|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
(( البُعدُ المعنوي القيِّم في هوية الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) ))
بتاريخ : 20-12-2011 الساعة : 09:34 PM
((البُعدُ المعنوي القَيِّم في هوية الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) ))
==========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
جسّدتْ شخصية الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) حقيقة الانسان والإمام المعصوم العابد والملتزم بمنهج ربه تعالى
حيث اعترف التاريخ المؤالف والمخالف
بإنه رأى علي بن الحسين /ع/ كأنه النبي محمد/ص / في محراب عبادته في الثلث الاخير من الليل أو كأنه النبي في غار حراء
ويُذكَر أنه كان اذا يصلي تُحلق روحه الشريفة في ملكوت الله تعالى فلم تكن صلاته مجرد أن يقف ببدنه مستقبلا القبلة فحسب
بل كانت روحه تستقبل الله تعالى حقيقة
وكان له من الذوبان والحضور الحقيقي في محضر الله تعالى ما لاينكر .
ولذا لُقبَ ع (بزين العابدين) و(السجاد) فهو بحق كان امام المحبة والانسانية .
وقال الامام مالك :
سمي زين العابدين لكثرة عبادته /أنوارالإبصار/الشبلنجي/ص200.
ومن خصائصه/ع / أنه كان اذا رأى شخصا لا اهل له او غريبا فقيرا او مسكينا او شخصا لايعتني به احد
فكان يُظهر له المودة ويلاطفه
ويأتي به الى بيته /ع /
ويقول ابن اسحاق في هذا الشأن
((كان أهل بيت بالمدينة يأتيهم رزقهم وما يحتاجون اليه لايدرون من أين يأتيهم
فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك))
إنظر/الإرشاد/ المفيد /242.
وعن الإمام محمد الباقر/ع/قال::
((إنه /ع/كان يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره حتى يأتي بابا فيقرعه
ثم يُناول من كان يخرج إليه وكان يُغطي وجهه إذا ناول فقيراً لئلا يعرفه))
إنظر/ مناقب آل أبي طالب/ابن شهر آشوب/ج3/باب صدقة الإمام/ع/
وهذان النصان الوثائقيان يكشفان عن عمق الأخلاق والورع في كيانية
الإمام علي بن الحسين/ع/
ومدى شعوره بحال الآخرين وترصد وضعهم المعاشي والعناية بهم إنسانيا وإجتماعيا
فنحن بمسيس الحاجة لئن نلمس تلك الأخلاقية الشريفة في شخصياتنا الذاتية والمجتمعية في تعاطينا بعنوان الإسلام والإيمان مع الآخرين حياتيا.
إنطلاقا من التأسي المُرشَد إليه قرآنيا بمنهج القدوة الحسنة وأعني في المقام الإمام علي بن الحسين/ع/
ويذكر لنا التاريخ أيضا أنه/ ع/ رأى في يوم ما جمعا من المصابين بالجذام
والكل كان يفر من الجذامى حتى لاتسري اليه العدوى
ولكن هولاء ايضا عباد الله
هذا ما يراه/ ع/ فدعاهم الى بيته واعتنى بهم وكان بيته /ع/ يعرف ببيت المساكين واليتامى وبيت من لاحول له ولاقوة
فعن الإمام محمد الباقر/ع/قال عن أبيه/ع/
((أنه كان يعول مئة بيت من فقراء المدينة وكان يُعجبه أن يحضر طعامه الى اليتامى والفقراء والمرضى والمساكين الذين لا حيلة لهم
وكان يُناولهم بيده ومن كان منهم له عيال حمله الى عياله من طعامه)
إنظر/مناقب آل أبي طالب/ابن شهر آشوب/ج4/ص154.
لاحظوا أحبتي كيف يؤسس الإمام /ع/ بنفسه ولوحده لما يصح أن نُسميه اليوم بالمصطلح الجديد (شبكة حماية إجتماعية)
أو(منظومة تكافل إنساني وإجتماعي)
فمئة بيت رقم كبير في قيمته ومعطياته وجوديا
ومع هذا نرى الإمام السجاد/ع/ يتكفل بعناية مئة بيت حفظا عليهم من الضياع وصيانة لكرامتهم البشرية وتطبيقا معهم لعدل الله تعالى في عباده.
فأقول فلو تأسينا بإمامنا/ع/ وتكفلنا بيتٍ واحدٍ فقط بحسب المكنة لكان الحال اليوم في مجتمعنا أفضل بكثير ومرضي عند الله تعالى
نعم هذه مفاهيم وسلوكيات يؤصّلها الإمام /ع/ في حياته كي تبقى قاعدة تستند إليها الدولة والإنسان في الفعل الاجتماعي والأنساني
وهذا السلوك الذي كان يُمارسه المعصوم مثل زين العابدين/ع/
كان في وقت عصيب أيام دولة الطاغوت والظلم الإموي حيث يُسيطر النظام فيه آنذاك على ثروات المسلمين
ويصرفها في المحرمات وعلى حواشيه وأتباعه تاركا الفقراء والمساكين يتضورون جوعا وحرمانا.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف:
|
|
|
|
|