القراءة رابط مهم في ثقافة الفرد والمجتمع وعامل مساهم في رفعة الأمم وتقدم الشعوب، كما إنها تلعب دورا كبير في تأسيس قواعد الحضارة وبناء ثقافة الشعوب وتسهيل أوجه الحياة في شتى الميادين والنواحي، لان الفئات التي تبني المجتمعات وتديرها بالاتجاه الصحيح ما هي إلا فئات المتعلمين والتي ترتكز بشكل أساسي على مبدأ القراءة لفهم الحياة والتخطيط لإدارة المجتمعات وصنع النجاح، بل تتخذ القراءة كمصدر لتوفير كمية هائلة من المعلومات ورافد لتزويد أفراد المجتمع بمجموعة من المعارف والعلوم، عندئذ تصبح القراءة في ذهن الفرد عبارة عن سياحة ومتعة وغذاء وانتقال من عوالم ضيقة إلى عوالم أوسع ووسيلة لتحقيق غايات وأهداف سامية.
والقراءة هي المولد الأول للأفكار والتخيلات، مما يدفع الفرد نحو قذف غريزة الكتابة لديه على السطح، وهي عبارة عن أفكار إنسانية يتم تطعيمها بالبحث والأدلة والتنقيب والشواهد لتصاغ بعد ذلك على شكل جمل وكلمات على صفحات الكتب والجرائد.
والكتابة رفيقة القراءة الدائمة لاستحالة الكتابة أو التدوين في أي موضوع بدون وجود قراءات سابقة ومطالعة مستمرة للأفكار المنثورة على الورق، كما إن هاجس الكتابة لا يوجد إلا مع القراءة الجيدة المستمرة بحيث إن إهمال القراءة ينتج عنه الانسحاب تدريجيا من عوالم الإبداع والتحليق، بل تضعف رغبة الكاتب في الكتابة بمجرد تناقص وقت القراءة، ومن ثم بمرور الزمن يفقد مذاق القراءة ولا يقدر الوصول إلى مفاتيح الكتابة التي كان يمتلكها فيما مضى.
كما إن تنوع الكتابة وإثراء الصفحات بمختلف المواضيع والأفكار قادم من حرية القراءة، والقدرة على التنقل بين عدد متباين من المقالات ومطالعة نسبة لا بأس بها من الأبحاث والمؤلفات، وكلما زادت نسبة القراءة واتسعت مكانة الكتابة زاد الاهتمام بقضايا المجتمع وتنامي الوعي بهموم الأمة، وفي هذه الحالة يكون فعل القراءة وحاجة الكتابة أمرين ضروريين في الحياة اليومية للفرد الواعي، بل يدفعانه نحو امتلاك مهارات النقاش والحوار والمواجهة ومراجعة الأفكار والمبادئ، ويجد المرء سلاسة وسهولة في الحديث مع الآخرين وقدرة على تدعيم أفكاره بالأمثلة والبراهين.
وبناء على ما مضى فإن القراءة ذات علاقة مباشرة بفعل الكتابة وهي أشبه بالعلاقة الحميمة والمصيرية في آن واحد، فكثرة القراءة تزيد حماس الفرد وتذكي رغبته بالكتابة وتدعوه من اجل التحرر من القيود وعبور الحدود الموصدة.
وعند المراجعة السريعة لوضعية القراءة والكتابة في عالمنا العربي يتعزز مبدأ العلاقة المترابطة بين الطرفين، حيث إن انخفاض مستوى القراءة في العالم العربي وهذا ما تأكده الإحصائيات يتبعه بشكل مباشر قلة أعداد الكتاب فلو أخذنا - على سبيل المثال - مواقع الانترنت العربية حيث إن مجموع أعداد الكتاب العرب في المواقع الأدبية والفكرية لا يتجاوزون المائتين مع إن العالم العربي غني بالبشر ويضم أكثر من ثلاثمائة مليون نسمة وعدد 200 أو 300 كاتب لو اعتبرنا ذلك لا يتناسب أبدا مع الموارد البشرية الضخمة بكل ما تحمله من تنوع ثقافي واجتماعي وتعليمي، لذا فإن ازدهار القراءة يليه تطور واضح في كمية ونوعية الكتابات وهذا المبدأ للأسف غائب ومغيب عن واقع القراءة والكتابة في البلدان العربية.
أخيرا القراءة والكتابة ظاهرتان ملازمتان لوعي الإنسان وتفكيره مهما كانت الأسباب والشروط والدوافع المختلفة، ولا يتوقفان عند حدث ولا ينحصران بفترة زمنية محددة بل هما فعلان يأتيهما الفرد بتلقائية وإصرار والتزام وشغف، ويستمران في حياة الإنسان حتى النهاية لا يستطيع الخلاص منهما، فهما طريقان يفرزان إنتاج بشري يظل حي لفترات أطول ويحمل في طياته معاني الرقي والتفوق وقدرات التميز والإبداع ومهارات التفكير السليم وتمثيل المشاعر الإنسانية في أقسى اللحظات وأجمل المواقف.
لكم خالص دعائي
التعديل الأخير تم بواسطة نور المستوحشين ; 10-05-2009 الساعة 03:44 AM.
سبب آخر: تميز الموضوع
فكم نحن بحاجة الى اطروحات توعية تشجع الجيع على القراءة والمحاولات المتواصلة في الكتابة
تحياااتي نور...
