|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 76151
|
الإنتساب : Nov 2012
|
المشاركات : 21
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
يهود بين الخيال العربي المريض والواقع العالمي 2
بتاريخ : 24-01-2013 الساعة : 06:53 PM
"الصهيونيون على استعداد لمنح بريطانيا حقوقا كاملة لإقامة قواعد عسكرية وبحرية وجوية في فلسطين مقابل موافقتها على إقامة دولة يهودية في 65% من مجموع أراضي فلسطين. وسنقترح إقامة قواعد للولايات المتحدة... أن وضع القضية الفلسطينية على جدول أعمال الأمم المتحدة سيؤخر الحل فقط".
ناحوم غولدمان رئيس المؤتمر الصهيوني في 24/10/ 1946
.. لم تكن النكبة وليدة لحظة الهزيمة والانكسار امام الصهاينه في حرب 1948 بل انها كانت قبل ذلك بوقت طويل ربما تحديدا منذ بدايات الاربيعينات حين احتدم الصراع بين الامريكيين " المتطلعين الى الشرق الاوسط ومحاولة ملئ الفراغ الذي سيحدثه انسحاب بريطانيا من مستعمراتها بسبب ضعفها بعد الحرب الثانية والبريطانيين الذين كانوا لا يزالون يعيشون ماضيهم الامبراطوري رغم الدلائل القوية على ضعفهم وتقهقر سطوتهم " حيث كان صراعا على ادارة منطقة الشرق الاوسط ومن ظمنها بالتأكيد فلسطين ومحاولة كلا البلدين استمالة حكام الاقطاعيات البدوية الناشئة للتوافق معهما في افكارهما حول ذلك البلد المشطور بقوميتيه او قل ديانتيه الاسلامية العربيه واليهودية الاوربية " بحكم الواقع اولا لوجود اقليه يهوديه عربية والهجرة ثانيا التي كانت قد بدأت انطلاقا من اوربا مع بداية عقد الاربعينيات تقريبا " ثم تصلب البدو ابتدئا في رفض فكرة مشاركة اليهود في حكم البلاد واصرارهم على قومية الحكم اضف الى ذلك حركة الوكالة اليهودية الحثيثة من اجل اقناع الاطراف القوية انذاك بأحقيتها في الحصول على وطن قومي لليهود كل هذه الظروف كانت تشير الى ان الامور كانت تسير في غير صالح او لنقل كانت تشير الى عدم وجود اي حرص عربي جاد باتجاه الحفاظ على المصالح العليا للشعب الفلسطيني ككيان انساني مستقل كان يعاني الامرين بسبب عنف الصهاينه وارهابهم من جهة والوضع المزر الذي كان المواطن الفلسطيني يكابده من جراء الاحتلال البريطاني من جهة اخرى بل لا نبالغ ان قلنا ان الحمق البدوي والعرف العشائري المتسم باللامبالاة كان هو المسيطر في ردود افعال العرب اتجاه هذه المسالة في مقابل استبسال بل استماتة يهود في الدفاع والحصول على مطلبهم رغم بطلانه ، ولعل اوضح وخير مثال على ذلك موقف البدو من لجنة تقصي الحقائق التي كونتها الامم المتحدة في أيار (مايو) 1947 ووضعت عليها واجب البحث والحل ، وزارت اللجنة فلسطين واستمعت إلى شهادات قادة الصهيونية وغيرهم فيما قاطعها قادة العرب التقليديون استنادا الى مرجعيتهم البدوية العشائرية ذات العرف الاقصائي الاستحواذي والتي كانت ترى ان الارض اهم من الانسان وبالتالي كان التركيزعلى ان الارض عربية خالصة هوية وفكرا وتراثا وعلى الاعراق الاخرى ان تعيش وفق هذا المنظورالمتعالي تحت سيادة العنصر العربي دون ادنى اعتبار لحقوقها التي ربما سيفكر السيد في منحها لها فيما بعد وهو الفكر الذي كان سائدا في عموم الاقطاعيات العربية ولا زال ، ولم يأخذ هذا المنطق حتى مجرد التفكيرفي خصوصية فلسطين و حقيقة التحول الديموغرافي الذي طرأ على البلاد بسبب المكون اليهودي الكبير .
وهو ما تداركه قادة الصهاينه واستشعروه من واقع تجارب البدو في حكم وادارة اقطاعياتهم مع اقلياتهم وبالتالي حرصوا من جانبهم على الا يطرح لا على مستوى الفكرة او حتى النقاش فراحوا يتحركون بسرعة مذهلة للحشد لقرار من الامم المتحدة يمنحهم ما هو اكثر من حكما ذاتيا .
ولو ان هؤلاء الاعراب كانوا اذكي واكثر انفتاحا كما يهود واحسنوا قراءة الموقف الاقليمي والدولي ولمن الكفة كانت ارجح لكان لفلسطين شأن اخر ووضعا اكثر قبولا منه الان لكلا الطرفين ولما كنا بحاجة الى ان ندخل في مهاترات وحروب لا داع او طائل من ورائها ولكن انى لفاقد الشيئ ان يعطيه ؟!!!!
