تقوم الحياة الزوجية الناجحة على ثقة وصراحة مطلقة ومتبادلة بين الطرفين، وهذا لا ينفي أن يكون لكل منهما خصوصياته، ولكن للأسف يرى الكثير من الأزواج أن الخصوصية هي من أهم حقوقه، وأن هذا الحق لا ينطبق على الزوجة، فيعطون أنفسهم حق معرفة كافة خصوصيات الزوجة، حتى دون علمها، ما يدفعه لتفتيش جوالها!
فما رأي الزوجات في هذا الموضوع "هل يحق لزوجها تفتيش جوالها"؟
هذا السؤال الذي طرحته "هي" على بعض الزوجات السعوديات، فكانت ردودهن كما يلي:
بدأنا مع مشاعل العلي 40 سنة، فقالت: "أنا ضد هذا الموضوع بشكل مطلق، فلا يحق للزوج أن يفتش جوال زوجته لأي سبب كان، وإذا تصادف أن طلب زوجي استخدام جوالي أفتح له الرقم السري وأعطيه الجوال، ولكن لا أسمح له الدخول إلى برامج المحادثات أو الصور مثلاً، وأعتقد أن الزوج لن يلجأ إلى تفتيش جوال زوجته إلا إذا بداخله شك في تصرفاتها أو سلوكياتها".
وعندما سألنا منى عبدالله 30 سنة، قالت: "أعتقد أن المشكله الحقيقية ترتبط بالدوافع الداخلية للزوج فإذا كان الزوج يهدف من التفتيش الفضول أو حب اطلاع على الرسائل بقصد حميد باعتبار أنهما شخص واحد فلا مانع من ذلك ولكن أمام الزوجة وتحت إشرافها، أما اذا كان الهدف بدافع الشك أو لهدف سيء فهنا تكمن المشكلة ويجب إيجاد حل لها، والحقيقة أن جوالي يخزن أسرار بيني وبين قريباتي وصديقاتي وبيننا الكثير من الخصوصيات التي لا يحق لزوجي الاطلاع عليها أو مشاهدتها، لذا فأنا لا أتقبل ولن أتقبل فكرة الاطلاع على جوالي إلا بوجودي".
وخالفتهما الرأي سلوى الطاهر 42 سنة، فقالت: "بالنسبة لي عادي جداً، فجوالي مفتوح وزوجي كذلك، وإذا وضعت قفلاً لجوالي فهو يعرف رمز القفل ويفتحه بأي وقت، فهو يشاهد رسائلي ومكالمتي وأنا أيضاً أشاهد رسائله ومكالمته، فوجود الثقة أهم من وجود الحب بين الطرفين، ويجب أن تكون ثقة عمياء، فكيف نطالب بالحب المطلق، ولا نطالب بالثقة المطلقة، ونكون بقدر هذه الثقة وأهلاً لها".
وقالت سهام أحمد 33 سنة: "نحن النساء نغضب من هذا الموضوع ونأخذه بحساسية أن الزوج يشك فينا ويتجسس علينا ومن هذا القبيل، والحقيقة أن حُسن الظن يجب أن يكون المحور الرئيسي في التعامل مع هذا الموضوع، فأنا أترك جوالي عند زوجي ولا أغلقه أبداً وهو كذلك، لذا لم يحاول أي منا التفتيش أو الإطلاع على جوال الآخر".
باستشارية الإخصائية النفسية سهير محمد حول هذا الموضوع، قالت: "بشكل عام يعتبر هذا الأمر غير لائق بين الزوجين ويدخلهما في دائرة من الشكوك وجلب المشكلات، لاسيما وأن الحياة الزوجية قائمة على الثقة والود والألفة والمحبة بين الطرفين".
وأضافت: "في حال تعرضت الزوجة لهذا التصرف من قبل زوجها، فعليها أن تعلم بأن ثقتها بنفسها تعزز موقفها اتجاه زوجها الذي قد يكون الفضول وليس الشك قد دفعه لممارسة مثل هذه السلوكيات والتصرفات من دون قصد التعدي على خصوصيتها، وعليها التحدث مع زوجها بأسلوب محبب لا يخلق المشكلات بأنه بإمكانه مشاهدة (ولن أقول تفتيش) الجوال في أي وقت، بينما هي حريصة على خصوصيات الآخرين كصور صديقاتها أو زميلاتها، فهذا الأمر يشعره بأن الزوجة لا تخفي عنه شيء ولا تخاف من شيء، وسيجبره ذلك على احترام خصوصياتها، حتى يدرك أن الحياة الزوجية قائمة على الثقة وليس الشك أو التطفل على خصوصيات الآخرين".