السلام عليكم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
المقدمة : هذه الدراسة نتعرض فيها الى ما ورد بخصوص الصيحات والندائات الجبرائيلية او غيرها في عصر / سنة الظهور ، وكما ورد في روايات متعددة
وهناك مما سيتبين لنا انها اكثر من صيحة واكثر من مناسبة ، وقد ادى بعض الغموض الى ان تتداخل على الباحثين مناسبة الصيحة ، وما نريد هنا في هذا التحقيق هو الفصل والتميز وقدر الامكان بالدلائل والقرائن والمنطق ان نوزع الصيحات ونفرقها حسب المناسبة والمكان والحدث ، والله الموفق
اولا : نبداء باول ما هو نعتقده من الصيحات في عصر الظهور
وهي مرافقة لخروج السفياني ( والذي اخبرنا بانه : من المحتوم خروج السفياني في رجب ) . والروايات المتعلقة بهذه المرحلة هي كالاتي :-
1- ( في غيبة النعماني(14) في حديث الحسن بن محبوب، عن الرضا (عليه السلام) كأني به أسر ما كانوا. قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد، كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال (عليه السلام) ثلاثة أصوات في رجب. أولها: ألا لعنة الله على الظالمين. والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين. والثالث: يرى بدنا بارزا مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم.)
2- ( عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
*قال: سيفعل الله ذلك بهم، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم (السفياني وأعوانه)، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه).
ويوضح هذا الحديث إلى أن ظهور هذه العلامة بعد خروج السفيـاني، وكما نعلم سابقاً بأن السفياني يخرج في رجب،
بل أكد أبو عبد الله (عليه السلام) وقوع هذه العلامة في رجب حيث (أنه قال: العام الذي فيه الصيحة، قبله الآية في رجب، قلت وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر (الشمس على قول آخر) ويد بارزة).
وهذا البدن البارز (الوجه والصدر) فلعله الارجح هو الذي ينادي النداءات الثلاثة في رجب كما في الرواية رقم ( 1 ) اعلاه
وعليه نقول : ستبداء اول الاصوات المسموعة في سنة الظهور في شهر رجب وسيكون اولها وكما هو اعلاه متعلق بحادثة السفياني وخروجه الذي سيكون في شهر رجب .
ثانيا الصيحة في شهر رمضان ،
1- ( في البحار(42) عن النعماني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، قال: لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل )
2- ( في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم. ثم قال (عليه السلام): الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين، وقال (عليه السلام): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين، ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس، ويفتنهم )
3- ( عن عبد الله بن سنان قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا، ويقولون لنا إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر وكان (عليه السلام) متكئا فغضب وجلس ثم قال: لاترووه عني، وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك أشهد إني قد سمعت ابي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: *(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)*.(50) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى، حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما، فاطلبوا بدمه. قال (عليه السلام) فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض: والمرض والله عداوتنا فعند ذلك يتبرؤون منا، ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل *(وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر )
4- ( عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: «هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 – 274).)
