|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 76151
|
الإنتساب : Nov 2012
|
المشاركات : 21
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
يهود بين الخيال العربي المريض والواقع العالمي الصحيح .
بتاريخ : 24-01-2013 الساعة : 12:18 AM
كان اللقاء بين الصهيونية والواقع في فلسطين مدوياً وقاسياً، كان ثمة صعوبات جمة في إقناع المهاجرين اليهود بالذهاب إلى فلسطين والعيش هناك، والتمكن من البقاء، وكانت صعوبة جديدة أخرى تتمثل في اكتشاف أن البلد القديمة الجديدة مأهولة بسكان آخرين، فلم تكن فلسطين البلد الذي وقع عليه الاختيار لممارسة السيادة الصهيونية عقاراً خالياً، بل كانت مأهولة بالعرب، لذا كانت المسألة هي الموقف منهم أو ما ينبغي عمله بشأنهم، وتحولوا في الوعي الصهيوني إلى سكان فائضين عن الحاجة ينبغي التخلص منهم، وإلى جماعة لا ينبغي أبداً النظر في حقوقها أو الاعتراف بها ...
المؤرخ اليهودي بنيامينبيت هالحمي في كتابه الخطايا الأولى
تحدثنا في مقال سابق عن نشأة اقطاعيات الكارتون العربيه والكيان الصهيوني واسلفنا ان الطرفين نشئا في نفس اللحظة والتاريخ بل وحتى بنفس الفكرة من قبل الدول الاوربية إبان الحرب العالمية الثانية وبعيد سقوط الامبراطوية العثمانية واستيلاء الغربيين على ميراثها العالمي والعربي ثم استرسلنا في شرح ما فعلوه في التركه وخصوصا فيما يتعلق بالعرب وما آلت اليه الامور في اقطاعياتهم تلك وكيف اديرت وتدار وبأية عقليه حتى يومنا هذا حتى توصلنا بالنتيجه الى ان الاوضاع الحاليه انما هي نتاج طبيعي للعقليه المتأخره التي جبل عليها منطق وفكر مواطن تلك الاقطاعيات والمسؤول عنها ايضا .
واليوم وعملا بقاعدة العدل والانصاف نرانا بحاجه الى التحدث عن الكيان الثاني والعشرون في تلك التركة ، فلسطين او دولة يهود او الكيان الصهيوني كونه ضمن حزمة الدول المصطنعه مع العرب كما اسلفنا ..
وبغض النظر عن كل الاوصاف السئية والنقائض وعدم شرعية هذا الكيان بالنسبة لنا نحن كشعوب عربية واسلامية بما فيها اضطهاده للشعب الفلسطيني واحتلاله لارضه وغير ذلك من الثوابت التي نؤمن بها يقينا رغم انها اضحت كالاسطوانه التي لا تزال تكرر بسماجه ورتابة مملين تشبه الى حد بعيد الاستجداء من قبل البعض في عالمنا البدوي سواء على المستوى الرسمي او الشعبي فاننا سننحي ذلك جانبا و نركز حديثنا عن تجربة تلك الدولة او ذلك الكيان كما يحلو للبعض ان يسميه ..
نتحدث عن نشأته ثم نهوضه واستمراره كل هذه السنين رغم عدم انتمائه لمحيطه الاقليمي بأية صفه سواء شعبيا او تراثيا او حتى عرقيا ورغم كل الظروف والصعوبات او العراقيل التي حاول هذا المحيط ان يضعها في سبيل انهائه او افنائه ان صح التعبير مما يجعله حالة فريدة من نوعها في العالم لا يضاهييها الا تجربة كيان جنوب افريقيا في العيش والاستمرار وسط افريقيا ..
والبداية كانت عام 1837 في العهد العثماني حين كانت فلسطين تحت حكم محمد علي ضمن ولاية مصرحيث بدا التسرب اليهودي اليها وكانوا لا يتجاوزون 1500 فرد حتى تكاثروا ليصلوا قبيل 1948 الى 650 الف فرد من دول شتى غالبهم من اوربا وبدعم كامل من قبل بريطانيا وحليفتها امريكا ثم لتزداد وتيرة الهجرة بعد الحرب العالمية الثانية وتنتقل فكرة الوطن القومي نحو التطبيق حين استغل وبذكاء شديد يهود اوربيين او قل مجموعة من المتعصبين القوميين منهم والمتطلعين بامل للم شعثهم وتفرقهم وانهاء معاناتهم وسط محيطهم الاوربي وانشاء وطن قومي منذ ما قبل الحرب العالمية .. استغلوا بعبقرية الجو العام للدول الغربية بعيد الحرب وكراهيتها للالمان والنازية بشكل خاص ليقنعوا قادتها بمظلوميتهم وما عانوه على ايدي الالمان وخصوصا في اختراعهم لموضوع المحرقه ليحصلوا من بريطانيا ومن خلفها حلفائها الغربيين وخصوصا امريكا والاتحاد السوفيتي انذاك على وعد بالدعم الكامل لقضيتهم الذي سرعان ما تحول الوعد الى اعطية من لدن صاحبة التعاسة البريطانية وبالفعل بدأت الوكالة اليهودية التي انشئت قبل ذلك التاريخ بوقت طويل مشغوله في حث ومساعدة اليهود للهجرة من اوربا، بدأت للبحث والتنقيب لاختيار افضل البلدان في المستعمرات البريطانية وبعد اخذ ورد وتمحيص وقع اختيارهم على فلسطين والتي كانت انذاك لا تزال تحت الانتداب البريطاني ولم يطل الامر كثيرا حتى قرر البريطانيون عبر الامم المهترئه تركها لهم بقرار التقسيم الشهير الذي اعطى لليهود المهاجرين الى فلسطين 55 % من الاراضي مقابل 45 % للفلسطنيين ..
