بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
ورد في الروايات فيما يخص احوال الشيعة واختلافهم في آخر الزمان وقبيل الظهور الشريف للامام الحجة ع ما يلي:
النعماني : ص 206 ب 12 ح 11 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا علي بن الحسن التيملي قال : حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن ، عن أبيهما ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي كهمس عن عمران بن ميثم ، عن مالك بن ضمرة قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا - وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت : يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير ، قال : الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله ، فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد )
اقول ،
الاختلاف - هو لغتا ومقصدا يعني عدم الاتفاق والتغاير والمعاكسة بين طرفين او اكثر ، واحيانا يستعمل في التعبير عن التقاتل بين طرفين كان يقال اختلف سيفان من العرب ، او من بني فلان ، وورد في تعبير بعض الروايات ما يقاربه كما في تعبير الرواية عن امير المؤمنين ع حيث قال ( اذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجل الا عن اية من ايات الله .... الخ ) .
الرواية محل البحث ، يشير مضمونها الى علامة تخص حال الشيعة بالخصوص قبيل الظهور الشريف ، ولعل هناك مضامين روايات عديدة تؤكد نفس المضمون وهو عنوان الاختلاف بين الشيعة قبل الظهور الشريف تحديدا .
لا يظهر من مضمون الرواية ولا مضامين روايات الاختلاف بين الشيعة( كما تفحصنا ) ان هذا الاختلاف المشار اليه هو نوع تقاتل وحرب بين الشيعة وإن ليس هناك مانع من ذلك ، ولكن القدر المتيقن منه هو حصول الاختلاف الشديد بين الشيعة . فضلا عن الفتن والغربلة والتمحيص التي يُخشى للبعض ان يسقط ويفشل فيها ، بل الروايات تذكر ان هناك الكثير ممن سوف يفشل كما في الرواية التالية عن الامام الصادق انه قال ((والله لتمحصن, والله لتميزن, والله لتغربلن, حتى لا يبقى منكم الا الاندر ..))
كما أنه لا يظهر من مضمون الرواية( والروايات الاخرى ) سبب هذا الخلاف ومحله الجغرافي بالدقة ، الا انه يمكن من سياق الرواية/ الروايات فرض انه لسبب في التوجهات والافكار العامة لمن يمثل الاتجاه الشيعي من الرموز والقياديين والذين لهم اتباع وتاثير على الناس ، ولا يمنع هذا التسبب في انحراف عقيدة الانسان اذا كان انحرافه وعناده وعدم تحفظه كبير .
وأما المحل الجغرافي بالدقة والتحديد فغير مبين ولكن يمكن باطمئنان القول انه في منطقة الظهور وحيث يكون الشيعة اغلبية ، وخاصة العراق وشيعته فهو في قلب منطقة الظهور والاحداث ، ومحل الشيعة ، ومقر ومنطلق الامام الحجة ع لاحقا بعد القيام المبارك.
اللطيف والملفت للنظر ، أن الامام ع أستطاع بحكمته وبلاغته في التعبير ان يجعل من هذه الفتنة والاختلاف الخطير ويحولها الى سبب للامل والتفائل للمنتظرين ، وخاصة انه نعلم كيف سيكون الحال والشدة ذلك الزمان ، ( انظر قوله ع : الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله ، فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد ) ،،،
فترى الامام ع ينظر للمسألة من حيثية الامل الموعود وليس من حيثية الواقع السلبي بحدوده الضيقة والمنفصلة عن الاحداث الاخرى ، فيجعل هذا الاختلاف المذكور من علامة تشعر السامع باليأس والخوف الى علامة تبشر بالخير وقرب الظهور ، ومن ثم فيها الدواء والحل لهذا الاختلاف بين الشيعة ، فتأمل .
لذلك وهو المهم هنا - موقف الشيعي وكما ورد في مضامين الروايات المتعددة هو موقف المنعزل البعيد عن الفتن الدنيوية ، والمتحفظ من الانخراط والتفاعل معها ( الا بالحسنى وكما يقتضي الشرع احيانا كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن المقداسات والمحرمات الاخرى ) بل حتى الى ضرورة عدم الكشف احيانا عن ما في نفس عموما او لمن لا يثق به او يخشى منه ، والصبر والثبات حتى يقوم القائم ع فيقوم معه اذا كان من أهل زمانه ، أو يحتسب ذلك عند الله لينال عظيم جزاء المنتظرين.
---------------------------------------
روايات متفرقة عن فتن وتمحيص آخر الزمان
1- عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) في خبر طويل الى ان يقول: والذي بعثه( اي النبي محمد ص) بالحق لتبلبلن بلبلة ، ولتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم ، وأعلاكم أسفلكم ، وليسبقن سابقون كانوا قصروا ، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا ، والله ما كتمت وسمة ، ولا كذبت كذبة ، ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم "
2- عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، قال : إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال ، فانبذوه إليهم نبذا ، فمن أقر به فزيدوه ، ومن أنكر فذروه ، إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا "
3- عن الوشاء بإسناد له يرسله إلى أبي عبد الله عليه السلام قال : والله لتمحصن والله لتميزن ، والله لتغربلن حتى لا يبقى منكم إلا الاندر ؟ قلت : وما الاندر قال : البيدر ، وهو أن يدخل الرجل قبة الطعام يطين عليه ثم يخرجه ، وقد تأكل بعضه فلا يزال ينقيه ، ثم يكن عليه يخرجه حتى يفعل ذلك ثلاث مرات حتى يبقى ما لا يضره شئ .
بيان : قال الفيروزآبادي : الاندر : البيدر ، أو كدس القمح .
4- في غيبة النعماني عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لتكسرن تكسر الزجاج وإن الزجاج ليعاد فيعود ، والله لتكسرن تكسر الفخار وإن الفخار ليتكسرن ولا يعود كما كان ، ووالله لتغربلن ووالله لتميزن ووالله لتمحصن حتى لا يبقى منكم إلا الأقل ، وصعّر كفه