بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم الشريف..
سنقوم خلال هذه الفترة ان شاء الله باستعراض كذب وتدليس كبار علمائهم الذين يأخذون عنهم احاديثهم وبعدها نستعراض احاديثهم ونردها.. نبدأ مع كبير المدلسين ابن تيمية..
وهوأحد علمائهم الذي اشتهر بشدة عدائه للشيعة الأبرار الأخيار، هو أحمد بن عبد الحليم الحنبلي، المعروف بابن تيمية، المتوفى سنة 728 هجرية وهو حاقد لا على الشيعة فحسب، بل يكمن في صدره بغض الإمام علي (ع) والعترة الطاهرة.
ولو طالعنا مجلدات كتابه المسمى بـ: " منهاج السنة " لوجدنا كيف يحاول الرجل أن يخدش في كل فضيلة ومنقبة ثابتة للإمام علي بن أبي طالب وأبنائه الطيبين والعترة الطاهرين!
فكأنه آلى على نفسه أن لا يدع فضيلة واحدة من تلك الفضائل والمناقب ـ التي لا تعد ولا تحصى لأهل البيت (ع) ـ إلا يردها ويرفضها أو يشكك فيها ! حتى التي أجمعت الأمة على صحتها ورواها أصحاب الصحاح.
ولو أردنا أن نذكر كل أكاذيبه وأباطيله لضاع الوقت، ولكن نذكر نبذة من كلامه السخيف وبيانه العنيف! لكي يعرف اتباعه، أن الافتراء والكذب من خصائص وخصال بعض علمائهم لا علماء الشيعة!!
والعجب أن ابن تيمية بعد ذكر أباطيله وأكاذيبه وافترائه على الشيعة المؤمنين، يقول في الجزء الأول من " المنهاج " صفحة 15: لم تكن أية طائفة من طوائف أهل القبلة مثل الشيعة في الكذب، فلذا أصحاب الصحاح لم يقبلوا رواياتهم ولم ينقلوها!
وفي الجزء العاشر، صفحة 23 يقول: أصول الدين عند الشيعة أربعة : " التوحيد والعدل والنبوة والإمامة " ولم يذكر المعاد، مع العلم أن كتبنا الكلامية التي تبين عقائد الشيعة منشرة في كل مكان وفي متناول كل إنسان.
وردا على كذبه نقول: إن الشيعة تعتقد أن أصول الدين ثلاثة: التوحيد والنبوة والمعاد، وبحث عن عدل الباري سبحانه ضمن التوحيد، وتجعل الإمامة جزء النبوة.
وفي الجزء الأول، صفحة 131، من " منهاج السنة " يقول: إن الشيعة لا تعتني بالمساجد، فمساجدهم خالية من المصلين، غير عامرة بصلاة الجمعة والجماعة، وبعض الأحيان يحضر بعضهم في المسجد فيصلي فرادى!!
نوجه كلامنا الى اتباعه ونقول: أما تنظرون بأعينكم إلى مساجد الشيعة في العالم وهي عامرة أوقات الصلوات بكثرة المصلين وإقامة الجماعة بالمؤمنين؟!
وهذه إيران، وهي عاصمة الشيعة، نجد في كل مدينة منها، بل في كل قرية منها مساجد عديدة، مبنية بأحسن شكل وأجمل بناء وهندسة، وفي أكثرها، أو كلها، تقام الصلوات في أوقاتها جماعة.
ونوجه كلامنا الى علمائهم اذا كان فيهم عالم نقول: راجعوا كتبنا الفقهية سواء المفصلة أو المجملة ، كالرسائل العملية لمراجع ديننا ، تجدون فيها فصولا ومسائل كثيرة في ثواب الصلاة في المسجد وصلاة الجماعة، فإن ثوابها أضعاف الصلاة في البيت أو الصلاة فرادى.
ويستمر ابن تيمية في افترائه على شيعة أهل البيت (ع) في نفس الصفحة فيقول: الشيعة لا يحجون بيت الله الحرام كسائر المسلمين، وإنما حجهم يكون زيارة القبور، وثواب زيارة القبور عندهم أعظم من ثواب حج بيت الله الحرام، بل هم يلعنون كل من لا يذهب إلى زيارة القبور!!
والحال أنهم لو راجعو موسوعاتنا الفقهية، وكتبنا العبادية، لرأو مجلدات عديدة باسم: كتاب الحج، وهي تحتوي على آلاف المسائل عن كيفية أداء الحج وأحكامه ومسائله الفرعية.
وكل فقيه يقلده الناس في الأحكام الشرعية لابد أن ينشر كتابا باسم " مناسك الحج " حتى يعمل مقلدوه وتابعوه وفق ذلك.
ورأى جميع فقهائنا الكرام وعلمائنا الأعلام: أن تارك الحج ـ المستطيع الذي يترك الحج عنادا ـ كافر، يجب الاجتناب منه والابتعاد عنه، عملا بالآية الكريمة: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)(15).
والتزاما بالحديث الشريف: " يقال لتارك الحج: مت إن شئت يهوديا أو نصرانيا ".
فهل بعد هذا كله، يترك الشيعة حج بيت الله؟!
