الأمية تعود من الباب في البلدان العربية إذا ما الجهل خيم في بلاد رأيت أسودها مسخت قرودا الشاعر معروف عبد الغني الرصافي الجهل هو أحد نتائج الأمية وواقع الامية في البلدان العربية أخذ ينتعش مرة أخرى رغم كل الجهود التي بذلت سابقاً على المستوى التربوي العربي الرسمي للقضاء على داء الأمية بصفته أخطر داء يواجهه أي مجتمع يتطلع إلى حياة أفضل ففي نشرة (أخبار الساعة) التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أشارت إلى انعكاس واقع الأمية على كافة مناحي الحياة سيما الجانب الاقتصادي إذ تشهد معدلات إنتاجية العمل العربي اليوم أدنى مستويات الإنتاج من حيث النوع والكم في البلدان التي تتفشى بها الأمية بشكل ملفت، وربطت النشرة الآنفة أن أهم سبب في تدهور المستوى الثقافي والإعلامي في العالم العربي يمكن إرجاعه إلى الأمية وعللت النشرة ذلك بضرب مثال على عمل أجهزة الإعلام العربي التي وصفتها بأنها أضطرت أخيراً للنزول إلى المستوى العادي للجمهور (بصورة عامة) وأصبحت تقدم له خطابها الإعلامي بقدر فهمه. وقالت النشرة في معرض تطرقها إلى داء الأمية الذي عاد إلى المجتمعات العربية من أبوابها بعد أن كان الأمل خلال العقدين الماضيين كبيراً في القضاء على الأمية إذ بينت النشرة أن عدد الأميين العرب كان في مطلع الثمانينيات لا يتجاوز (30) مليوناً لكن هذا العدد ارتفع إلى (55) مليوناً في مطلع التسعينيات وفي مطلع هذا القرن الحادي والعشرين ارتفع العدد ليصل إلى (70) مليوناً وهذا ما دعا المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أن تدعوا على (استحياء) من الهيئات المسؤولة عن محو الأمية في الدول العربية بمراجعة خططها وبما يكفل توظيف الجهود الجديدة لمكافحة الأمية والقضاء عليها وفقاً لخطط مدروسة أكثر عملية. وتفيد الإحصاءات التي وردت في التقرير السنوي لليونسكو الخاصة بالتعليم في عالم متغير للسنة 1998م: (إن نسبة الأميين العرب يصل إلى (65) مليون أمي، وهذا الرقم مرشح للتصاعد مستقبلاً. وأكبر نسبة من الأميين اليوم هي في البلدان التي تشهد اضطرابات مثل العراق والجزائر والسودان والصومال... إن خريطة الأمية في البلاد العربية في اتساع دائم وهذا ما ينبغي أن يكون مدعاة إلى ضرورة وجود رؤية تعليمية شاملة لإعطاء كل مواطن فرصة جادة للإلتحاق بمراحل التعليم كي تتم مواكبة أجدى مع المعايير الحديثة للعصر.