على اي حال هذا الموقف واخر غيره من قبله وبعده ادت في النهاية الى ينجح اليهود في مسعاهم وان تقرر الامم المتحدة في قرارها الى تقسيم فلسطين ما بين يهود واهلها العرب وهو بوجهة نظر محايدة ووفقا لما سبق يعتبر مرضيا وان لم يكن عادلا وذلك لسببين الاول ميزان القوى الدولي انذاك والاطراف المتحكمة في فلسطين وباقي الاقطاعيات العربية التي كانت ترهن الغالب من قرارها السيادي لاحدى القوى الدوليه مما يجعلها غيرمخلصه تماما في موضوع مثل فلسطين " لا ادل من ذلك محاولات المفتي امين الحسيني التقدم باقتراح لاقامة حكومة انتقالية تدير شؤون القسم العربي بعد قرار التقسيم للجامعة البدوية فرفضته لاكثر من مرة !!!! " ، وثانيا ان العرب اجمالا بما فيهم سكان البلاد الاصليين لم يكونوا على قدر من الحكمة او الوعي بما فيه الكفاية لتكون حركتهم السياسية باتجاه جميع الاطراف المؤثرة اكثر واقعية بدلا من مشاعر العنتريات " هكذا هم البدو مجرد كلمات بلا فعل حقيقي " التي لم تسفرعن شيئ في مقابل التحرك المخلص والجاد والواقعي ليهود في نفس الميدان وهو ما توضحه خلفيات الاجتماعات والتحركات الدبلوماسية الصهيوينية التي تمت للحشد للقرار والتي وصفها احد الدبلوماسيين الامريكيين بانها فضيحة بكل المقاييس وهو يعني طرق الضغط التي مورست على الاعضاء الذين ايدوا القرار من قبل يهود وحلفائهم سواء دول او شخصيات بدئا من الرشوة الى التهديد مرورا بالاغراء .
ولو عدنا الى القرار لوجدنا ان يهود اعتبروه كخطوة اولى على طريق تحقيق كامل الحلم بأنشاء الوطن القومي وهو ما يفسر تحركاتهم اللاحقة عقب القرار ونلخصها بالنقاط التاليه ..
اعلان تشكيل البرلمان الصهيوني وهياكل الدولة من وزارات وادارات مدنية وخدمية الى اخره بعد اقل من ستة اشهر من القرار.. لاحظ الطموح في استغلال الموقف ..
البدء فورا في تجهيز وتدريب اكبر عدد من المتطوعين الصهاينه وغيرهم " نشطت الوكالة اليهودية في اوربا بالدعاية لطلب مرتزقين قادرين على حمل السلاح مقابل المال " بحيث يكون هؤلاء نواة الجيش الصهيوني " للدفاع عن الجزء اليهودي .. استنادا على مبدأ الحفاظ على موطئ قدم انطلاقا لما بعده .
المباشرة في مشاورات مع الجانب البريطاني من اجل نقل السيطرة على المنشأت والمباني والمسؤوليات لليهود لادارتها ضمن خطة محكمة اقصى مدى لها بداية الانسحاب البريطاني .. اثبات حالة الامر الواقع تحسبا لاي طارئ .
مساعدة البريطانيين على تمويل ما بقي من فترة وجودهم في فلسطين عبر شراء ملكية الانجليز في المعسكرات والمنشأت وكل ما يقع تحت سيطرتهم حتى المطارات وخلافه في الجزء اليهودي بصفقة بلغت ملايين الجنيهات اضف الى اسلوب الرشوة والعمولات لشراء ذمم الضباط البريطانيين للتغاضي عن ما تم سرقته وتهريبه لليهود اضف الى عرقلة اي جهد في الجزء العربي بما فيه اقامة حكومة او خلافه .. كل شيئ في خدمة المشروع ونهوضة حركة جسد واحد متناغمه .
الشروع في خطة لترهيب او ترغيب عبر السلاح والمال لطرد ما بقي من سكان البلاد في الجزء اليهودي ..
استغلال التحركات اللامبررة الانفعاليه من قبل الفلسطينيين والتي انعكست سلبا على موقفهم امام العالم كأصحاب حق بعد القرار " كالمظاهرات ، مهاجمة احياء يهود ومصالحهم ، قتل بعضهم والاستيلاء على املاك اخرين " فراحوا يروجون الى فكرة انهم الضحية المساكين وان العرب هم الاشرار الذين يضاهون النازيين في كراهيتهم ليهود مما ساعدهم في استمالة الرأي العام الغربي بشكل عام نحو باطلهم .
كل ذلك واكثر اضف الى هزالة وسقم الفكر البدوي الانفعالي الذي كان رد فعله اقل ما يوصف به انه اهوج واحمق بل لا ابالغ ان قلت بانه خياني اتجاه القضية برمتها فراح ينخرط بقرارات وتوصيات لا تراعي ادنى منطق في التعامل او مجاراة حركة يهود في استحواذهم على كل شيئ وتخطيطهم للمستقبل .. وهو ما اثبته الايام التاليه وصولا الى تلك الخيبة المسماة مسرحية او حرب 1948 .. وللحديث بقية .
|
|
|
|
|