|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 294
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 22
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
مدينة مشهد المقدسه
بتاريخ : 06-09-2006 الساعة : 05:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مدينة مشهد المقدّسة.. جوهرة في قلب التاريخ
الموقع التاريخيّ
يُعدّ المشهد الرضويّ المبارك أوّل مزار في إيران، ولا شكّ أنّه من المشاهد الإسلاميّة المقدّسة التي يُجلّها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وهو سابع مشهد في العالم الإسلاميّ كلّه بعد: مكّة والمدينة، والعتبات المقدّسة الأربع في العراق [النجف الأشرف، وكربلاء المعلاّة، والكاظميّة المشرّفة، وسامرّاء حيث مرقد الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام]. على أنّ هناك من يرى أنّ مشهد الإمام الرضا عليه السّلام يكون سادس المشاهد الشريفة، قبل المشهد العسكريّ.
ويمكن أن تُعتبر مدينة مشهد إلى حدٍّ ما وريثةَ «طوس» التي كانت موجودة هناك قبل الإسلام، والتي كثيراً ما يُعبّر بها عن المدينة (مشهد المقدّسة). وقديماً، كان قبر الإمام الرضا عليه السّلام، وليس قبر هارون، هو الذي جعل «سناباذ» أو (نُوقان) تشتهر في طول العالم الشيعيّ وعرضه، فنمت وتوسّعت بمرور الزمن من قرية صغيرة إلى مدينة تُسمّى بـ «المشهد».. وهكذا يأتي التعبير عن المدينة الملتفّة حول القبر الرضويّ المقدّس بأسماء عديدة، فيقول الصاحب بن عبّاد.
مشـهـدِ طُـهْرِ وأرضِ تقديسِ يا سـائـراً زائـراً إلى طوسِ
أكـرمِ رمسٍ لخـيـرِ مرموسِ أبلغْ سـلامي الرضا وحُطَّ على
ويقول رحمه الله أيضاً:
مبتـدِراً قـد ركض يـا زائـراً قد نَهضا
بطوسَ مولايَ الرضا أبـلغْ سلامي زاكيـاً
ويقول آخر، ولعلّه عليّ بن أحمد الخوافيّ:
يـا أرضَ طـوسٍ سقاكِ اللهُ رحمتَه ماذا ضَمِنتِ من الخيراتِ، يا طوسُ؟!
طابت بقاعُكِ فـي الـدنيا وطابَ بها شخصٌ ثوى بـ «سَناآبـادَ» مَرموسُ
أمّا ابن حوقل.. فهو يطلق على الروضة الرضويّة المباركة نفسها كلمة «مشهد» فقط، بينما يسمّيها ياقوت الحمويّ في (معجم البلدان) «المشهد الرضويّ»، ويرِد الاسم بالتعبير الفارسيّ هكذا: «مشهد مقدّس»، في حين يعبّر الرحّالة ابن بطّوطة عن المدينة بـ «بلدة مشهد الرضا». وقد لُوحظ في الكتابات الأدبيّة، لا سيّما في الشعر، اسم «طوس» فقط بدلاً من ذلك، أي طوس الجديدة التي اكتسبت أسمى شرف بأن كان فيها مضجع المولى الإمام عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه. (1)
وظلّت «سناباذ ـ مشهد» تزداد أهمّيّةً بازدياد الشهرة التي حظيَ بها المزار المقدّس خلال السنين والأجيال، وقد ضَعُف شأن طوس وهُجرت بعد الضربة القاصمة التي تلقّتها عام 791م على يد ميرانشاه أحد أولاد تيمورلنك، حيث قتل من سكّانها عشرة آلاف نسمة، أمّا الذين تمكّنوا من الهرب والنجاة بأنفسهم من تلك المجرزة الرهيبة فقد التجأوا إلى حماية المشهد الرضويّ، والتفّوا حوله وسكنوا عنده، فتُركت «طوس»، فيما أخذ المشهد الرضويّ مكانها، ليكون فيما بعدُ عاصمةً للمنطقة بأسرها.
والمعروف في السنين الأُولى من القرن الحادي عشر الهجريّ أنّ الحاكم محمود بن سبكتكين قد ظهر له الإمام عليّ عليه السّلام في الرؤيا وعاتبه قائلاً: إلى متى سيظلّ هذا على حاله ؟! فأيقن محمود هذا أنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام كان يقصد مِن كلامه مشهدَ الإمام الرضا سلام الله عليه، فبادر إلى تشييد بناء معتبر تعلوه قبّة عالية. وقد تمّ البناء بإشراف حاكم نيسابور، إلاّ أنّ البناية الثانية هذه سرعان ما هدمتها تجاوزات اللصوص والقبائل التركيّة آنذاك.
