بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما احاط به علمك ..
اعتصمت بك يارب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني بمحمد وآل محمد من ذلك ..
سلام من الله عليكم والف رحمة منه وبركة ..
استقل سيارته .. ومضى يسوقها كالريح .. اعاصير تضرب عقله .. وألوان مجنونة تلوح امام عينه .. لم يكن يدري إلى اين هو ذاهب !!
وجد نفسه اخيرا في أرض قاحلة .. نظر الى ماحوله ولم يجد سوى ظلمة نسجت ثوبها في المكان .. ترجل عن سيارته .. وقف مكانه .. عيناه تحاولان تفحص المكان .. لكن لاجدوى .. فحتى البدر كان غائبا هذه الليلة .. فاختار ان يجلس على الارض .. يرسم عليها ماسمعه .. علّه يستطيع استيعابه .. ولعلّ عقله يقتنع به ..
"لقد توفيت زوجتك !!!!!..
صرخ لا .. واختنقت الكلمات في محضرها ..
وقف مرة اخرى واستقل سيارته قافلا الى منزله .. وصل اليه ولايدري كيف ..
كانت السيارات احتشدت امامه وأصوات بكاء تتعالى من داخله .. اقترب من الباب اكثر .. وقد تلاشت كل الاصوات في اذنيه .. فتح الباب بهدوء ودخل المنزل .. رآه الاهل فالتزم الجميع الصمت سوى دموع كانت تثير ضجة في الوجوه .. ألقى السلام .. ولم يقوَ احد على رده .. فمنظره الرهيب اخرس الافواه .. كان وجهه قد اغتسل بحبات عرق تنفستها حرارة وجهه التي اعتلت .. عيناه بلا ماء يرطبها .. ولحيته الشقراء اتخذت لها البياض ثوبا .. لحظات لاتصدق هرم فيها شبابه!!
قطع الصمت الشاحب بصوته المفجوع .. أين فاطمة ؟؟
لم يجبه أحد .. فمن تكون هي فاطمة لايعلمون ..
كرر السؤال مرة اخرى .. أين فاطمة ؟؟
رقّ قلب أخيه له فقام إليه يقول .. جواد عزيزي عن اي فاطمة تسأل ؟؟
فقال له بلهجة استغراب : ألا تعلم من هي فاطمة ؟؟ إنها اختي وصديقتي وحبيبتي انها زوجتي ..
ازدادت الافواه خرسا .. وبدأت الانفاس تتقطع .. فسؤاله عن زوجة مجهولة .. وزوجته هي عفاف وقد أسلمت روحها للبارئ صباحا .. وهو يسأل عن فاطمة !!
بدأت انفاس جواد تتزايد ..
فقال مرة اخرى : سألتكم اين فاطمة ؟؟
الأم المفجوعة على ابنها وزوجته قامت إليه تحتضنه وهي تقول .. حبيبي بني عفاف زوجتك وليس فاطمة ..
فضج ببكائه في حضن أمه وصرخ ..
أماه لقد كانت لي فاطمة .. كانت لي فاطمة ..
أينها الآن أريد ان اسألها :
هل كنت لها عليا ؟؟!!