(((((غرسنا العلمانية فأثمرت الاسلام)))))
.............................
(((يقول عصمت اينونو وهو في مرض موته.....
إنني لا أكاد أصدق ما أرى لقد بذلنا كل ما نستطيع لانتزاع الاسلام من نفوس الأتراك وغرس مبادئ الحضارة الغربية مكانه فإذا بنا نفاجأ بما لم نكن نتوقعه لقد غرسنا العلمانية فأثمرت الاسلام)))
..................................
ان فشل الأسلوب القديم الكلاسيكي . أسلوب احتلال الشعوب بالقوة العسكرية والذبح والاستعمارالفكري والجسدي . جعل الغرب يدرك فشل الأسلوب الجديد الذي هو نتاج الاسلوب القديم أسلوب تغيير الشعوب بالقوة العسكرية عن طريق الانقلابات العسكرية والقيادية ..وبالنسبة للهدف كان الغرب منتبها بذكاء حين أدرك في أن استراتيجية التنصير كهدف لحملته الفكرية الاديلوجية المؤيدة بالقوة العسكرية الضخمة خارجية أو داخلية بعناصرة العميلة أن ذلك الهدف فشل فشلا ذريعا مدويا وصارخا بقوة الاسلام المضادة وقدرتة على احتواء الفكر الاخروأنه برغم الجهود الضخمة البشرية والمالية والإعلامية والتعليمية فإن النسبة التي تم تنصيرها من المسلمين نسبة تافهة صغيرة يمكن أن تلحق بالعدم لتكون النتيجة سلبية تماما وفق هذا المعادلة ! لذا كان البديل الطبيعي عن التنصير او التهويد وإخراج المسلمين عن دينهم ومحو عقائدهم بعقيدة اضعف اديلوجيا هو التغيير التدريجي والاكتفاء بإبعاد المسلمين عن دينهم وعقائدهم ومفاهيمهم . وهو ما تبذل له الجهود المكثفة اليوم من تعليم علماني داخلي وخارجي بغض النظر عن نوع العلمانية المتبعة وإعلام علماني ، وقانون علماني ، وسلب المرأةالمسلمة من زيها واخلاقها وعفتها ومن بيتها واسرتها وتسطيح مفهوم الاسرة لتدميرها كليا ثم ما يبذل من حط لقيمة الدين ومعناه في وعي الامة وقيمة علمائه ودعاته وممثلية داخل المجتمع الاسلامي لتفريغ الذهنية من اجلال واحترام رجل الدين الداعية والمبلغ ليسهل حينأذا عزل الامة والتفرد بها وتحويلها لقولاب جاهزة لكل محتوى مهما كان متسافل ومضر. فهل يا ترى نجح الهدف الجديد ؟؟؟ لعل نجاح أمر يتعلق بالأمم والشعوب لا يحكم عليه في سنين ولا في جيل فقد لا تظهر نتيجته إلا بعد أجيال قد تكون النتيجة الواضحة أن التغريب نجح في إبعاد المسلمين عن دينهم بما فيه من قيم إيمانية وقيم أخلاقية ، وقيم قانونية وأن المسلمين استبدلوا به من قيم الغرب حتى في عاداتهم وفي لبسهم وفي طريقة.....
ما يهمنا فعلياً كوطن عربي، وكعالم إسلامي كمسلمين ملتزمين بالاسلام منهج وسلوك وكمنطقة أو مجموع اقليمي. فما هو ملاحظ بما لا يقبل الشك هو انصباب الفعالية القصوى للحلف الصهيوني الأميريكي الغربي على الوطن العربي، الاسلامي وعلى عمقه الاستراتيجي الإسلامي ومداه الإقليمي المتنوع.
والوطن العربي - صدقنا ذلك أم لم نصدقه- هو فعلاً "قلب العالم" :موقعا وثروة وعراقة أصالة تاريخية حضارية مؤسّسة ومؤصّلة. وليست هناك قوة كبرى لا مصلحة لها فيه أساسا، بصرف النظر عما يقال من "إن العالم قد صار قرية كونية صغيرة"..فهي مقولة تمهيدية للغزو المتواصل على الامة ومحاولة مسخ هوتيها وهدم بنيانها الحضاري والمعرفي ...
يقول(باولوفرير)ان تضليل عقول البشر هواداة للقهر الحديث)..نعم حيث ان تغيير التفكير الجمعي هواستعمار قهري غير محسوس يمثل احد الادوات التي تسعى النخب العالمية الغربية من خلالهاالى تطويع الامم لاهدافها الخاصة بل وتضفي عليها طابعا خلابا وعندها يؤدي الاعلام ووسائلة المختلفة تضليل الجماهر بنجاح...............