واقول : كل روايات الصيحة الجبرائيلية اعلاه والتي ستكون في شهر رمضان المبارك تؤكد على ان الصيحة ستكون ليلا ( ليلة 23 ، وانها على الارجح اول الليل في منطقة الظهور ) : وستكون من السماء " جوف السماء " وهي عامة لكل الناس على الارض وكلا يسمعها بلغته ، مع الاخذ بالاعتبار ان البعض سوف يسمعها في اوقات مختلفة من الليل بل وحتى قد يكون صباحا او نهارا حسب الموقع من الارض ولكن ما نعتقده من الصيحة في اول الليل من ليلة ال 23 شهر رمضان هي في منطقة الظهور خاصتا
ولكن فيما يتعلق بالصيحة الثانية فهي اولا ستكون من قبل ابليس بالذات ، وليس كما لعله يتصور البعض انها من الشيطان ، ولفضة الشيطان قد تصدق على شياظين الانس ، وشياطين الانس قد يستعملون اسلوب او علم او طريقة ما ليخرجوا صوتا مقابل الصيحة / الصوت الاول لجبرائيل ، والسبب في ذالك لان الرواية قالت صراحتا وعينت ابليس ولما يقال ابليس فهو ابليس الذي نعرفه ولو ان الرواية قالت الشيطان وحسب ، فلعله يتبادر كاحتمال ان يكون مصداق الشيطان ابليس او احد الشياطين من الجن او كذالك شياطين الانس منرجوا الانتباه لهذه الحيثية ،
واما المسألة الاخرى فان دقت موعد صوت الملعون ابليس وان كان بالقطع سيكون الصوت الثاني لا الاول ، لكن وقت هذا الصوت يتردد في الروايات ما بين ستكون اخر الليل او نهار الغد من ليللة الصيحة الجبرائيلية ، ولعل هذا يعود كاشارة الى محل / مكان من يسمع الصوت الثاني الارضي لابليس حيث سيكون الناس وكما بينا في اوقات مختلفة من الليل والنهار ، او لعله سيتطلب من ابليس ان يصدر الصوت الذي يريد ولكن لا يستطيع ان يفعل كاعجازية جبرائيل بان يكون صوت واحد ويشمل كل اهل الارض ، لذالك مثلا يكرر ابليس صوته في اكثر من بقعة من الارض هذا قد يفسر هذا التررد في اوقات وموعد الصوت الابليسي المذكور والله اعلم ،
ثالثا ، فيما يتعلق بالصيحة وقت خروج الامام في العاشر من محرم ( السنة الوتر ) في مكة المكرمة ، ونستعرض الروايات اولا :-
1- ( عن*أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (أول من يبايع القائم جبرائيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلاً على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس ثم ينادي بصوت ذلق تسمعه الخلايق، أتى أمر الله فلا تستعجلوه).
2- ( في قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) عن الصادق (عليه السلام) قال: (ينادي مناد باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام، والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، وذلك يوم خروج القائم (عليه السلام))
3- ( عن شهر بن حوشب قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (يكون في رمضان صوت، وفي شوال مهمهة، وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج، وفي المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إن صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا).
4- ( عن الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال: نعم، واختلاف بني العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم (عليه السلام) من المحتوم، فقلت له: فكيف يكون ذلك النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون.)
