الطف :
الطف : بالفتح والفاء المشددة ، ما أشرف من الجزيرة على ريف العراق .
يحدث الاصمعي : يطف لك ، أي ما دنا وأمكن وطف الفرات : الشاطئ منه (1) ، مع شمول لفظة لكل ساحل ماء ، وجمعه طفوف (2) . اطلق على سبيل العلمية على الساحل الغربي من عمود الفرات حتى آخر حدود الريف ما يتاخم الجزيرة عرضا ، من الانبار حتى بطائح البصرة طولا ويضاف اليه في بعض مواقعه طف كربلاء ، ونينوى ، وشقران (3) وسفوان (4) .
وعلى أثر تعاقب من حكموا العراق من ملوك مختلفين في اللغة كالكلذانية الاولى والثانية ، وملوك الفرس الاعاجم ، والعرب في الدور الجاهلي ثم الاسلامي ، حسب لغتهم ، أطلقوا على المدن والقرى والضياع والانهار ، في كل دور وطبقة ، أسماء أو تحوير لاسمائها الاصلية بحسب اللهجة واللغة . وابان حكم المسلمين للعراق ، كانت الاسماء الدراجة على موقعها خليط من قبطية وكلدانية وآرمية فارسية وعربية ، كباروسيما بانقيا ، بورسيبا ، بابل ، نينوى : ( كلداني )
استان ، بهقباذ الاعلى ، الاوسط ، الاسفل . صراط جاماسب ضيزن آباد نيرس ، ( آري فارسى ) .
طف ، حيرة ـ غري ، قادسية ، عذيب خفان ، سنداد ، قطقطانة ، قصر بني مقاتل ، انبار ، عين التمر ، عربي لدور التنوخيين آل نصر المناذرة ملوك الحيرة .
والمسلمون بدورهم أطلقوا أقساس مالك ، كوفة ، بصرة ، سوق حكمة ، سواد ، جرف ، حاير ، غاضرية ، حزن غاضرة ، حصاصة ، طسوج النهرين على المواقع التي اشتهرت به .
وعلى بعض الاسماء الدراجة بتعريب أو تخفيف كبرس لبورسيبا . ( قصر اللغات ) ومن الممكن لكربلاء من كور بابل .
وقد اقتصر ابن النديم في فهرسته على اللغة البابلية أو الكلدانية (5) : ( النبطي أفصح من السرياني ، والذي يتكلم به أهل القرى سرياني ، مكسور وغير مستقيم اللفظ ، وقيل الذي يستعمل في الكتب أو القراءة هو الفصيح ) . من غير أن يلم بصور مفردات حروفه . ومن الممكن ان رسم خط الأسفيني البابلي والهيرغلوفي المصري ، أهملا وانقرضا على أثر سقوط بابل ومصر على أيد داريوس من ملوك الطبقة الثانية الكلدانية .
وعند تحري الجغرافيين لتدوين أسماء المواقع ، اقتصروا على وجوه الاشتقاقات على اللغة العربية دون العطف على المعاني للغات الادوار الغابرة
كما ذهبوا الى تحليل لفظ العراق من اشتقاقه من عراق القربة ولفظ بغداد من تعريب باغ داد ( أي حديقة العدل ) أو العطية ، مع اختلاف في ضبط لفظته بسبعة وجوه . ومع قناعة لسترانج في اشتقاقه من بغ ( الله ) و (داد ) تأسيس (6) يشير الى وجود مدينة في العهود الغابرة في موقع بغداد يقارب هذا الاسم ، ومن الممكن لوجود حرف الباء في أول لفظ بغداد أن يكون بابليا أو آشوريا لديهم في الاستهلال به في الاسماء المطلقة لادوارهم بالنبطية كبانقيا وباروسيما وبابنورا وبريسما ونور سيبا ، ذكر اللغويون : أن عدد المائة في اللغة النبطية يعبر عنه بحرف الباء .