بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و فرجنا بهم يا كريم
س/ يستحق التوقف عنده في مسألة الخاتمة ..
هل أن العمل الأخير أو التوجه الأخير في حياة الإنسان هو فيصله في حياته الأخرى ؟
وبعبارة أخرى هل أعماله تؤثر في خاتمته أم إن خاتمته لها أثر على أعماله ؟
بسمه تعالى وبه نستعين
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
سؤالكم هذا لطيف ودقيق ويحرّك العقول ويثير فضولها
( هل أعماله تؤثر في خاتمته أم إن خاتمته لها أثر على أعماله ؟ )
اذا اعتبرنا ان الاعمال عموما تنقسم الى اعمال معنوية كالاعتقادات و اعمال خارجية من افعال الانسان المختلفة
وعليه المعنويات كالاعتقاد هي اساسية في تحديد مصير الانسان شقي او سعيد ولكن يبقى مرهون باعماله عموما ايضا لان كل عمل له وزنه ( حق او باطل ) وعليه وإن كانت خاتمته خير فلا يمكن لها احيانا ان تؤثر على سابق اعماله وما ارتهن به من سابق فعله واصراره الا بمغفرة او توبة او رفع ظلم قبل فوات الاوان . او شفاعة لاحقة في دار الاخرة مثلا
وهناك بعض الاعمال لها مدخلية في صنع خاتمة الانسان سلبا او ايجابا اي لها اثر في خاتمته .
مثلآ واحد يشرب الخمر ويصلي وتوفي يوم الجمعه وفي المسجد هل يدخل الجنه ام لا ؟
بسمه تعالى
مسئلتين مهمتين هنا يجب تثبيتها كمقدمة
1- الاساس والفروع ، وهنا الاساس هو صحة عقيدة الانسان وهو التوحيد
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ / فالشجرة الطيبة اساسها واصلها هو الاعتقاد الصحيح الطيّب وهو لا اله الا الله ومنه يتفرع كل خير من الاعتقادات الحقة من شرائط التوحيد كالايمان بالنبوة والمعاد ، وكذلك ما يتفرع عنها من الاخلاق والتكاليف الاخرى
هذا الاصل الاساسي الطيب ( لا اله الا الله / التوحيد ) هو الذي له قابلية الصعود الى الله والقبول منه تعالى .
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
اي : ما يمكن ان يصعد الى الله هو فقط الاعتقاد الطيب وهو التوحيد ، وهذا يحتاج الى رافع له وهو العمل الصالح ( العمل الصالح وفق الاعتقاد الصالح المقبول عند الله )
لذلك ترى كلما ذكر الله الذين آمنوا في القران شفعها بـ وعملوا الصالحات ،،،
فالذين آمنوا هو اشارة الى اهل الاعتقاد الطيب الصحيح المقبول وهو التوحيد وشرائطه ( وهي التي يصطلح عليها اصول الدين ) .
وعملوا الصالحات هي اشارة الى كل فروع الدين وتكاليفه وواجباته ونواهيه واخلاقه وسننه الشريفة .
2- الخلود في النار ، والعقوبة بالنار .
على اساس العقيدة يتفرع مصير الانسان ، وعلى اساس عمله يتفرع اما نجاته من عقوبة النار او عذابه المحدود اذا ارتهن بمعصية او ذنوب او ظلم .
لذلك الاعتقاد الصحيح الطيب هو المنجي من الخلود في النار , والاشراك والجحود بالله تعالى هو العلة الرئيسة للخلود في النار
- إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ، وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا
- وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
اذن دون الشرك هناك مجال للمغفرة ، وبالشرك تحبط جميع الاعمال ،،،
وكل انسان بعد فرزه على اساس عقيدته ، ينتقل به الى تفاصيل عمله وحسابه وفق عقيدته فاذا كان من اهل التوحيد فيحاسب على عمله ، فاذا كان لديه سيئات فإما يعذب في الدنيا ليطهر او نند الموت او في البرزخ او حتى يدخل النار لفترة محدودة حتى يطهر وينقى من سيئاته .
واذا كان من اهل الشرك والجحود فلا عمل له اصلا هناك ! لان الشرك يحبط العمل ! وخاتمته الخلود في النار .
والله اعلم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 02-01-2017 الساعة 11:08 PM.