ولو بحثنا في خلفيات ذلك القرار الاممي لوجدنا مهزلة عربية بكل المقاييس تتلخص في ترك اليهود ليعملوا بحرية في حشد العدد المطلوب من دول تلك المنظمة للتصويت على القرار فيما وقف بدو العرب متفرجين حتى صدر القرار ثم اعلنوا شجبهم واعتراضهم كالعادة ..
على اي حال زادت وتيرة الهجرة وعمل الوكالة اليهودية التي تعتبر حجر الاساس او الزاوية في بناء الكيان العبري في فلسطين بعد هذا القرار وكان اولى خطوات هذه الوكالة هو بناء الفرد اليهودي وتجذيره في الارض الجديدة بل واقناعه انها ارضه الموعودة فكان لابد من توفير مستلزمات الاعاشة والامان من اجل الاستقرار واغراء المتردد من يهود للهجرة .. فماذا حدث ..
اولا كان لابد من امرين اساسين وجب توفيرهما .. المال ، للاستدامه والاعاشة ثم السكن للاستقرار والاستمرار ..
وبالطبع كان المال متوفرا بشكل غير معقول من المساعدات الدولية ثم التبرعات وخصوصا ان اليهود يمثلون قوة اقتصادية في اوربا وامريكا لا يستهان بها فانهالت الاموال على المهاجرين بشكل كبير مما شجع بعض الاوربيين من غير يهود للهجرة الى فلسطين للعمل كمرتزق لعرض خدماته في كافة المجالات من اجل الحصول على نصيب من هذه الاموال ..
اما السكن فنشطت الوكالة عبر جناحها العسكري المتمثل في العصابات الصهيونية في طرد الفلسطينين وارهابهم بل وحتى قتلهم ان لزم الامر لاخلاء منازلهم للمهاجرين ، فلابد للسكان الجدد من منازل تأويهم عند وصولهم الى ارض الميعاد ومن لم يخرج فقد كان المال موجودا للاغراء بالبيع وبالفعل فقد تم لهم ذلك وسط عجز عربي مقيت وغريب .
ولنا عند هاتين النقطتين وقفه للتفكر والتدبر وربما التعلم لمن في راسه عقل في اهمية الانسان اليهودي لدى قومة ورخص العربي في قومة البدو!!!
فعندما قررت الوكالة اليهودية بذل المال وجميعنا يعرف ما قيمة المال لدى اليهودي على قضيه مهمة كمسألة التوطين انما يجعلنا نتفكر في مدى النضج والشعور بالمسؤوليه والايثار والاهتمام الذي وصل اليه القائمين على هذه المؤسسة اليهودية ومدى وعيهم بالحقيقية القائلة ان الجميع من حقه ان يكون له دور ويشارك في صناعة الكيان الجديد عبر اشعارهم بان هناك من يهتم بأمرهم من بني جلدتهم من لا يوفر اية وسيلة او فرصه او طريقة لمد يد العون والمساعدة بالطبع في طريق اغرائهم للهجرة الى فلسطين .
خصوصا عندما نعلم ان عمل الوكالة في تقديم الدعم المالي لليهود المعوزين قد بدأ قبل اختيار الارض حيث تشير المعلومات الى ان الوكالة اليهودية بدات عملها فعليا في منتصف من القرن التاسع عشر حيث شرعت بمساعدة العاطلين من اليهود والاسر الفقيرة في محاولة لرفع مستواهم المعيشي .. ثم العمل لاكثر من ذلك لتوفير الشق الثاني الا وهو المسكن كما سلف ، مما يعني تطبيقا فعليا للنظرية التي تقول ان " بناء المجتمعات القوية يبدأ في بناء الفرد وتوفير كافة السبل لتنميته وصولا لاستقراره في المجتمع " وهو ما يزال مطبقا حتى يومنا هذا .
في المقابل كانت فلسطين واهلها .. " شأنهم شأن المواطنون العرب في كافة الاقطاعيات " يعانون من شظف العيش والفقر المدقع والعوز والتشرد اذا ما اضفنا اليها انحطاط الحكام وتسلطهم خصوصا ما بعد اتفاقية سايكس بيكو في صناعة الاقطاعيات العربية بشكلها الحالي وتنصيب شيوخ العشائر البدوية حيث لم يلتفت للفرد في هذه الاقطاعيات على اكثر من كونه عبد او راعي من رعيان الشيخ لا اطال لله له عمرا وليس شريكا حقيقيا في بناء المجتمع وادارة ثرواته مما جعل اعراب فلسطين في مواجهة مباشرة وغير متكافئة ، عراة من اي شيئ امام وحش يتضخم ويستقوي يوما بعد يوم .
حتى صحت القطعان على قرار التقسيم ثم الخيبة او ما سمي بالنكبة .. وللحديث بقية
|
|
|
|
|