الى هذا المعنى اشار الكاتب مورو بيرجر حين يقول : وقد يتطلب تعميق هذا المعنى وتحويله إلى رغبات وأذواق ومشارب تلقائية حرة عملية تثبيت طويلة تعنيفا بوسائل أقل تعنيفا وتحكما)))
وقد شجعت الدول الأوروبية الكبرى على ظهور القومية العربية في صورتها العلمانية لتحقيق مطامعها في احتلال الشرق الاسلامي . وخاصة بريطانيا وفرنسا ، يقول ( لورانس ) منفذ سياسة بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى
( وأخذت طول الطريق أفكر في سوريا وفي الحج ، وأتساءل : هل تتغلب القومية ذات يوم على النزعة الدينية ، وهل يغلب الاعتقاد الوطني الاعتقاد الديني ؟ وبمعنى أصح : هل تحل المثل العليا السياسية محل الوحي والإلهام ، وتستبدل سوريا بمثلها الأعلى الديني مثلها الأعلى الوطني هذا ما كان يجول في خاطري طول الطريق))
وهذا يعلل لنا عطف حكومات الاحتلال الغربية على كل مشاريع الحكومات الوطنية - في الشرق الاسلامي والعربي منه خاصة التي من شأنها تقوية الشعوبية فيها ، وتعميق الخطوط التي تفرق بين هذه الأوطان الجديدة ، مثل الاهتمام بتدريس التاريخ القديم السابق على الاسلام لتلاميذ الدارس وأخذهم بتقديسه ، والاستعانة على ذلك بالأناشيد ، ومثل خلق أعياد محلية غير الأعياد الدينية التي تلتقي فيها قلوب المسلمين بزي خاص - ولا سيما غطاء الرأس - مما يترتب عليه تمييز كل منها بطابع خاص ، بعد أن كانت تشترك في كثير من مظاهره
لقد مارست الحركة الإلحادية العلمانية بخطها الاولى نقدا ضاريا للدين، وهي تشحذ كل أسلحتها العقلانية والعلمية في مواجهة الافكار الدينية، وتتخذ أحيانا من الأبحاث التاريخية ومداخلاتها سلاحا لفضح أساطير الدين كما تدعي وهي في كل هذا تجهد لنفي سماوية الدين واثبات أرضيته. لكنها في حركتها تلك فإنها تواجه الدين ككائن مستقل له تاريخه الخاص المنفصل عن الوجود المادي للبشر. وهي تناقض نفسها من حيث أنها تبحث عن الدين في سماء الفكر من أجل إلغاءه في أرض الواقع، ذلك أنها لا ترى للدين كمنتج مباشر للحياة العملية وأنه لا ينفصل عنها مطلقا بل تراه كوجود لا تاريخي.................
الاسلام دين الرحمة ودين السلام جاء من اجل هداية الانسانية وتحريرها من جميع الوان الانحراف الفكري والعاطفي والسلوكي بتهيئة العقول والقلوب والارادات للتلقي والاستجابة الذاتية للمفاهيم والقيم الالهية واستتباعها بالعمل الايجابي الذي يترجم التصورات والافكار إلى مشاعر وممارسات وعلاقات في الواقع دون اكراه أو اجبار ، وهو يسعى إلى تغيير المجتمع الانساني لتكون المفاهيم والقيم الصالحة هي الحاكمة على الافكار والمواقف ، إلاّ أنّ هناك معوقات تقف في طريق حركته ومسيرته وتمنع من امتداده ، وكان لاعدائه الدور الاكبر في خلقها لأنّ تقدم الاسلام والمسلمين له انعكاسات خطيرة على مصالحهم في حال اعتناقه من قبل الامم والشعوب التي يحكمونها.
فالأعداء يتربصون بالاسلام فكرا ووجوداويتامرون عليه بلا توقف ، وهم يتصيدون كل ثغرة وكل حجة وكل شبهة لتشويه سمعته والتشكيك في مفاهيمه وغاياته واهدافه ، ويقودون حرب الشبهات وصراع التشكيك للحيلولة دون انتشاره وقيادته للناس أجمعين ، فقد اثاروا عليه شبهة الانتشار بالسيف واراقة الدماء واكراه الاقليات الدينية على اعتناقه ، واضطهاد غير المسلمين والتعامل العنصري معهم ، وعدم اعتبارهم من المواطنين ، وقرنوا
عنوان الاسلام والمسلمين بالقتل والعدوان والتخريب والارهاب وعدم مراعاة حقوق الانسان ، ونجحوا بعض النجاح واستطاعوا خداع شعوبهم إلاّ أنّه ظهر بعض المنصفين ليدافعوا عن المنهج الاسلامي وتعامله الانساني مع غير المسلمين ومع على مر العصور...........
ان مايميز الكائن الإنساني عن باقي المخلوقات بأنه كائن يهدف إلى تحصيل المعرفة العقلية من أجل إشباع حاجاته المادية و الروحية و هو للوصول إلى المعرفة يستخدم عقله مفكراً عبر مراحل استدلالية مختلفة والإسلام دين عقلاني. والعقل هو القاسم المشترك الأعظم بين البشر على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم. وأن إبراز الجانب العقلي في الإسلام، هو العامل الأكبر والفعال لفتح أبواب النهضة.و ما يقود إلى التنوير والإصلاح، هو فهم الدين فهماً صحيحاً يتوافق مع العقل الحاضر....
ولما كانت حقيقة الإسلام قد تجسدت على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله بأهل بيته الأطيبين كما هو صريح قوله صلى الله عليه وآله في حديث الثقلين الذي لم يختلف في صحته اثنان ، لذا وجب معرفة الاسلام الصحيح من خلال ما في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، تلك المدرسة التي عكست إنسانية الإسلام وسماحته بأحسن صورة ، وبنت نوعاً منصفاً من العلاقات القائمة على أساس التوحيد بين أهل الأديان...
........................................