اسمه ونسبه :
محمد بن مسلم من أهل الطائف ، ويُكنَّى أبو جعفر ، سكن ( الكوفة ) ، ويُعرف بالأعور ، والطحان ، وهو من أبرز أصحاب وخواص الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) .
مكانته العلمية :
كان محمد بن مسلم على درجة من العلم ، بحيث عندما أراد الراوي الجليل ابن أبي يعفور من الإمام الصادق ( عليه السلام ) تعريفه بشخص يطرح عليه مسائله في حال عدم تسنِّي الوصول إلى الإمام ( عليه السلام ) ، فعرَّفه الإمام ( عليه السلام ) بمحمد بن مسلم . كما أن فضله ومكانته معروفة لدى أهل السنة ، فقد كان أبو حنيفة يرسل إليه من يطرح عليه مسائله .
سيرته :
كان محمد بن مسلم رجلاً ثرياً موسراًً ، وعندما أمره الإمام الباقر ( عليه السلام ) بالتواضع ، اتَّخذ زنبيلاً من التمر وميزاناً ، وراح يبيع أمام المسجد الجامع ، ولما منعه أقرباؤه عن ذلك ، قال لهم بأن مولاه أمره بذلك ولا يمكن مخالفته . فطلبوا منه - إذ هو يرغب في العمل - أن يأتي بمطحنة يطحن بها الحنطة ، فوافق على ذلك ، وعُرف لأجله بالطحان . وكان الإمام الباقر ( عليه السلام ) على صلة حميمة به ، حتى أنه حدث في إحدى المرّات ، أنْ عاد محمد إلى المدينة من سفر له ، ولم يستطع زيارة الإمام ( عليه السلام ) لمرضه ، فأرسل إليه الإمام ( عليه السلام ) شراباً بيد غلامه ، فتحسَّن حاله فوراً ، وتوجَّه إلى الإمام . وقد اعتبره النجاشي ( قدس سره ) وجه الشيعة ، وفقيهاً ، وورعاًً ، كما اعتبره الشيخ المفيد ( قدس سره ) من الفقهاء الذين لم يمسهم النقد .
روايته للحديث :
عاش محمد بن مسلم في المدينة أربع سنوات ، ونهل من معين الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) . فروى خلال حياته ثلاثين ألف رواية عن الإمام الباقر ( عيه السلام ) ، وست عشرة ألف أخرى عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) . وروى محمد بن مسلم عن : أبي حمزة الثمالي ، وحمران ، وأبي الصباح ، وغيرهم ، كما روى عنه أعلام ، من قبيل : ابن رئاب ، وصفوان بن يحيى ، ويونس بن عبد الرحمن ، وغيرهم .
وفاته :
توفّي محمّد بن مسلم ( رضوان الله عليه ) في سن السبعين سنة 150 هـ .