«المشهد» على أقلام الرحالة والمورّخين
ذكر المشهدَ الرضويّ المقدّس عدد من الرحّالة والمؤرّخين في القرون المتقدّمة، منهم: ابن حَوْقَل، وياقوت الحمَويّ، وابن بطّوطة، والإصْطَخريّ، وزكريّا بن محمّد القزوينيّ في (آثار البلاد)، وكذا الأمير زين الدين محمّد في (زينة المجالس)، والقاضي الشهيد نورالله التستريّ الحسينيّ في (مجالس المؤمنين)، وأحمد الرازيّ في (هَفْت إقليم) ـ أي الأقاليم السبعة ـ، وميرزا حسن الزنوزيّ في (رياض الجنّة).. وغيرهم.
وكان من المشاهدات المفصّلة ما ذكره الرحّالة المغربيّ ابن بطّوطة، حيث زار المشهد الرضويّ بعد تشييده بسنوات معدودة، فوجده مدينة كبيرةً كثيرة السكّان، ولاحظ قبّةً كبيرة تعلو المرقد الرضويّ وهي مزيّنة بستائر من حرير وشمعدانات من ذهب. كما لاحظ ابن بطّوطة تحت القبّة مقابل ضريح الإمام الرضا عليه السّلام قبر هارون الرشيد يُركل بالأرجل، ثمّ يذهب الزائرون بعد ذلك إلى ضريح المولى عليّ الرضا سلام الله عليه ليتبرّكوا به.
ومن الغربيّين، ذكر المشهدَ الرضويّ الشريف: «فورشاير» الرحّالة الإنجليزيّ، في المجلّد الثاني من رحلته، وكان مرّ بالمشهد سنة 1783م.
و «ماكدونال كينير» في كتابه (جغرافية إيران).
والرحّالة الإنجليزيّ «فيرو زور»، وقد مرّ بالمشهد في منتصف القرن التاسع عشر الميلاديّ.
والمتجوّل «هانوي» في رحلته إلى بلاد الروس وإيران سنة 1743م، وقد تمكّن من الدخول إلى المشهد الطاهر نفسه، وأفاض الكتابة في تاريخه القديم والحديث، حتّى أورد فصولاً شائقة عن البلدة، محصياً مدارسها وعدد طلاّبها، وذاكراً أوقافها وأجناسها.. إلى غير ذلك.
وذكر المشهدَ الرضويّ المنوّر أيضاً الدكتور «ريتر» الألمانيّ، أحد أساتذة جامعة برلين، ومن أعضاء المجمع العلميّ هناك، وذلك في كتابه (خطط إيران)، معتمداً على ما قاله «فيرو زور».
و «المسيو كنولي»، وكان مرّ بالمشهد المبارك مجتازاً إلى الهند عام 1823م.
و «المسيو فريه» الرحّالة الفرنسيّ، مارّاً به عام 1845م، وقد أورد نبذةً من تاريخ المشهد الرضويّ الطاهر في المجلّد الأوّل من رحلته.
وكتب الدكتور «دونالسون» فصلاً خاصّاً بالمشهد الرضويّ، وذلك في كتابه:
.The Shi ' Ite Religion. A History oF Islam in Persia & Iraq Cluzac, London 1933
وقد حمل الفصل هذا العنوان: المشهد القَصيّ في خراسان، جاء فيه ما ترجمته:
إنّ دفن الإمام الرضا عليه السّلام في مكان قصيّ مثل «طوس» قد حظي بنصيبه الأوفى من الرعاية والاهتمام في أخبار الشيعة. حتّى لَيُقال: إنّ النبيّ محمّداً نفسه قال مرّة: «ستُدفَنُ بضعةٌ منّي بخراسان، ما زارها مؤمنٌ إلاّ أوجب الله له الجنّة وحرّم جسده على النار». ويُنسب إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أنّه تنبّأ نبوءة جليلة حين قال: «يُقتَل ابن من أبنائي مسموماً في خراسان، ويكون اسمه اسمي، واسم أبيه موسى»، ويقول بعد ذلك: مَن زار ضريحه يغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ولو كانت ذنوبه بعدد النجوم وقطرات المطر، أو بعدد أوراق الشجر، لَغُفرت جميعها له».
والمنقول أنّ الإمام موسى بن جعفر، والد الإمام الرضا عليهما السّلام، كان يقول جازماً: «يُقتَل عليٌّ آبني بالسمّ ظلماً وعدواناً، ويُدفن إلى جنب هارون».
أمّا في دائرة المعارف الإسلاميّة:
فقد جاء أنّ المشهد الرضويّ هو عاصمة خراسان الإيرانيّة، وأعظم مزار من مزارات الشيعة في إيران. يقع على ارتفاع 300 قدم فوق سطح البحر، في وادي «كشف رود» الذي يتراوح عرضه بين عشرة أميال إلى خمسة وعشرين ميلاً، ويمتدّ من الجهة الشماليّة الغربيّة إلى الجهة الجنوبيّة الشرقيّة.
واخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين
|
|
|
|
|