بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وأل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ..
الرد على شبهة : توثيق النجاشى لبعض النواصب :
أولا : نذكره ما نقله الناصبى :
( يحيى بن سعيد القطان أبو زكريا): وهو أحد رواة العامة الذين وثقهم النجاشي
( رضوان الله تعالى عليه ) فقال :
رجال النجاشي - النجاشي - ص 443
( يحيى بن سعيد القطان أبو زكريا ، عامي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام نسخة . أخبرنا محمد بن عثمان بن الحسن قال : حدثنا جعفر بن محمد بن إبراهيم قال : حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن جعفر بن محمد .)
ثم ذكر الشيخ محمد السند فى كتابه ( الاجتهاد والتقليد فى علم الرجال )
( عداوة يحيى بن سعيد لأهل البيت و حقده عليهم, و قد طعن في عشرات الرواة لأنهميتشيعون أو لأن عندهم هوى التشيع , و منعسى أن يكون يكون يحيى بن سعيد أصلاو فصلا و حسبا و نسبا كي تعرف النجومالزاهرات به ؟ (
فالخلاصة أن الرجل :
ناصبي - حاقد - عدو لأهل البيت - عدو للشيعة - لا أصل ولا فصل
و النجاشي في نظر آية الله) محمد السند( يوثق النواصب !فمن الإنصاف يا إمامية أن تعيبوا على النجاشي هذ التوثيق كما هو حالكم معالبخاريخصوصا إن عرفنا أن النجاشي لم يتفرد بتوثيق هذا الناصبيوالذي هو في الحقيقة من أعلام أهل السنة لكنه في نظر علماء الإمامية ناصبي حاقد ! .
ثانيا : بيان لقول النجاشي ( رضوان الله عليه ) .
ننقل هذا المقطع من الترجمة :
( يحيى بن سعيد القطان أبو زكريا ، عامي ، ثقة ... )
ان النجاشي رضوان الله عليه قال ( عامي ) ولم يصرح بكون الرجل ( ناصبي ) والا فلو كان الرجل ناصبي لصرح النجاشي رضوان الله عليه بذلك كعادته عندما يصرح بقوله على الرجل هذا زيدى أو فطحى أو واقفى أو ناصبى
ولننقل بعض المواضع التى يصرج فيها النجاشى بذلك:
رجال النجاشي - النجاشي - ص 294
( عامر بن كثير السراج زيدي ، كوفي ، ثقة ، له كتاب ، أخبرنا ابن شاذان عن ابن حاتم قال : حدثنا الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين ، عن عامر به . ومن هذا الباب عيسى)
رجال النجاشي - النجاشي - ص 444 - 445
( يحيى بن سالم الفراء كوفي ، زيدي ، ثقة له كتاب رواه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن القاسم العلوي الحسني ( الحسيني ) قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن القاسم الهروي بالكوفة قال : حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي .)
رجال النجاشي - النجاشي - ص 409
( موسى بن عمير الهذلي عامي ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام وعن الرجال . له كتاب . أخبرنا الحسين قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن الفضل بن تمام قال : حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا عن عباد عنه .)
وهذا يكفى فنحن فى غني عن ذكر المطولات .
ملحوظة : ان لم يذكر النجاشى عقيدة الرجل كقولة واقفى وسكت فهنا معناه أن الرجل من رجال الشيعة والله العالم.
والحاصل : أن النجاشى رضوان الله عليه لا يرى أن الرجل ناصبى بل يرى أنه عامى ثقة وتبعه على ذلك العديد من العلماء .
ثالثا : بالنسبة قول الشيخ محمد السند .
أما بالنسبة لقول الشيخ محمد السند بأن الرجل معادى لاهل البيت فقد استدل على ذلك بتضعيف الرجل لبعض الرجال لان فيهم قليل تشيع أو هوى تشيعى .
