أظهرت دراسة أجريت مؤخراً أن الاعتذار هو ممارسة إيجابية في مجملها، لكن ما دامت تخدم غاية مدروسة بموضوعية. فتقديم الاعتذار يطفئ الرغبة في الانتقام ويحولها إلى إرادة للتسامح ونسيان الأذى. وتقول أستاذة علم النفس في جامعة إلينوي الدكتورة جينيفر روبنولت، إن تقديم اعتذارات حقيقية وصادقة يحقق ثماراً إيجابية في قضايا المحاكم. وتضيف بأن مأثور الثقافة الشعبية والعرفية للأسف يشجع على تفادي الاعتذار باعتباره يمثل اعترافاً ضمنياً قد يضر بوضع المدعى عليه خلال مجرى المحاكمة.
وشملت الدراسة 550 شخصاً خلال مفاوضات تسوية في قضية افتراضية ضمت معتدى عليهم تعرضوا لإصابات جسدية خفيفة. وخلصت هذه الدراسة إلى أن تقديم الاعتذار يقلل حجم المطالب المادية عن التعويض، ويسهل التوصل إلى اتفاق بالتراضي. غير أن طبيعة الاعتذار تبقى ذات أهمية بالغة في هذا الإطار. فصيغ الاعتذار التي يعترف من خلالها الشخص بخطئه يكون لها تأثير أكبر مقارنة بتلك الاعتذارات التي يكتفي فيها المؤذي بالتعبير عن تعاطفه مع المتضرر دون اعترافه بتحمل المسؤولية.