غصّة الذكرى
=======================
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
28 صفر1444 هـ:: 25-9-2022 م
كان نوراً في ابتداء الخلقةِ
...................... واصطفاه الله من دون الأنامْ
مشرقٌ في عالم الأنوار شعْ
......................... قبل إيجاد الدُنى والانتظام
ذاك مختار العُلى والمجتبى
....................... خير خلق الله مصباح الظلام
أحْمَدٌ نورٌ علا أكوانها
.................... وانجلى في الكون كالبدر التمام
نال في الدُنيا أعَالي السؤدد
......................... ثمَّ في الجَنّاتِ في أعَلَى مقام
مُنْتَهَى الإيمان ينبوع التقى
............................ سمتهُ رِفْق ببرٍ واحتشام
من بهاءٍ قد نما في حسنه
...................... سحنة الإجلال تعلو باحترام
دائمُ الإنعام معطاءٌ سخيّ
.................. فضلُه في الخلق فيَّاضٌ همام
عاطفٌ حنّان ذو قلبٍ سمح
...................... راعي الإيتام حامي للذمام
زاهدٌ مخشوشنٌ في ذاته
.................... طاهر من كل رجسٍ أو حرام
صالحُ القربى عفيف نسلهُ
............... طيّب الأعراق في المجد السنامْ
فارس الشجعان مقدام كمي
.............. باسلٌ في الحرب حتماً لا يُضام
ساد جمع الأنبيا والأوليا
.................... شأنُه هيهاتُ يُدرى أو يُرام
دُونه في الحَشرِ جمعاء الورى
..................... شَافِعٌ ذُو رَحمَة حلو الكلام
جاء ذكراه فجاشت غُصَّةٌ
.................... باكتئاب والتعاجٍ واغتمام
جاء ذكراه شهيدا فاعتلى
................ وارتقى مجد الأعالي في الكرام
والدنى كلّ الدنى من فيضه
.................. ثم في الأخرى شفيعٌ من امام
رتبة عُظمى مقامٌ أرفع
................ حُظوةٌ عُليا له حسن الختام
رزؤه فاق الرزايا مذ قضى
........................ ردَّ ما أوصى به قوم لئام
قالوا عنه قد (هذى) حاشا له
....................... يمضي لله بكربٍ وانكثام
ثمَّ كرُّوا نحو أمرٍ مُبرمٍ
................... في عليٍّ وافترى جمع الطغام
ثم جاشت فتنةٌ من فلتةٍ
................. حتى هذا اليوم تأبى الانصرام
لم يراعوا حرمة في أهله
...................... من عداْءٍ ثمَّ قتلٍ وانتقام
يا فداك الروح يا نور الدجى
..................... يا حبيبي سيدي نور القتام
يا فداك الروح حتى الانقضاء
..................... لك منّي سيدي أنمى سلام