نعم سيدتي للمعرفة فضل كبير في صنع الانسان المثقف وهذا لايحصل الا من خلال القراء فاحصه والكتبابه المستمرة واذكر قصة للامام الحسين مع رجل طلب منه حاجةاحب ان ارويها لك
رُوي أن أعرابيا سأل الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) حاجة .
قال : سمعت جدك يقول : اذا سألتم حاجة فاسألوها من أوجه اربعة : إما عربيا شريفا ، أو مولى كريما ، أو حامل القران ، أو صاحب الوجه الصبيح .
أما العرب فشرفت بجدك و أما الكرم فدأبكم و سيرتكم ، و أما القرآن ففي بيوتكم نزل ، و أما الوجه الصبيح فاني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : اذا أردتم أن تنظروا إليَّ فانظروا الى الحسن و الحسين ( عليهما السَّلام ) .
فقال الحسين ( عليه السَّلام ) : ما حاجتك ؟
فكتبها على الارض .
فقال الحسين ( عليه السَّلام ) : سمعت أبي عليا ( عليه السَّلام ) : يقول : قيمة كل امرء ما يحسنه ، و سمعت جدي يقول : المعروف بقدر المعرفة ، فأسألك عن ثلاث مسائل ، إن أحسنت في جواب واحدة فلك ثلث ما معي ، و إن أجبت عن ثنتين فلك ثلثا ما عندي ، و إن أجبت عن الثلاثة فلك كل ما عندي .
و قد حُمل الى الحسين صرة مختومة من العراق .
فقال : سَل و لا قوة الا بالله .
فقال ( عليه السَّلام ) : أي الاعمال أفضل ؟
قال الاعرابي : الإيمان بالله .
قال : فما نجاة العبد من الهلكة ؟
قال : الثقة بالله .
قال : فما يزين المرء ؟
قال : علم معه حلم .
قال : فان أخطأ ذلك ؟
قال : فمالٌ معه كَرم .
قال : فان أخطأ ذلك ؟
قال : فَقْرٌ معه صبر .
قال : فان أخطأ ذلك ؟
قال : فصاعقة من السماء فتحرقه .
فضحك الحسين ( عليه السَّلام ) و رمى بالصرة اليه [1] .
للتأكد من الرواية
[1] راجعي : نهج السعادة في مستدركات نهج البلاغة : 8 / 284 ، للعلامة المحقق الشيخ محمد باقر المحمودي ( رحمه الله
أينما ذهبت
تجد من يطلب منك قلما ،
فالناس في هذه الأيام
قلما يحملون في جيوبهم أقلاما ،
أينما ذهبت
تجد من يطلب منك قلما ...
في المصرف
في دائرة البريد
في المجلس البلدي
في الشارع ،
فلتحمل معك قلما
فلعل الله يرحمك
وأنت تردُّ بالإيجاب على من يسألك :
هل عندك قلم ؟ ،
نعم .. إن حملك القلم
يمكن أن يكون سببا
لنزول رحمة الله عليك
فلتحمل القلم .
****
أنا بانتظار أن تصيح امرأة عربية :
مهري قلم
فليتقدَّم إليَّ من يحمل القلم .
****
سيدتي نور المستوحشين.. مع التحية الطيبة
سررت بحروفك اللامعة والمعطرة بعطر البرتقال
الف شكر .مع المودة
لك مني تحية طيبة وسلام متواصل
موضوع رائع تدب كلماته بالحماس والتشجيع على الكتابة...
فنحن بأمس الحاجة لغذاء لارواحنا القراءة ،، وممارسة الكتابة لنفث ما نمتلكه من معارف وللتنفيس عما يجيش بداخلنا ... و الحب الصادق لفن الكتابة لابد ان يرتبط بهواية سامية وهى القراءة فهى تمثل منبع للكتابة ..
فالكتابة نتاج القراءة كما انه لولا الكتابة لما كانت القراءة
موضوع يستحق التقدير اخى مرتضى العاملى .. شكرا لك ودام قلمك
فنحن بأمس الحاجة لغذاء لارواحنا القراءة ،، وممارسة الكتابة لنفث ما نمتلكه من معارف وللتنفيس عما يجيش بداخلنا ... و الحب الصادق لفن الكتابة لابد ان يرتبط بهواية سامية وهى القراءة فهى تمثل منبع للكتابة ..
فالكتابة نتاج القراءة كما انه لولا الكتابة لما كانت القراءة
موضوع يستحق التقدير اخى مرتضى العاملى .. شكرا لك ودام قلمك
أحسنت في ماتفضلت به الاديب عاشق الكلمة للقم اهمية في صناعة الانسان
إذا كان عندك قلم
استطعت أن تسير ..
ولو لم يكن لك قدم
واستطعت أن تطير
ولو لم يكن عندك جناح
واستطعت أن تسافر
ولو كنت ممنوعا من السفر
واستطعت أن تمتلك الحرية
ولو كنت محروما منها
واستطعت أن تتكوَّن
في زمن غير مسموح فيه التَّكوُّن ،
فليكن عندك قلم
ليكن
عندك
قلم ..
قلم .
****
الاديب الكاتب الناقد عاشق الكلمة....
تحياتي لك سيدي....
مروركم الكريم على نصي شرفني واسعدني وحلق بي فوق السحاب...
لوان تعليقكم اعتبره شهادة اعلقها على ادبي لانها جاءت من عشاق الكلمة
احييكم من صميم قلبي.....
واتمنى ان اكون عند حسن الظن بي....
تفضل بقبول امتناني