أما بالنسبة لهذا الوجه فان تضعيف العامى للشيعى لانه شيعى فهذا ثابت قطعا لان العامى يرى الشيعة من المبدعة لذلك يضعفهم حسب عقيدته وهذا لا ينافى كونه ثقة فلا يكذب .
ثم انه على فرض كون الرجل ناصبى : فان النجاشى لم يظهر اليه كونه ناصبى كما لم يظهر الى غيره فيكون توثيق النجاشى له من باب عدم علمه بنصبه لاهل البيت ولكن تجد البخارى وثق عمران بن حطان وروى عنه فى الصحيح مع علمه بأنه ناصبى ثم ان حالة النجاشى غير حالتكم فأنتم مع علمكم بأن الرجل ناصبى فأنتم توثقوه فمثلا تجد أحمد بن حنبل يقول ناصبى لكنه ثقة أو الداؤقطنى كذلك ولننقل بعض الاقول :
سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج 5 - ص 373 – 374
169- الفأفاء * ( م ، 4 ) الامام الفقيه أبو سلمة خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي الكوفي الفأفاء . حدث عن سعيد بن المسيب ، وأبي بردة ، والشعبي ، وموسى بن طلحة ، وعروة بن الزبير . وعنه ابنه عبد الله ، وشعبة ، والثوري ، وزائدة ، وهشيم وآخرون . هرب إلى واسط من بني العباس ، فقتل بها مع الأمير ابن هبيرة . وقد روى عنه عمرو بن دينار مع تقدمه ، وثقه أحمد وابن معين ، وكان مرجئا ينال من علي رضي الله عنه . قتل في أواخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة ، وهو من عجائب الزمان كوفي ناصبي ، ويندر أن تجد كوفيا إلا وهو يتشيع .)
تهذيب الكمال - المزي - ج 5 - ص 572
( وقال أبو أحمد بن عدي : حدثنا ابن أبي عصمة ، قال : حدثنا أحمد بن أبي يحيى قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : حديث حريز نحو من ثلاث مئة ، وهو صحيح الحديث ، إلا أنه يحمل على علي . )
بل تعدى الامر توثيق النواصب مع علمهم بنصبهم الى توثيق أحد أئمتهم قاتل الامام الحسين عليه السلام :
من هو العجلى ؟ :
سير أعلام النبلاء للذهبي ج 12 ص 505 ت 185
( العجلي: الإمامالحافظ الأوحد الزاهد، أبو الحسن ، أحمد بن عبدالله ابن صالح بن مسلم ،العجلي الكوفي ، نزيل مدينة أطرابلس المغرب ، وهي أول مدائن المغرب ، بينها وبينالاسكندرية مسيرة شهر ، ثم منها يسير غربا إلى مدينة تونس التي هي اليوم قاعدةإقليم إفريقية .
مولده بالكوفة في سنة اثنتين وثمانين ومئة .....
وله مصنف مفيد في " الجرح والتعديل " ، طالعته ، وعلقت منه فوائد تدل علىتبحره بالصنعة ، وسعة حفظه .
وقد ذكر لعباس بن محمد الدوري ، فقال:ذلك كنا نعده مثل أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين.....
وقال بعض العلماء: لم يكن لابي الحسن أحمد بن عبدالله عندنابالمغرب شبيه ، ولا نظير في زمانه في معرفة الغريب وإتقانه ،وفيزهده وورعه .
وقال المؤرخ العالم أبو العرب محمد بن أحمد بن تميمالقيرواني: سألت مالك بن عيسى العفصي الحافظ:
من أعلم من رأيت بالحديث ؟
قال: أما في الشيوخ فأحمد بن عبدالله العجلي .
وقال محمد بن أحمد بن غانمالحافظ: سمعت أحمد بن معتب - مغربي ثقة - يقول: سئل يحيى بن معين عن أحمد بنعبدالله بن صالح ، فقال : هو ثقة ابن ثقة....
مات أحمدسنة إحدى وستين ومئتين ....)
