هددت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس بعد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك بإسكات الصواريخ التي تطلقها حركة حماس من قطاع غزة على جنوب «إسرائيل» فيما أكد نظيرها المصري أحمد أبو الغيط أن بلاده تسعى إلى وقف التصعيد تمهيداً للتفاوض حول «اتفاق مكتوب» بشأن التهدئة. من جانبه دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت سكان القطاع المحاصر إلى إرغام حماس على وقف إطلاق الصواريخ حتى لا تضطر «إسرائيل» إلى الرد.
وقالت ليفني وهي في الوقت نفسه زعيمة حزب كاديما الحاكم في مؤتمر صحافي مشترك مع أبي الغيط إن «الوضع في قطاع غزة أصبح عائقاً أمام إقامة الدولة الفلسطينية وحماس يجب أن تعرف أن تطلعنا إلى السلام لا يعني أن إسرائيل ستقبل بعد الآن هذا الوضع (...) كفى يعني كفى والوضع سيتغير».
وأضافت «للأسف هناك عنوان واحد للتعامل مع وضع الشعب في قطاع غزة وهو حماس التي تسيطر عليهم». وتابعت أن «حماس قررت استهداف إسرائيل وهذا شيء يجب أن يتوقف وهذا ما سنقوم به». وأكدت «أن التصعيد الذي حدث بالأمس غير محتمل والوضع في غزة هو كالتالي: أنها تحت سيطرة حماس وهي منظمة إرهابية متطرفة ولا تمثل الفلسطينيين وتهاجم إسرائيل بشكل يومي».
وأطلق الجناح العسكري لحماس الأربعاء نحو 70 صاروخاً محلي الصنع وقذائف هاون مستهدفاً بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية محاذية لقطاع غزة، رداً على مقتل ثلاثة من ناشطيه واستمرار الحصار الإسرائيلي للقطاع.
واعتبرت ليفني أن «سيطرة حماس على غزة ليست مشكلة لإسرائيل فقط، نحن نتفهم احتياجات مصر (في أن يسود الهدوء في القطاع) ولكن ما نفعله هو تعبير عن احتياجات المنطقة»، ملمحة ضمناً إلى أن سيطرة حماس على غزة تمثل مشكلة لمصر كذلك.
ومن جهته قال أبو الغيط «لقد أوضحت القيادة المصرية وأوضح السيد الرئيس الأمل المصري في ضبط النفس وعدم التصعيد العسكري بين الجانبين وكذلك تسهيل الوضع الإنساني في القطاع».
وتابع «قطاع غزة يمرّ بفترة صعبة والشعب الفلسطيني يعاني كثيراً وأوضحت المناقشات إحساس مصر بالحاجة إلى تحلي إسرائيل بضبط النفس».
وأضاف أن «النقاش ورد الفعل من الجانب الإسرائيلي أوضح (كذلك) إن هناك حاجة لوقف إطلاق الصواريخ كي تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه».
ورداً على سؤال حول الموقف المصري من التهدئة، قال أبو الغيط «مصر لن تتوقف عن الجهود طالما رغب الطرفان بذلك ولكن لا أتصور أننا نستطيع أن نقنع الطرفين بالعودة إلى التهدئة طالما استمر هذا الاحتدام في المواجهة بينهما».
وتابع «نأمل أن يضبطا النفس نأمل أن يطبقا ما طبقاه على مدى الشهور الستة الأخيرة ثم نرى كيف يمكن أن نطور الموقف إلى «اتفاق متفق عليه ومكتوب في صياغة في مرحلة تالية».
وشدد على أن «الهدف المصري سيبقى الحفاظ على التهدئة والرغبة في تأمينها».
وجاءت زيارة ليفني للقاهرة غداة اجتماع للحكومة الأمنية الإسرائيلية، وقالت الصحف الإسرائيلية إنه انتهى إلى منح ضوء أخضر للجيش للقيام بعمليات واسعة في قطاع غزة. إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية ايغال بالمور لم يستبعد عودة الهدوء إذا توقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون بشكل كامل.
وقال إن «الهدف الأول هو التوصل إلى تهدئة دائمة» بوساطة من مصر تسمح بإنهاء «القصف المتقطع» ضد إسرائيل. وأضاف «إذا تبين أن ذلك مستحيل، ستبحث كل الخيارات الأخرى بصراحة» مع مصر، ملمحاً بذلك إلى عمليات عسكرية إسرائيلية ممكنة.
على صعيد متصل دعا أولمرت سكان قطاع غزة إلى إرغام حماس على وقف إطلاق الصواريخ حتى لا تضطر إسرائيل إلى الرد، في مقابلة نشرتها الصحف الإسرائيلية.
وقال أولمرت في مقتطفات من المقابلة التي أجرتها معه قناة العربية الفضائية ونشرها موقع صحيفة «جيروزاليم بوست» «أقول لكم في نداء أخير: أوقفوا ما يحصل».
وقال «اعرف كم ترغبون في أن تستيقظوا صباحاً والهدوء من حولكم، وأن تصطحبوا أولادكم إلى الروضة أو المدرسة كما نفعل نحن، وكما يريد أن يفعل أطفال سديروت ونتيفوت»، البلدتان الإسرائيليتان المستهدفتان بالصواريخ وقذائف الهاون التي تطلق من غزة. وأضاف أولمرت «نريد حسن الجوار مع غزة. لا نريد أن نسيء إليكم ولن نسمح بحصول أزمة إنسانية تعانون فيها من نقص الغذاء والأدوية. لا نريد أن نحارب الشعب الفلسطيني ولكننا لن نسمح لحماس أن تهاجم أطفالنا».
وكرر أولمرت مناشدة سكان غزة، قائلاً «لا تدعوا حماس، وهي تتصرف خلافاً لقيم الإسلام، تعرضكم للخطر. أوقفوهم. أوقفوا أعداءكم وأعداءنا. قولوا لهم أن يوقفوا إطلاق (القذائف) على المواطنين الأبرياء».
ميدانياً واصلت الفصائل الفلسطينية المسلحة أمس عمليات إطلاق الصواريخ والقذائف محلية الصنع باتجاه المستوطنات والبلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، فيما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك بوقف إطلاق الصواريخ «إلى الأبد».وأعلنت كتائب «أبو علي مصطفى» الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان أنها قصفت تجمعاً للدبابات الإسرائيلية قرب مطار غزة شرق مدينة رفح جنوب القطاع غزة أمس بقذائف الهاون عيار 90 مليمتراً.
من جانبه أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن نشطاء فلسطينيين أطلقوا قذيفة هاون أمس سقطت على معبر ايريز على الحدود مع «إسرائيل» أثناء عبور فلسطينيين مسيحيين في طريقهم إلى بيت لحم في الضفة الغربية.
من جانب آخر هدمت الشرطة الإسرائيلية ظهر أمس مسجداً في منطقة وادي النعم جنوب بئر سبع داخل أراضي العام 1948 بسبب «عدم الترخيص» كما زعمت.
تحياتي