتي ينمن سبع ساعات.
وفي هذه الحالات زادت ساعات النوم هذه من خطر الإصابة بالسكتة بنسبة 22 بالمئة.
يقول الأطباء إن النوم الطويل يساهم بشدة في اعتلال عضلة القلب ونظام عمله، وهناك عدد من الدراسات التي تربط بين النوم الطويل وبين الموت المفاجئ،
ويقول الباحثون إن عادة الاستيقاظ في منتصف الليل لنصف ساعة مثلاً مفيدة جداً لتنشيط عمل القلب وتغذيته بالأكسجين،
حيث إن القلب والدماغ أثناء النوم قد يتعرضان لنقص في الأكسجين، وبالتالي قد تتطور هذه الحالة بشكل مفاجئ ويموت الإنسان وهو نائم!
ولذلك ينصحون بالاستيقاظ ولو لفترة قليلة وممارسة بعض النشاطات بهدف تنشيط خلايا الدماغ والقلب.
ونقول سبحان الله! أليس هذا ما أمرنا به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً؟!
لقد اهتم النبي صلى الله عليه واله وسلم بالمؤمنين وكان قدوة حسنة لهم. فقد كان يقوم من الليل ويشوص فاه بالسواك، ثم يتوضأ ويصلي ثم يتفكر في خلق الله ويقول:
(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191].
أليست هذه النشاطات الليلية هي ما ينصح به علماء الغرب اليوم؟
ولكن الفرق بيننا وبينهم أننا نقوم من أجل الله تعالى.