واقول : الرواية رقم 4 اعلاه ، نضعها في قسم الصيحات المتعلقة بوقت الخروج في محرم لا وقت الصيحة في رمضان لقرينتين في الرواية ، الاولى لانه السائل بعد ان ذكر الامام ع بان خروج القائم من المحتوم ( وهنا اشارة الى حادثة القيام اي حادثة شهر محرم لا حادثة الظهور في رمضان ) ، فيرد الامام ع بانه نداء من السماء اول النهار ، وحيث ان وقتها نهارا
ومتعلقها بالخروج وهو نعلمه يوم سبت العاشر من محرم وانها ليست ليلا ( وكما اثبتناه سابقا بان صيحة الظهور ستكون ليلة ال 23 من شهر رمضان ) ، فيكون بتلك القرائن ان الحديث يتعلق بصيحة جبرائيل وقت الخروج هنا ،
هذا طبعا بما يسنده من روايات اخرى على انه سيكون هناك صيحة واحدة على الاقل لجبرائيل فترة خروج الامام في محرم من مكة ، ولعل كلمة صيحة استعملت في حادثة الظهور في شهر رمضان دلالة على ان فيها صيغة امر رباني على العالم
وكلمة نداء كالتي وصّفت بحادثة شهر محرم الخروج دلالة على توجيه الناس الى الامام وطاعته ونصرته كم يتبين من صيغتها " الحق في علي وشيعته " او " الا ان صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له واطيعوا " والله اعلم
وكذالك الروايات الاخرى المتعلقة بالصوت / الصيحة هنا فيها جميعا اشارات على انها ستكون نهارا لانها كلها متعلق بحادثة يوم الخروج ولا توجد قرينة معتبرة تبين انها ليلا فلذالك الفهم العام سيكون باتجاه انها نهارا بالضافة الى بعض الاشارات الاخرى في بعض الروايات يمكن اعتبارها تاكيد على انها نهارا ،
واخيرا يتبين من هذا التحقيق والقرائن الموجودة في الروايات اننا امام ثلاث فترات واحداث في عصر / سنة الظهور سيكون فيها صيحات او ندائات او اصوات للناس جميعا على الارجح واولها ستبداء مع مرحلة خروج السفياني في شهر رجب
والثانية ستكون في شهر رمضان ، والثالثة ستكون في شهر محرم من السنة التالية للظهور ،
كما نرجوا بهذا التحقيق ان نرفع الشبهة التي كانت عند بعض الباحثين فضلا عن المطلعين في تداخل اوقات الصيحة في شهر رمضان خاصتا اذا كنا افلحنا في التفريق الذي حققناه هنا
هذا ما استطعنا ان نستخرجه وما هو متوفر بايدينا من الروايات ، وهذا مقدار فهمنا لها والله اعلم وشكرا
السلام عليكم
اشكر الاخ ابو سجاد على مروره الكريم ودعائه لنا ونسأل الله مثله لكم ولكل الاخوة والاخوات ، والمشرفين على هذا القسم المبارك وادارييه ،
وبعد ، يتبع بعض الملاحظات ،
اقول : طبعا هناك بعض الروايات ذكرت الصيحة ولكن ليس هناك قرينة ما يمكن تاكيد في اي محل او تقسيم يمكن وضعها وكما قسمناه اعلاه
ومن ناحية ثانية هذه الروايات التي ذركرتها اعلاه لعلها ليست كل ما جاء في الروايات بخصوص الصيحات ، بل ما استطعت ان اقع عليه ، ولذالك لعله نضيف لاحقا ما يدعم كل تقسيم من روايات او يفيد في التحقيق من معلومات ، ونسأل الاخوة المتابعون المساعدة والاشتراك خدمة البحث العلمي ورجاء الثواب لو يحبون
ايضا ،