ثم بامكانهم أن يذهبوا عند قبور أئمة أهل البيت (ع) وهي أفضل المزارات عند الشيعة، ويسألوا الزائرين وحتى السوقيين منهم والقرويين: أن أداء الحج، أين يكون وكيف يكون؟؟ يسمعون الجواب منهم: إنه يكون في مكة المكرمة... إلى آخره.
ثم نجد هذا الرجل المفتري الكذاب، وهو: ابن تيمية، يتهم أحد مفاخر العلم والدين، وأحد كبار علماء المسلمين، وهو الشيخ الجليل، والحبر النبيل ، العلامة محمد بن محمد النعمان، المعروف بالشيخ المفيد (قدس سره)، فيقول: إن له كتابا باسم: " مناسك حج المشاهد " بينما لم يكن لفضيلة الشيخ المفيد هكذا كتاب وإنما له كتاب باسم: " منسك الزيارات " وهو في متناول الأيدي، ويحتوي على التحيات والعبارات الواردة قراءتها عند مشاهد ومراقد أئمة أهل البيت (ع).
ولو راجعو كتب الشيعة التي ألفت في الزيارات والمزارات يجدون فيها تأكيد المؤلفين على أن زيارة المشرفة والمراقد المتبركة، مندوبة وليست واجبة.
وإن أكبر دليل قاطع، وبرهان ساطع، على كذب ابن تيمية وافترائه علينا، نجد في كل عام عشرات الآلاف من الشيعة يحجون ويقصدون بيت الله الحرام في الموسم، ويحضرون في الموقف بعرفات والمشعر الحرام مع إخوانهم المسلمين من سائر المذاهب.
وقد ورد في كتب الأدعية عندنا أهل البيت (ع)، في أدعية شهر رمضان المبارك، أن يقرأ في الليل والنهار وفي الأسحار: اللهم ارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام، ولا تخلني من تلك المواقف الكريمة، والمشاهد الشريفة، و زيارة قبر نبيك والأئمة (ع).
ويقول الحاقد المعاند، في الجزء الثاني من كتابه " منهاج السنة ": الشيعة ينتظرون إمامهم الغائب، ولذلك في كثير من البلاد كمدينة سامراء، يذهبون إلى سرداب هناك ويهيئون فرسا أو بغلا أو غيره، ويصيحون وينادون باسم إمامهم ويقولون: نحن مسلحون ومهيئون لنكون معك ونقاتل بين يديك، فاظهر واخرج!!
ثم يقول: وفي أواخر شهر رمضان المبارك يتوجهون نحو المشرق وينادون باسم إمامهم حتى يخرج ويظهر.
ويستمر في خزعبلاته قائلا: ومن بينهم من يترك الصلاة، حتى لا تشغلهم الصلاة عن إدراك خدمة الإمام (ع) لو ظهر.
فهذه الأراجيف والكلام السخيف من ابن تيمية الجلف العنيف، ليس بعجيب، لكننا نتعجب من بعض علماء مصر وسوريا، الذين كنا نعتقد أنهم أهل علم وتحقيق لا أهل وهم وتحميق!! كيف قلدوا ابن تيمية وكرروا خزعبلاته الهزلية وكلماته الهستيرية.
مثل: عبد الله القصيمي في كتابه " الصراع بين الإسلام والوثنية ".
ومحمد بن ثابت المصري في كتابه " جولة في ربوع الشرق الأدنى ".
وموسى جار الله في كتابه " الوشيعة في نقد علماء الشيعة "
وأحمد أمين المصري في كتابيه: " فجر الإسلام " و " ضحى الإسلام ".
وغير هؤلاء من دعاة التفرقة والطائفية وأصحاب الجاهلية العصبية.
وهناك بعض الجاهلين منهم اشتهروا بالعلم والتحقيق، وانتشرت كتبهم، وأصبحت عندهم من المصادر المعتمدة حتى أخذتو كل ما جاء فيها حول الشيعة وجعلوها من المسلمات الحتمية.
منهم محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، وهو من علمائهم وكتابه " الملل والنحل " مشهور عندهم، وقد أصبح من مصادرهم المعتمدة، بينما أهل العلم والتحقيق يرفضون هذا الكتاب ولا يعتمدون عليه أبدا، لأنه مشحون بالأخبار الضعيفة، بل الأخبار الباطلة المخالفة للواقع!
فمثلا: ضمن وصفه للشيعة الاثني عشرية يقول: بعد الإمام محمد التقي، الإمام علي بن محمد النقي ومشهده في مدينة قم بإيران!!
بينما كل من عنده اطلاع عن تاريخ الإسلام وعلم الرجال، يعلم أن الإمام علي بن محمد النقي (ع) مرقده في مدينة سامراء بالعراق، وتعلوه قبة ذهبية عظيمة لامعة..
ومن هنا نعرف مدى علم الشهرستاني وتحقيقاته العلمية والتاريخية حول الشيعة!! فيسمح لنفسه أن ينسب إليهم أنهم يعبدون علي بن أبي طالب، وأنهم يعتقدون بتناسخ الأرواح والتشبيه، وما إلى ذلك، مما يدل على جهله وعدم اطلاعه على الملل والنحل!!
يكفينا هذا المقدار في هذا الإطار، وقد ذكرناه تمهيدا لذكر احاديثه ومفترياته الكاذبة وردها..
بعده سنقوم باستعراض نبذة عن الكذاب المدلس الاخر وهو ابو هرة..