في تصريح ليس بجديد لولي العهد السعودي اكد فيه ان امن البحرين هو امن السعودية ، وهذا التصريح من ولي العهد يؤشر الى أبعاد سياسية مهمة في الموقف الرسمي للنظام السعودي .
فان النظام السعودي يعتبر البحرين تمثل البوابة الأخيرة لمنع حصول ربيع عربي - خليجي ، على اعتبار ان ما يحصل في البحرين يمثل نقطة انطلاق لحصول مماثل له في السعودية، كون النظامين السعودي والبحريني من سنخية واحدة في نظام الحكم ،والوراثة ،والقمع ،وقمع الحريات العامة ، ولهذا نجد إن النظام السعودي يتعاطى مع الأحداث الجارية في البحرين على إنها صورة مستقبلية لما سيجري في السعودية ، ولهذا أيضا نراه يستخدم اعنف الأساليب في التعاطي مع الشعب البحريني الأعزل، بوصفه صورة أخرى من الشعب السعودي الذي تقمع حريته وتكم أفواهه، وبخاصة في المنطقة الشرقية التي يتعاطى نظام ال سعود مع ابنائها على إنهم غرباء عن جسد الدولة لعدة اعتبارات مذهبية وسياسية واجتماعية .
إن إرسال ما يسمى بدرع الجزيرة إلى البحرين يراد منه بالإضافة إلى قمع الشعب البحريني الذي يطالب بأبسط حقوق الإنسان وتقرير مصيره ، فانه -النظام السعودي - يريد ان يوصل رسالة الى الشعب السعودي التواق للحرية هو الآخر، ورفض الاستبداد .
مفاد هذه الرسالة ان ما يحصل في البحرين من قتل وترويع سيحصل في السعودية ،إذا ما فكر أحرار السعودية القيام بتظاهرات تعبر عن رفضهم لسياسة الإقصاء والتمييز الطائفي، وقمع الحريات العامة .
ولهذه الأسباب دعا قبل أسابيع ملك السعودية عبد الله إلى إيجاد اتحاد خليجي بدلا عن مجلس التعاون الخليجي، الهدف منه هو توحيد الصفوف لهذه الأنظمة حيال التحديات التي تواجههم من قبل شعوبهم ، وهذا الاتحاد سوف يتعدى درع الجزيرة في جانبه الأمني ليصل إلى خصوصيات أكثر في التحقيق والانتشار في المدن المتوترة امنيا ،ويعطي مساحة اكبر للقوات الأمنية السعودية في الحركة داخل البحرين ، بل قد يصل إلى حد أن أمير البحرين يتم تعيينه بامر ديواني من بلاط الملك السعودي .
وبناءا على النظرية العقائدية للنظام السعودي فان السلطان ( الحاكم ) اذا وصل الى الحكم عن طريق القهر والقوة فيجب على الرعية مبايعته .
ان تصريحات ولي العهد تحديدا فيها من المخاوف الحقيقة بمكان على اعتبار ان أبناء المنطقة الشرقية في المملكة السعودية يؤكدون ان التطرف الطائفي الذي يحمله ولي العهد يجعلنا احيانا نترحم على طائفية الملك عبد الله ، وكلما التقينا بشريحة من أبناء السعودية ليس فقط الشيعة فحسب بل كل السعوديين التواقين للحرية والمشاركة السياسية في صنع القرار في المملكة ،يؤكد هؤلاء خشيتهم من وصول ولي العهد نايف بن عبد العزيز الى قمة الهرم في السلطة ، وربما سنردد نردد شعار اتباع اهل البيت ( الا ليت ظلم بني مروان دام لنا وعدل بني العباس في النار).
ولهذا نؤكد ان الشعب البحريني يدفع ضريبة المطالبة بحريته مرتين الأولى أمام بطش نظام ال حمد وأخرى بطش النظام السعودي خشية ان تنتقل شرارة الانتفاضة الى الشعب السعودي
.
.
.