والمسألة الاخرى ، والتي يمكن ان نتفرع منها بخصوص هذا البحث هو مضمون الصيحات وخاصة المتعلقة بالحدث الاكبر في قضية الامام الحجة ع وهو الصيحة الجبرائيلية المعلنة لظهوره المبارك في ال ٢٣ شهر رمضان ، حيث هنا نحتاج مزيد تدقيق او تنبيه ، وهو هل ان نص الصيحة ذكر او اشير اليه تحديدا ام هو بالمعنى القريب الذي سيكون عليه ، اي هذه الاخبار عن ماذا سيقول جبرائيل ع هي مضمون ما سيكون لاحقا وليس نص ثابت يجب ان نسمع نفسه كما ذكر لنا ، والسبب في ذالك ان الروايات تعبر عن هذا النص الاعجازي بصيغ وعبارات متعددة وقريبة من بعضها ، وهنا لعله هناك حكمة ما وراء ذالك كان تكون حتى لا يستفيد اعداء الدين ان يقتبسوا النص الاصلي ويستخدموه في اضلال الناس ذالك الوقت او اي سبب اخر محتمل ،
اما فيما يتعلق بالصيحات الثلاثة المتعلقة بوقت فتنة وخروج السفياني ، فاحب ان اشير الى انه اننا نسمع من الرواية ان هناك صيحات شيئ ، وان نعلل ونقيم ذالك الوضع والامتحان شيئ اخر ، لاننا نحتاج هنا الى الفات المنتضرين الى عظيم شدة ومحنة وابتلاء الشعة والمسلمين ذالك الوقت وما يترتب عليه من تدخل السماء وبهذه الطريقة وهذا العدد من الصيحات ، فهذه كلها امور تحتاج الى تامل وفهم ، وسوف لعله نزيد اكثر في محاولة تفسير مقاصد نصوص الصيحات وعلاقتها باحداث الفتنة التي تصاحبها ذالك الوقت ، وشكرا
- لعل هناك اطروحة ( افتراض او فكرة ) في ظل ما وصل اليه العلم ، يقول انه يمكن نفوذ الصيحة الجبرائيلية الاعجازية ( المعلنة للظهور ) سيكون من خلال الاقمار الصناعية التي تدور حول الارض ويتصل كم هائل من الناس فيما بينهم عن طريقها من خلال الاجهزة المختلفة
ونفس الشيئ فيما يتعلق بصيحة ابليس / الشيطان ، فلعله يستخدم قدرته ويحدث صوته الثاني من خلال نفس الوسيلة ليضل الناس ،
الجواب :
بعد ان فصلنا في التحقيق وقدر الامكان والفهم روايات الصيحات/ الندائات الى ثلاث اقسام
وفي القسم الاول كان لدينا ثلاث ندائات لجبرائيل ع في وقت خروج السفياني ، ولم تذكر الرواية ان كل البشر سيسمعها وكلا بلغته ولكن غير مستبعد ( اي لعلها مختصة بمنطقة الظهور ) وخاصتا انها مرافقة لخروج السفياني وموقعه الجغرافي معروف في الروايات ،
وكذالك لا توجد اشارة هنا انه سيكون للشيطان او ابليس رد فعل على هذه الندائات الثلاثة في شهر رجب ، وبالصورة التي تظهرها الروايات في حادثة الظهور في شهر رمضان لاحقا ،
وطبعا هنا ظاهر الرواية ومنطقها انها ستكون صيحات جبرائيلية اعجازية من السماء تدعم المؤمنين وتنبه الغافلين وتهدد الظالمين ، ولذالك صدورها من مقام الملكوت وتجليها في عالم الملك بصورتها التي سوف تكون ذالك الوقت اعظم اثرا في نفوس جميع الاطراف
ثانيا وهو المهم ، الصيحة الجبرائيلية التي ستكون في شهر رمضان ليلة ال 23 ومن ثم الصيحة الابليسية بعد ذالك وهي الصيحة الثاني
وفيها نقول ما ينقض او يضعف الطرح المفترض
1- ظاهر الرواية الصريح يقول انها صيحة / نداء جبرائيل من السماء ( من جوف السماء )
وستكون هنا صيحة اعجازية يسمعها كل البشر في جميع انحاء الارض وكلا بلغته يسمعها
وهذا اذا افترضنا انه سيكون من خلال الاقمار الصناعية المصنوعة والمنشرة في سماء الارض ، فلعل صاحب الطرح كان يقصد هنا انه ستكون تدخل اعجازي يكون من خلاله جبرائيل ع ان ينفذ بقدرته من خلال الاقمار الصناعية التي تنقل من خلالها القنوات التلفزيونية الفضائية برامجها وتعرضها على العالم ، وهنا طبعا نحن نعلم سعة التغطية والانتشار الذي يمكن به انتشار مثل هذا النفوذ الجبرائيلي واحداث الصيحة ، ولكن تبقى المشكلة قائمة ولا تسعف حقيقة المطلب الوارد في الرواية ،