ماذا قال العجلى ؟ :
تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ج 7 ص 396 ت747
( عمر بن سعد بن أبي وقاصالزهري أبو حفص المدني سكن الكوفة .
روى عن أبيه وأبي سعيد الخدري .
وعنهابنه ابراهيم وابن ابنه أبو بكر بن حفص ابن عمر وأبو إسحاق السبيعي والعيزار بنحريث ويزيد بن أبي مريم وقتادة والزهري ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم .
قال العجلى: كان يروي عن أبيه أحاديث وروى الناس عنهوهو تابعي ثقةوهو الذي قتل الحسين .
وذكرابن أبي خيثمة بسند له: ان ابن زياد بعث عمر بن سعد على جيش لقتال الحسين وبعث شمربن ذي الجوشن وقال له اذهب معه فان قتله وإلا فاقتله وأنت على الناس .
وقال ابنأبي خيثمة عن ابن معين: كيف يكون من قتل الحسين ثقة ؟
قال عمرو بن علي سمعت يحيىبن سعيد يقول ثنا اسماعيل ثنا العيزار عن عمر بن سعد فقال له موسى رجل من بني ضبيعةيا أبا سعيد هذا قاتل الحسين فسكت فقال له عن قاتل الحسين تحدثنا فسكت وروى ابنخراش عن عمرو بن علي نحو ذلك وقال فقال له رجل أما تخاف الله تروي عن عمر بن سعدفبكى وقال لا أعود . وقال الحميدي ثنا سفيان عن سالم قال قال عمر بن سعد للحسين انقوما من السفهاء يزعمون اني أقتلك فقال حسين ليسوا سفهاء ثم قال والله انك لا تأكلبر العراق بعدي إلا قليلا . وقال غيره ولد في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وقالابن أبي خيثمة عن ابن معين ولد عام مات عمر رضي الله عنه وقتل سنة سبع وستين وكذاقال يعقوب بن سفيان وقال خليفة قتله المختار بن أبي عبيد سنة (66)وقال في موضعآخر سنة(55). قلت : اغرب ابن فتحون فذكره في الصحابة معتمدا على ما نقله عنالفتوح ان أباه أمره على جيش في فتوح العراق . وقال ابن سعد كان عبيد الله بن زياداستعمل عمر بن سعد على الري وهمدان فلما قدم الحسين العراق أمره ابن زياد أن يسيرإليه وندب معه أربعة آلاف من جنده فأبى عمر ذلك فقال له ان لم تفعل عزلتك عن عملكوهدمت دارك فأطاعه وخرج إلى الحسين فقاتله حتى قتل الحسين فلما غلب المختار علىالكوفة قتل عمر بن سعد وابنه حفصا ).
واليكم هذا السؤال الموجه من يحيى بن معين الى العجلى
تهذيب الكمال - المزي - ج 21 - ص 357
( وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد أثقة هو ؟ فقال : كيف يكون من قتل الحسين ثقة ؟)
على العموم : هذا ليس موضوعنا انما وضعتها لابين لكم أنهم لا يوثقون النواصب ويروون عنهم فحسب بل يوثقون قتلة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
والخلاصة :
أننا لا نوثق النواصب أبدا وبينا أن النجاشى وثق الرجل وقال أنه عامى لم يشر الى أنه ناصبى وهذا يعنى أنه لا يرى نصب الرجل ودعوى النجاشى فى هذه دعوى حسية لا حدسية وقد تبعه على ذلك العديد من العلماء .
أما بالنسبة لكلام الشيخ محمد السند قلنا أن الدليل على كون الرجل ناصبى هذا كلام حدسى فهو استظهر من خلال تتبعه لهذا الرجل أنه يميل الى النصب وعلى فرض كونه ناصبى فتوثيق النجاشي له لا يعد توثيق لناصبى لانه لم يذكر أن الرجل ناصبى ولا يرى بنصبه .
يتبع .. ان وفقنا الله
والحمد لله رب العالمين