عن أبي خالد الكابلي قال: قال لي علي بن الحسين عليهما السلام : يا أبا خالد لتأتين فتن كقطع الليل المظلم لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه ، أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ، ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة . كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان ، في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل أمامه ، معه راية رسول الله صلى الله عليه وآله قد نشرها ، لا يهوي بها إلى قوم إلا أهلكهم الله عز وجل)
المصدر امالي الشيخ المفيد
الفتن كثيرة جداً خاصة في هذه الايام وليس الكلام في باب الفتن انما
الكلام في هذا الصنف
لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه ، أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ، ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة
نعم الكلام حول المال فالمال من الاشياء المحبوبة جداً الى بني ادم قال الله عز وجل في كتابه الكريم
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا
نكمل الاية الكريمة
وَأَقَامَ الصَّلَاةَ
الامام الصادق عليه السلام يقول إنّما شيعتنا يُعرفون بخصال شتّى: بالسّخاء والبذل للإخوان، وبأن يُصلّوا الخمسين ليلاً ونهاراً
وعنه عليه السلام ايضاً
قال الصادق (عليه السلام): امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وعند أسرارهم كيف حفظهم لها عند عدوّنا، والى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها
كلام الامام الصادق عليه السلام يشرح الاية الكريمة وهو واضح كما ترى بذل المال وهو من الاشياء المحبوبة الى بني ادم و المحافطة على اوقات الصلاة نسال الله التوفيق لان نكون ممن يبذل المال ويحافظ على الصلوات
وَآتَى الزَّكَاةَ
قال الصادق (ع) : على كلّ جزءٍ من أجزائك زكاةٌ واجبةٌ لله عزّ وجلّ ، بل على كلّ شعرةٍ ، بل على كلّ لحظةٍ : فزكاة العين : النظر بالعبرة ، والغضّ عن الشهوات وما يضاهيها . وزكاة الأذن : استماع العلم ، والحكمة ، والقرآن ، وفوائد الدين من الحكمة والموعظة والنصيحة ، وما فيه نجاتك بالإعراض عما هو ضده من الكذب والغيبة وأشباهها . وزكاة اللسان : النصح للمسلمين ، والتيقّظ للغافلين ، وكثرة التسبيح والذكر وغيره . وزكاة اليد : البذل والعطاء والسخاء بما أنعم الله عليك به ، وتحريكها بكتبة العلوم ، ومنافع ينتفع بها المسلمون في طاعة الله تعالى ، والقبض عن الشرور. وزكاة الرجل : السعي في حقوق الله تعالى من زيارة الصالحين ، ومجالس الذكر ، وإصلاح الناس ، وصلة الرحم ، والجهاد ، وما فيه صلاح قلبك ، وسلامة دينك . هذا مما يحتمل القلوب فهمه ، والنفوس استعماله ، وما لا يشرف عليه إلا عباده المقرّبون المخلصون أكثر من أن يحصى ، وهم أربابه وهو شعارهم دون غيرهم
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا
قال رَسُولُ اللهِ - صلّي الله عليه و آله اَقْرَبُکمْ غَداً مِنّي فِي الْمَوْقِفِ اَصْدَقُکمْ لِلْحَديثِ وَ اَدّاکمْ لِلأمانَةِ وَ اَوْفاکمْ بِالْعَهْدِ
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه. وفي حديث آخر قال: قلت: ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعا؟ فقال: التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم، لا يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه، إن رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ عاف عن الناس، والله يحب المحسنين
قال الامام الصادق عليه السلام : ليس من شيعتنا مَن لم يصلِّ صلاة اللّيل
جاء جبرائيل عليه السلام إلى النبيّ صلى الله عليه واله فقال : يا محمّد!.. عشّ ما شئت ، فإنّك ميّتٌ .. واحبب مَن شئت ، فإنّك مفارقه .. واعمل ما شئت ، فإنك مجزيٌّ به .. واعلم أنّ شرف الرجل قيامه باللّيل ، وعزّه استغناؤه عن الناس
فتنبه جداً ايها السالك في طريق التقوى لمسالة الانفاق والصلاة
المراد بالمجيء بالصدق الإتيان بالدين الحق و المراد بالتصديق به الإيمان به و الذي جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تفسير الميزان للسيد الطباطبائي رحمه الله واسكنه فسيح جناته
عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لكل شئ شئ يستريح إليه وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطائر إلى شكله، أو ما رأيت ذاك
وقد ورد في الحديث عن اهل البيت عليهم الصلاة والسلام
قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام أطيلوا السّجود ، فما من عمل أشدّ على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجداً ، لأنّه أُمر بالسجود فعصى ، وهذا أُمر بالسجود فأطاع ونجا
قال الباقر عليه السلام : كان لأبي عليه السلام في موضع سجوده آثاره ناتئة ، وكان يقطعها في السّنة مرّتين ، في كلّ مرّة خمس ثفنات ، فسمّي ذا الثفنات لذلكيَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
الصادقين يبتغون فضلاً من الله عز وجل و رضواناً كما ورد في اية اخرى في كتاب الله عز وجل
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وعنده جماعة من أصحابه: اللهم لقني إخواني مرتين، فقال من حوله من أصحابه: أما نحن إخوانك يارسول الله؟ فقال: لا، إنكم أصحابي، وإخواني قوم من آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني ، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، لأحدُهم أشدُّ بُقيَةً على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء ، أو كالقابض على جمر الغضا ، أولئك مصابيح الدجى ، ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة
عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال: (كونوا كالنحل في الطير، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو علمت الطيرُ ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون (ظهور المهدي عليه السلام) حتى يتفل بعضكم في وجهوه بعض، وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين، وحتى لا يبقى منكم ـ أو قال من شيعتي ـ إلا كالكحل في العين والملح في الطعام... وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئاً
فاحذر ايها السالك في طريق التقوى ان تتفل في وجه البعض او ترمي الناس بالكذب وكما في رواية اخرى اللعن والكفر
عن الامام الحسن عليه السلام لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض ويلعن بعضكم بعضاً ويتفل بعضكم في وجه بعض وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض
هذه المسالة موجوة اليوم وهي في بدايتها نسال الله النجاة والسلامة
من هم شيعة اهل البيت عليهم الصلاة والسلام
قال الباقر عليه الصلاة والسلام يا أبا المقدام !.. إنّما شيعة عليّ عليه السلام الشاحبون الناحلون الذابلون ، ذابلة شفاههم ، خميصة بطونهم ، متغيّرة ألوانهم ، مصفرّة وجوههم ، إذا جنّهم الليل اتّخذوا الأرض فراشاً ، واستقبلوا الأرض بجباههم ، كثيرٌ سجودهم ، كثيرةٌ دموعهم ، كثيرٌ دعاؤهم ، كثيرٌ بكاؤهم ، يفرح الناس وهم محزونون
قال الصادق عليه السلام كان علي بن الحسين عليه السلام قاعداً في بيته إذ قرع قومٌ عليهم الباب فقال : يا جارية !.. انظري مَن بالباب ؟.. فقالوا : قوم من شيعتك ، فوثب عجلاً حتّى كاد أن يقع ، فلمّا فتح الباب ونظر إليهم رجع ، فقال : كذبوا فأين السمت في الوجوه ؟.. أين أثر العبادة ؟.. أين سيماء السجود ؟.. إنّما شيعتنا يُعرفون بعبادتهم وشعثهم ، قد قرحت العبادة منهم الآناف ، ودثرت الجباه والمساجد ، خمص البطون ، ذبل الشفاه ، قد هيّجت العبادة وجوههم ، وأخلق سهر اللّيالي وقطْع الهواجر جثثهم ، المسبّحون إذا سكت الناس ، والمصلّون إذا نام الناس ، والمحزونون إذا فرح الناس ، يُعرفون بالزهد ، كلامهم الرحمة ، وتشاغلهم بالجنّة
وصية الامام الحسن العسكري عليه الصلاة والسلام لشيعته
اوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث واداء الأمانة الى من ائتمنكم من برّ أو فاجرٍ، وطول السجود وحسن الجوار، فبهذا جاء محمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم).. فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة وحسّن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعيّ فيسرّني ذلك. اتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا الينا كل مودة، وادفعوا عنّا كل قبيح، فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حق في كتاب الله، وقرابة من رسول الله، وتطهير من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلاّ كذّاب، اكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات، احفظوا ما وصيتكم به واستودعكم الله، واقرأ عليكم السلام
قال الامام الباقر عليه السلام : يا جابر !.. أيكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟!.. فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يُعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع و الأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبرّ بالوالدين ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة ، والغارمين ، والأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكفّ الألسن عن الناس ، إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء . قال جابر : فقلت : يا بن رسول الله!.. ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة ، فقال (ع) : يا جابر!.. لا تذهبنّ بك المذاهب ، حَسْب الرجل أن يقول : أحب علياً وأتولاه ، ثم لا يكون مع ذلك فعّالاً ؟.. فلو قال : إني أحب رسول الله (ص) - فرسول الله (ص) خير من علي (ع) - ثم لا يتبع سيرته ، ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عزّ وجلّ وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته. يا جابر!.. فوالله ما يُتقرّب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد من حجة ، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليُّ ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدوّ ، ولا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع
ختامه مسك خطبة الامام علي عليه الصلاة والسلام في وصف المتقين
عباد اللَّه إنّ من أحبّ عباد اللَّه إليه عبدا أعانه اللَّه على نفسه فاستشعر الحزن و تجلبب الخوف فزهر مصباح الهدى في قلبه و أعدّ القرى ليومه النّازل به ، فقرّب على نفسه البعيد و هوّن الشّديد . نظر فأبصر و ذكر فاستكثر و ارتوى من عذب فرات سهّلت له موارده ، فشرب نهلا و سلك سبيلا جددا . قد خلع سرابيل الشّهوات ، و تخلّى من الهموم ، إلاّ همّا واحدا انفرد به فخرج من صفة العمى و مشاركة أهل الهوى و صار من مفاتيح أبواب الهدى و مغاليق أبواب الرّدى قد أبصر طريقه و سلك سبيله و عرف مناره و قطع غماره و استمسك من العرى بأوثقها ، و من الحبال بأمتنها فهو من اليقين على مثل ضوء الشّمس قد نصب نفسه للَّه سبحانه في أرفع الأمور من إصدار كلّ وارد عليه و تصيير كلّ فرع إلى أصله . مصباح ظلمات كشّاف عشوات مفتاح مبهمات دفّاع معضلات دليل فلوات يقول فيفهم و يسكت فيسلم قد أخلص للَّه فاستخلصه فهو من معادن دينه و أوتاد أرضه . قد ألزم نفسه العدل فكان أوّل عدله نفي الهوى عن نفسه يصف الحقّ و يعمل به لا يدع للخير غاية إلاّ أمّها و لا مظنّة إلاّ قصدها قد أمكن الكتاب من زمامه فهو قائده و إمامه يحلّ حيث حلّ ثقله و ينزل حيث كان منزله