وهو ان هذه الاقمار وان كانت تغطي فرضا جزء كبير من اهل الارض على اختلاف مواقعهم وضرفهم ولكن يبقى هناك من لعله ليس متصل بالقنوات الفضائية لسبب او اخر ، كمن يعيش في الغابات او الصحراء او اي منطقة او مكان ذالك الوقت وليس لديه وسيلة اتصال بالعالم الفضائي وهو الاقمار الصناعية ، وبالتالي تخرج على صاحب الطرح هذه المشكلة ،
ولعله هنا قد يتصور او يفترض صاحب الطرح حلا اخر لهذه المسألة ، وكأن يقول انها ستكون من خلال الاقمار الصناعية لاكبر عدد من الناس من اهل الارض ، والذين هم متصلين بالاقمار من خلال اجهزة التلفزيون ، واما الباقين فسوف يسمعون الحدث لاحقا ممن سمعه غيرهم وهم عدد كبير لا يمكن بصورة ما يمكن تكذيبه وتصل الرسالة المطلوبة
وهذا التصور ايضا منقوض ولا يمكن الاعتماد عليه ، لانه يحتاج اولا الى دليل يدعمه لا فقط احتمال يفترضه ، وكذالك الرواية كانت تقول ان هذا النداء / الصيحة ستكون من جبرائيل ع ، وسوف يسمعه جميع الناس كلا بلغته ومحله في آن واحد وهذا ما لا تستطيع الاقمار الصناعية توفيره للجميع وكما وضحناه
2- الرواية تقول ( وهنا لعله صاحب الطرح لم يلتفت اليه )
ان لا يبقى ذي روح الا وسمع النداء ، وهذا دليل على اعجازية مصدر النداء ، وشموله لكل البشر وكلا بلغته ، وكذالك شموله لكي حي على الارض من حيوان وطيور وما في البحار وحشرات وما يتصور فيه روح ، وعلى الارض وربما خارجها ان وجد ذي روح ، وسوف يفهم ذوي الارواح وعلى مقدار ما اعطاها الله من فهم ما سوف ينادي به جبرائيل
فاي امر عظيم هذا سيكون هذا النداء لو تامل المتامل كفايتا فقط في هذه الحيثية ،
وطبعا هذا لا يمكن ان يتم تحقيقه من خلال الاقمار الصناعية وان كان ذالك نفوذ اعجازي من خلالها .
3- ناتي الى الصوت الثاني ، وهو صوت ابليس/ الشيطان
وهنا ذكرت الروايات وعينت في احداث رمضان ان لابليس بالذات ذالك الموجود المذكور في القرآن وعدو البشر انه سيكون هو المتصدي للعمل واحداث هذا الصوت الثاني ، وكما بينا سابقا في الشرح انه صريح الرواية دليل ثابت الا ان تخرجه قرينة او فهم معتبر فنرجوا الانتباه
- ثم نأتي الان لتصور كيفية فعل هذا الصوت من قبل ابليس ، وحسب صاحب الطرح انه سيكون لعله من خلال استخدام الاقمار الصناعية لينفذ بقدرته من خلالها ويحدث الصوت الذي يصل للمتابعين من خلال اجهزة التلفزيون والقنوات الفضائية وكذالك من خلال اجهزة الراديو المنتشرة في كل مكان ، ، ، وهذا ممكن نضريا ومنطقيا كاحتمال ، وخاصتا انه لا يوجد في الرواية تاكيد او قرينة ان صوته سوف يسمعه كل البشر وكلا بلغته ، وهنا اما سيكون متعلق بمنطقة الظهور او بجميع المناطق الممكنة ، والثاني هو ارجح للملعون ابليس ، ولكن في نفس الوقت اننا قلنا هذا احتمال منطقي ممكن ، وبه لو صح سوف يظهر فيه نفس الاستشكال الذي ورد بخصوص الصيحة الجبرائيلية وهو ان البعض من البشر سوف لن يسمع هذا الصوت اذا لم يكن لديه ولسبب ما وسيلة اتصال بالاقمار الفضائية والاستقبال منها ، وسوف يخسر ابليس بهذه الطريقة شيئين ، الاول لعله عدد كبير من الناس لم يصلهم صوت اضلاله ،
