|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 51434
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 301
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
وقفة سريعة مع معاناة موسى عليه السلام في قيادته لبني اسرائيل ....
بتاريخ : 30-04-2012 الساعة : 04:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله أجمعين ..
لابد ان ندرس خصائص مجتمعات الأنبياء لنلاحظ من خلالها مجتمعاتنا وكيفية انهيارها او تطورها وأوجه الشبه بين الأمس واليوم ونقارن ونحلل ونميز بين المواقف والأشخاص .
نتحدث عن قصة ذكرها القران لقائد الهي ولمجتمع عجيب في تعامله مع القائد الإلهي وهو سيدنا موسى ( ع ) وبنو إسرائيل فلعلنا نجد خطوط تتشابه في واقعنا على المستوى النضري او العملي والمهم وبعد التوكل على الله لنأخذ العبرة في بعض النقاط ....
أولا : استقر بنو إسرائيل في المجتمع المصري منذ هجرة يعقوب وأولاده الى مصر الا ان الفراعنة اضطهدوا الاسرائيليين قبل ظهور موسى وقد اتخذوا قراراً بذبح الأبناء واستحياء النساء من اجل الخدمة والعمل .
فهم مجتمع قاسى أنواع الظلم حتى ظهر فيهم القائد العظيم موسى بن عمران سلام الله عليه الذي أراد ان يخلصهم من الظلم ولكن العجيب أنهم في فترة اضطهاد الفراعنة كانوا ملتزمين بقيادة موسى وبعد خلاصهم من الفراعنة اعترتهم الشبهات والأهواء والمصالح فهل هي سنة في المجتمعات ان الظلم يجعلهم يتمسكون بالقائد و في فترة الرخاء ينحرفون عنه ؟
ثانيا : بعد أن قضى موسى الأجل في فترة لجوئه الى مدين عند شعيب ( ع ) سار بأهله ليرجع الى بني اسرائيلليخلصهم ويدعوهم الى الله سبحانه وتوجه مع أخيه هارون الى فرعون .
لكن فرعون رفض هذه الدعوة وبعد ان خاض موسى صراعا مريرا معه قرر الخروج ببني اسرائيل من مصر والعبور الى جهة فلسطين وقرر فرعون إرجاعهم بالقوة فلاحقهم فوجد موسى وبنو إسرائيل أنفسهم ان البحر من امامهم وفرعون وجنوده من خلفهم فارتاع بنو اسرائيل من هذا الموقف وكادوا ان يكذبوا موسى في حصول الخلاص وساد التشكيك بالقيادة في هذه الأزمة .
أوحى الله الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق وظهر طريق يابس يعبرون من خلاله وحاول فرعون وجنوده ان يتبعوهم واذا بجانبي البحر يلتقيان فيغرق مع جنده .
ونلاحظ رغم وجود القائد معهم ورغم انه سبب لنجاتهم الا ان التشكيك والاعتراض كان الصفة الغالبة عليهم وهي سنة تتكرر دوما مع القادة الإلهين في اغلب الأجيال .
ثالثا : من ثم نرى موسى يواجه المشاكل الداخلية ومنها طلبهم حين مروا على قوم يعبدون الاصنام بأن يتخذ لهم اصناماً يعبدونها ومن هنا تقع الجماهير في خطأ كبير عندما تغلب خياراتها على خيار القائد الرباني فيرى البعض انهم اقدر على تشخيص المصلحة من القائد وان قراراتهم اكثر صوابا منه .
ويذكر لنا القرآن الكريم قضية البقرة التي كانت تمثل اختبارا غريبا في حصول امر من القائد يظنه البعض انه تافه وغير مهم وكم رأينا اوامرا من قادة الهين تشبه قضية البقرة .
وهنا شي مهم جدا لاحظناه وهو قد ظهر في مجتمعهم ثلاث نماذج خطيرة تظهر في كل جيل وهي موجودة ألان :
اولا : السامري استغل ذهاب موسى لميقات ربه فغرر بهم بعبادتهم للعجل وهو يمثل قيادات منحرفة منشقة – اسمعوا - تستغل غيبة القائد لكي تزيح المجتمع عن قيادته الصالحة .
ثانيا : قارون وهو رمز للمترفين وأصحاب المصالح الذين يركض الناس خلفهم مع الأسف .
ثالثا : بلعم بن باعوراء وهو يمثل الدجل الديني المنحرف الذي يستخدم الدين في إضلال الآخرين .
وهذا هو مثلث الإفساد في مجتمع بني إسرائيل وهو موجود في كل جيل مع اختلاف في التسميات في زماننا هذا .
فالسامري ... هم رموز الانشقاق بعجولهم التي زينوها ودعموها لتسرق قيادة الخط من ال الصدر
وقارون .... المترفين الذين تسلقوا على أكتاف المجاهدين لأجل المناصب والمصالح وجمع الأموال والثروة
وبلعم بن باعوراء .... الدجالون الذين ادعوا إنهم يمثلون فكر محمد الصدر وعلمه وهديه ولكنهم أهل دنيا لا يطلبون إلا خداع الجماهير وتحريفها
وأما موسى الأمس وموسى اليوم فهو لا زال قائد الفقراء وقائد المخلصين لا يملك الا عصا التوكل على الله يقرع بها جباه المنشقين والمفسدين ...
رابعا : موسى في كل هذه الخلافات نجده القائد الحكيم الذي يأخذ قومه مرة بالشدة في مروقهم عن الدين كما في قضية العجل ومرة باللين والرحمة كما في قضية الميقات.
وموسى مثال حي للقائد الصالح الذي يحاول جاهدا توجيه قومه نحو الصلاح وتخليصهم من الفساد والاضطهاد كبني اسرائيل الذين تسيطر عليه الشبهات والاعتراضات وأحيانا المصالح .
موسى الامس وموسى اليوم لا يخشى الا الله ومن هنا فقد تحدى جبهتين جبهة فرعون مصر وأمريكا فرعون العصر بكل تجبره وطاغوتيته وجبهة اتباعه ومن اخترق صفوفهم من المفسدين والمنشقين فلا يجامل و لا يساوم ولا يتراجع لأن موسى قوي نعم القائد الإلهي يكون قوي ثابت يقول الحق مهما كان الثمن .
أبو فاطمة العذاري
|
|
|
|
|