رَمَـتْـنـي صـدودُ اللـيـالي قِـداحا
فأرخَيتُ للـدَمـعِ جفنـي فَساحا
رأيتُ بـِمــوجِ الـدمـوعِ شَـراراً
يـَـدورُ فَــيَـقْـدَحُ فيـهِ إقْـتـِداحا
ونيـرانَ حُــزنٍ عَـظيـمٍ طـويلٍ
يَمـدُّ على العـالـَمِيـن جَـنـاحا
يُصـوّرُ لـي أمـرَ قــومٍ تـَمـادَوا
ليَجْتاحوا دارَ النبـيِّ إجْتِيـاحا
يُـشَـنُ الـهـجـومُ كــأنّ الـنَـبـيَّ
أوصـى بِــدارهِ أنْ تُـستَبـاحا
كأَنّـهُ أوصى بِـوَجـهِ الـبَـتـولِ
أنْ يَـشْــهـرَ الظالـمون السِلاحـا
أتَـوها وهُـمْ عـازِمـون عَليهـا
بِـشَـرٍّ به قَد جَفوها الصِفاحا
وجـائوا بـِـزُمــرةِ حِقْـدٍ بَغيضٍ
وقَد لَـبَسوهـا وجوهـاً كِـلاحا
لـَمْ أنسى فاطـمَ بـَيـنَ الـجِدارِ
والـبــابِ لاذَتْ تـَـإنُّ كـِفــاحا
تُنـاديْ أَيـا فِـضَّـةُ سَــنِّـديـني
أصابـوا جَنِينيَ ظُلمـاً فَـطاحا
لَـقَد أسْقَطوهُ ورَضّوا ضلـوعاً
يَـذوبُ لـها قَلـبُ طـه نِـيـاحا
والرجسُ وسَّـمَ مَـتنيْ بِضَربِ الـ
سِـيـاطِ كـأنّي أتَـيـتُ جُنـاحا
ولَطْمَــةُ خَـدّي بِكـَـفِّ الـمَقيتِ
أراهـا بِـصَـدرِ النَـبـيٍّ رِماحا
َأيـاحَـرّ قَـلـبـي لـِقَـلبِ عَـليٍّ
فَـقَدْ خَـلَّـفـوهُ جِراحاً جِراحا
وقَدْ أخْفَتِ الضلـعَ عنهُ لِكَي لا
يـَرى كَسْــرَهُ فَـيَـضِـجُّ نِـيـاحـا
أيـا لـَهْفَ نَفسي لِبنْتِ الرسـولِ
أراهـا تـإنُ مَـسـاءً صَـبـاحا
فَقَدْ وَجَـدَ الدَمــعُ في مُقْلَـتَيها
كـَهْفـاً يَصَـبَّـبُ مــاءً قِــراحا
لِـذا عاهَدَ الـحُـزنَ يَبْنيـهِ بَيتـاً
وهَيهاتَ للجفـنِ أَنْ يَـسترَاحا
فَـقُـلْ لِـبْـنِ تَـيـمٍ وابـنِ عَـديٍّ
مِنْ ريبـةِ الشَـكِِّ فَـلْـيَـسْترَاحا
وأَنْ لا يَـقـولا بِـيـَومِ الـحِسابِ
بِنْتُ النَـبيِّ سَـتُعْطيْ السَمـاحا
كــلاّ ولا لا وأَلــفٌ وكــلاّ
لَـنْ تَـغْفـِرَنَّ الـبَـتـولُ الـجُـنـاحا
سَـتـَأْتـون يَـومَ الـقِيـامَـة ِصفـاً
وجوهَكُمُ تَـغـدو سُوداً قِبـاحا
سَـيَـأتي أبـوها الرَسولُ الكريمُ
ويَـأتي عَـليُ العَظيـمِ كِـفـاحا
وتـأتـي الـبَـتـولـَــةُ أُم أبـيــهـا
وبَـيـنَ يَـدَيـها سَنـا العَرشِ لاحا
ومِن قَبل ذاكَ اصطفتها السماءُ
وقَد جَـلْـبَبَتْها الخلـودَ وشـاحا
فَـلا مِنْ مَـفَـرٍّ ولامِـن مُـغيثٍ
وكيف لِـمـا فَـعَـلا أَنْ يُـزاحا
فــَربُّك يَـقْضِـيّ بـيـنِ العِـبـادِ
قِسْـطاً وعَـدلاً يـَمُـدُّ الـجَناحا
الخادم لفاطمة وأبناء فاطمه
أبو ياسـر الكعبي