وثانيا الوسيلة التي سوف يستخدمها ليبث صوته منها وهي الاقمار لصناعية هي اضعف مقابل الصوت الاعجازي الجبرائيلي الذي سيكون من السماء وكما فصلناه سابقا ،
وفي نفس الوقت هو لعله وعلى الارجح ومما يظهر من الروايات انه قادر على احداث هذا الصوت بقدرته ومن سماء الارض بما يشبه صوت الصيحة الجبرائيلية من حيثية معينة ( اي لعله يستطيع احداث صوت ما ولكن لا يستطيع صنعه وفي نفس الوقت وبجميع اللغات كما بفعله الملك جبرائيل ع ) وهذا طبعا ابلغ في الاضلال واوسع في الانتشار لاكبر عدد ممكن ، وبذالك منطقيا سيكون صوت ابليس اذا استطاع ان يصنعه بنفسه من سماء الارض اكثر رجحان من احداثه بالواسطة التي هي محل الطرح ،
4- روايات الصيحة الجبرائيلية لحادثة الظهور ، تقول انه صوت جبرائيل من السماء ( وفي بعضها من جوف السماء ) ، واما ما يتعلق بالصوت الصاردر من ابليس فهو من الارض ، وتصف بعض الروايات انه يصعد لسماء الارض ( في الهواء ) ومن هناك يحدث الصوت ، وبذالك سيكون ما اشير اليه من ان صوت / صيحة جبرائيل ع من السماء ليس لعله فقط كما يتبادر للذهن انها من هذه السماء التي فوقنا بمفهومها الاضيق ، وكذالك الصيحة القادمة منه ، بل يمكن ان يكون منها ظاهر ولكن لكونه اعجازيا لا يمكن به تحديد نقطة او مصدر خروجه في السماء وهنا احب ان يلتفت لهذا الامر من يتامل ويدقق ، اي مرة تسمع صوت من السماء وتستطيع ولو تقريبا ان تحدد جهته ومن اين يأتي كما هو الحال في امثلة كثيرة ، ومرة وكما في اعجازية الصوت الجبرائيلي سيكون من السماء ولكن لا يمكن ان تحدد من اي جهة من السماء جاء ولعله وكأنه من كل الجهات وهذا قوة اضافية في اعجازية الصيحة اذا صحّت قرائتنا وفهمنا فانتبه لها ،
اما ما يتعلق بحادثة الخروج ( في شهر محرم ) فان صح ان يكون لابليس تدخل واحداث صوت مقابل صوت جبرائيل ع ، فسيكون نفس القول ها هنا ، هناك
هذا ما نستطيع به ان نحلل ونناقش الطرح المفترض من ادلة تضعف الاخذ به كما يظهر لنا من فهمه وتحليل وقدر تعلق الامر بتدقيقي طبعا ، ولا تنسوا اننا لدينا بالمقابل الاطروحة الاكثر منطقية والاقرب للرواية وكما قدمناها هنا ، وفي الاخير نقول الله اعلم ، ونترك الحديث لبقية الاخوة للتقيم واعطاء آرائهم ، وياليت تكون بشكل علمي وقدر الامكان لنزيد البحث العميق علميتا ودقة ، وهنا يدخل المنطق والرواية وادلتها والقرائن المستفادة منها ،
ولكن في الاخير نحن متفقون انه سوف تصل الينا وحسب الروايات الصيحة الجبرائيلية الموعودة وفي وقتها الذي اخبرنا عنه وسوف يسمعها الجميع بغض النظر عن كيفيتها ، وما نتدارسه هنا هو في عمق الفهم ، ونفس الشيئ نعلم ان لابليس اللعين صوت ثاني سيكون بعد الصوت الاول وقد حذرتنا الروايات من اتباعه وهذا هو المهم ،
* هناك لعله افتراض / سؤال مهم اخر وممكن تصوره في قضية صيحة ابليس اللعين ويحتاج الى جواب مناسب
وهو : نعلم من الروايات ان الصيحة الاولى هي صيحة جبرائيل المعلنة لظهور الامام
وستكون كما في الروايات في ليلة 23 شهر رمضان وستصادف ليلة جمعة ، واما الصيحة الثانية في اخر الليل وهي ستكون صيحة ابليس ،
