الانتخابات العراقية البرلمانية على الأبواب ربما تكون هذه التجربة الديمقراطية تضاف إلى التجارب السابقة غيرا لمجدية . والأيام المقبلة تفصلنا عن الموعد الجديد الذي أقرته المفوضية العليا للانتخابات العراقية في شهر آذار المقبل من العام الحالي .. هنا لا ادري من أين أبدا وعن أي هم اكتب عنه عن زمن كثرت فيه الهموم والمصائب وعمت فيه الشكوى والبلوى وتكالبت فيه قوى الشر وأصبحت الفوضى السمة الأبرز في الحياة العامة العراقية.. وظهور الفتن والطائفية السياسية والدينية والعشائرية والقبلية وغياب الاستقرار واختلال موازين الأخلاق وسط هذا المحيط المؤلم هذه الأيام بدأت الشخصيات السياسية والأحزاب والائتلافات والكيانات السياسية بطرح أفكارها وبرامجها بهدف جذب اكبر عدد ممكن من الناخبين إلى صفها والتصويت لصالحها بالتالي كله أمر اعتيادي يجري في معظم الدول المتقدمة ..لكن المثير للشفقة هنا في العراق هو تباكي معظم المرشحين على أمور هي أول من يعلم جيدا بأنها صعبة التحقيق في هذا الزمن الأغبر .. وإذا نظرنا نظره سريعة وخاطفة تظهر لنا نقطة جديدة وحديثة من خلال الندوات والحوارات والتصريحات الصحفية والتلفزيونية هي الاتهامات المتبادلة والهجوم على الأخر من اجل إقصائه وتهميشه وهذا ما يحدث ألان على الساحة السياسية العراقية بعد إقصاء عدد كبير من الكيانات والأحزاب السياسية ..أن المشهد السياسي العراقي هو مشهد قاسي بالفعل بل هو عنيف في تجلياته لان المواطن العراقي اليوم يصاب اليوم بالحيرة وهو يري سياسيين امضوا جل حياتهم في معترك العمل السياسي يوافقون علي أن يلعبوا لعبة البوكر السياسية فيضعون جميع أوراقهم مستندين ألى عامل الحظ أن يحقق لهم الضربة ألكبري كما حدث لسياسيي المرحلة الماضية في حين وافقوا على الدخول في كيانات وائتلافات لم يرغبوا في دخولها ونظر بعضهم الأخر بان هذا الفلم الوثائقي قد يكون الطريق إلي فيلم روائي طويل في وقت يعرف فيه بعضهم الأخر كل من يدرك ألف باء السياسة أن شاشة العراق السياسية بوضعها الحالي ستستمر في عرض سلسلة طويلة من الأفلام الوثائقية القصيرة قبل أن تتحول إلى مرحلة الأفلام الروائية الطويلة وهكذا حالنا نحن العراقيون شعب يعيش في وطن بلا قلب....
تاريخنا العراقي ، تاريخ عظيم وعميق بالمبادئ ، ولا أريد أن أثير أو أستفز مشاعر أحد ، فباستثناء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، تلاعبت المصالح والأغراض الشخصية والسياسية والحكّام والثورات والنكبات والحروب والقوي المعادية في تزوير وتشويه صورة وحقيقة تاريخ أمتنا العراقية المجيدة ..والعراقيون يُصدقون بأكاذيب غيرهم بينما لا يصدقهم أحد ، ويتندرون بكوارثهم ويتمتعون ويتلذذون بالمعارك التي جرت بينهم ، بدءاً من حرب العراقية الإيرانية ووصولاً ألى الحرب العراقية - الكويتية ! ومما يندي له الجبين والسخرية إن الوطنيين في بلدي اليوم لا يمكن أن يدخلون قبة البرلمان العراقي ما دام هنالك احتلال بغيض ..