وقد امرنا ان نتبع الصوت / النداء الاول ، ونذر الصوت الثاني لانه صوت ضلال
وهنا يدخل السؤال المفترض او المحتمل ، وهو انه ابليس اللعين لعله سوف يعرف من خلال العلامات القبلية اقتراب موعد الظهور ، وخاصة في سنة الظهور واحداثها ، بل وحتى يعلم اكثر منا بخروج وتحديد السفياني وغيرها من العلامات التي تعطيه شبه تاكيد بان ليلة ال23 شهر رمضان القادمة هناك توقع كبير لحصول الصيحة ، وبالتالي يستغل الموقف والضرف ويبتدأ بالصيحة الاولى المضلة قبل صيحة جبرائيل ،
وهنا سوف لعله سوف يربك الموقف العلاماتي ظاهرا ، لانه نحن اخبرنا بان الصيحة الجبرائيلية وان نعلم مضمونها ولكنها ايضا ستكون الاولى وامرنا باتباع الصوت الاول
* والجواب هنا سيكون على مستويين من التعليل
الاول ، ان اتباع الصوت الاول لا يعني ولا يغني في الاصل عن مضمونه الحق والمنتظر سماعه
لان عقيدة المهدوية في الفكر والدين الاسلامي هي مسألة اصلها في اصل الدين لانها من موضوع الامامة ، وهذا وحده كافي لحفظ الفكر من الانحراف بسبب مثل هذه شبهة وان حصلت في الواقع الخارجي ، ولكن لا يستثنى انها تعمل نوع ارباك في ظاهر ما وصلنا من علامات وترتيبها ،
الثاني ، ان افتراض ان يعلن ويستبق ابليس صيحته قبل جبرائيل ع بحدود اطلاعه ومعرفته بقرب توقع اعلان الظهور الحق من قبل جبرائيل عليه السلام ممكن منطقيا افتراضه من حيث الفعل ( لا دقة العلم والجزم بليلة وساعة النداء ) ،
ولكن مثل هذا الافتراض لم يرد او حتى يشار اليه في الرواية ، وكأن الرواية وتسلسل الاحداث قاطعة بهذا الترتيب ، ومنه سيكون ان سبب عدم افتراض هذا الامر قد يكون ورائه مسألة اخرى اكبر حتى على ابليس ومكره وتحسباته الشيطانية ، وهي متعلقها بزمن الظهور وغموضه حتى على ابليس فضلا عن الناس والمنتضرين وان قلنا ان العلامات القبلية وخاصة علامات سنة الظهور سوف تشعر الناس عامتا والمنتظرين خاصتا بقرب توقع الظهور اي قرب توقع اعلان الصيحة بسبب توفر ادلة علاماتية محددة باحداث وتواريخ ومواقع جغرافية وما الى غيرها من امور كلها تصب في صالح اقتراب توقع الظهور ظاهريا وبشكل معتبر ومهم ،
وطبعا لا يوجد عندي هنا جواب جزمي وقطعي لحد الان ،
ولكن هو فقط مقدمات اطروحة لازالت في قيد التفكر والبحث والتامل ،
وهي اطروحة الزمان المهدوي الجديد ، والذي يبداء بها عصر وتاريخ جديد على البشرية ، ولعل هذا الفرض ان صح فسوف يربك الحساب التاريخي المعروف حاليا بشكل ما لا استطيع الوقوع على دقة تفاصيله وشكله العام الخارجي ، ولكن الاطروحة تقتضي بداية عصر وتاريخ الظهور وسيكون حساب التاريخ الجديد كان يكون اليوم الاول فيه هو يوم 1 مهدوي ،( ومنه المدخل الذي يعلل عدم امكانية حتى الشيطان / ابليس ان يستبق موعد الصيحة ، ومنه لعله جاء القول : ابى الله الا ان يخالف توقيت الموقتين ) ،
وستبداء معه رحلة الرجوع في هذا الطور الى الله ( إنا لله وانا اليه راجعون ) ، ( او " كما بدأنا اول خلق نعيده " ، ومقدمات العودة ستكون من عصر الظهور والعودة الى الله وهي مراتب كما كانت وبدأت كمراتب متنزلة في عوالم التكوين ) ،
وتبداء معه زمن الرجعة المذكورة في تراثنا ، ويرجع الائمة وبعض الكفار
وهنا ستكون علامة طلوع الشمس من مغربها لعلها هي ساعة الصفر لهذا التقويم الجديد ،
وسيظهر لنا تفسير وتاويل جديد لقوله تعالى ( رب المشرقين ورب المغربين : اي المشرق والمغرب العام الذي عرفته البشرية ، والمشرق والمغرب الخاص بقائم آل محمد ع ، وهو يستمر الى يوم القيامة ) ،
ولكن كل هذا فقط على سبيل مقدمات اطروحة تدور محتملة ، والله اعلم ، نسأل الله ان يفتح ابواب فهمنا ويوفقنا لكشف عظمة اسرار الظهور
والحمد لله وشكرا
واخيرا يتبين من هذا التحقيق والقرائن الموجودة في الروايات اننا امام ثلاث فترات واحداث في عصر / سنة الظهور سيكون فيها صيحات او ندائات او اصوات للناس جميعا على الارجح واولها ستبداء مع مرحلة خروج السفياني في شهر رجب
والثانية ستكون في شهر رمضان ، والثالثة ستكون في شهر محرم من السنة التالية للظهور ،
ثلاثة أصوات في رجب بنداء يسمع من البعد كما يسمع من القرب (في النصف الاخير من شهر رجب بعد المطر الغزير الذي سينتهي 10 رجب، وربما وقت ظهور السفياني والخراساني واليماني).
الصوت الأول أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.
الصوت الثاني ألا لعنة الله على الظالمين.
الصوت الثالث ترون بدريا بارزا مع قرن الشمس (المذنب) ينادي: ألا إن الله قد بعث فلان بن فلان حتى ينسبه إلى علي فيه هلاك الظالمين .
النداء من السماء في شهر رمضان
طبيعة العلامة : النتائج :
نداء ليلة - فجر 23 رمضان يسمعه كل اهل الأرض ، كلٍ بلغته.
صيحة جبرئيل ع من السماء ينادى بأسم القائم الامام المهدي المنتظر عج من جوف السماء واسم أبيه: ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد.
هنالك خلط في الروايات بين الصوت من السماء ، والصيحة من السماء ، والنداء من السماء..
هنالك ثلاث نداءات لجبرئيل علي السلام ؛ الاول في رجب من السماء ، والثاني في رمضان من السماء ، والثالث يوم قيام القائم عج في 10 محرم من الارض عند هبوط جبرائيل ع على هيئة طائر ابيض ووقوفه على سطح الكعبة عند الميزاب فوق الباب.
صيجة أبليس اللعين من الأرض في آخر النهار ألا أن الحق مع فلان - رجل من بني أمية - و شيعته - و روي - ألا أن الحق في السفياني و شيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون كما نادى إبليس برسول الله صلى الله عليه وآله ليلة العقبة .
النداء من السماء يوم البيعة في محرم
جبرئيل ع على جدار الكعبة على الميزاب عند الركن الحجر الأسود في صورة طائر أبيض ينادي: ( البيعة لله ) ويكون أول من يبايع . ( أي البيعة للامام المهدي هي البيعة لحكم الله ).
[SIZE="5"][COLOR="Navy"]السلام عليكم
ان لا يبقى ذي روح الا وسمع النداء ، وهذا دليل على اعجازية مصدر النداء ، وشموله لكل البشر وكلا بلغته ، وكذالك شموله لكي حي على الارض من حيوان وطيور وما في البحار وحشرات وما يتصور فيه روح ، وعلى الارض وربما خارجها ان وجد ذي روح ، وسوف يفهم ذوي الارواح وعلى مقدار ما اعطاها الله من فهم ما سوف ينادي به جبرائيل
فاي امر عظيم هذا سيكون هذا النداء لو تامل المتامل كفايتا فقط في هذه الحيثية ،
وطبعا هذا لا يمكن ان يتم تحقيقه من خلال الاقمار الصناعية وان كان ذالك نفوذ اعجازي من خلالها .
الباحث الطائي