من امجاد الشيعة في الصين . جونغ هو . تاريخ لم تعرفه .
بتاريخ : 04-03-2014 الساعة : 02:25 AM
من أمجاد الشيعة في الصين . جونغ هو.
مصطفى الهادي.
في بقعة هادئة في مدينة صغيرة تقع على ضفاف نهر كبير (1 ) متصل ببحر الصين العظيم ولد (جونع هو) قد لانعرف عن سيرته في أيام طفولته إلا القليل لما تعرض له سكان هذه المنطقة من اضطهاد عظيم استمر منذ مئآت السنين وحتى زمن الشيوعية التي استأصلت ما تبقى منهم إلا اسماء متناثرة بقيت متسترة في انحاء هذه المملكة الاسلامية التي تركت بصماتها على تاريخ البحار في ا...لعالم على يد الشاب الشيعي المغامر ( جونغ هو).
فما هي قصة هذا المغامر البطل ؟
للشيعة فضل كبير واثر فعّال في مسيرة البشرية منذ وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحتى يوم الناس هذا . لابل ان تأثير الشيعة على الاحداث الكونية يتمحور حول مسألة عقيدة المهدي عليه السلام المصلح العالمي الذي سوف ينبثق منهم حيث يأتي منقذا عندما تشعر البشرية باليأس كما يقول تعالى : (( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجّي من نشاء)). (2)
آثار الشيعة وتأثيرهم امتد ليشمل كل زوايا الأرض ، وهدفنا في هذا البحث هو الصين حيث برزت مملكة (تشانغله) الشيعية (3) في مقاطعة فوجيان بالصين والتي كانت ساكنة زمنا طويلا حتى زمن قيام اسرة (مينغ)القوية حيث برز من بينهم الامبراطوران (يونغ لو وسواندي) حيث قام هذان الامبراطوران ببناء اضخم اسطول بحري في العالم وهو الأكبر على مر القرون الخمسة التي تلت حكمهما بحيث لم تستطع اي امة أن تبني اسطولا بهذا الحجم الذي كان يضم أكثر من (200) سفينة حربية وسفن امداد يعمل على ظهر هذا الاسطول (27,000) الف بحار على مختلف صنوفهم (جنود ، تجار ، عمال صيانة) وغيرهم . وحتى زمن الحرب العالمية الأولى كان هذه الاسطول هو الاكبر على مر التاريخ والذي بلغ به (جونغ هو) مرافئ في الشرق الأقصى والمحيط الهندي وصولا إلى شرق افريقيا.
قام هذا الاسطول بسبع رحلات كبيرة بين عامي 1405 ـ 1423 ميلادية .
لم يكن يعرف احد ما هو دين هذه المنطقة نظرا للتكتم الشديد الذي كان يقوم به ملوك هذه الاسرة لأن الحملات التنصيرية كانت على اشدها وكان الاباطرة الوثنيين في صراع مع من حولهم للقضاء عليهم او تحويلهم للدين الوثني ولكن على ما يبدو ان الدين الاسلامي والتشيع بالخصوص تسلل إلى هذه المنطقة نظرا لقربها من شواطئ بحر الصين حيث تقع على بعد عدة كيلومترات منه على شاطئ نهر كبير كانت تمخر فيه السفن ذهابا وإيابا نحو بحر الصين والعمق الصيني فكان للتجار الإيرانيين صولات وجولات في هذه المنطقة.
امر الامبراطوران ببناء هذا الاسطول الشبيه بسفن التجار الإيرانيين وعند اكتمال الاسطول امر الامبراطور يونغ وأخي سواندي البحار المغامر ( جونغ هو) والتي اكدت كل المراجع على انه كان الساعد الايمن للامبراطور وانه كان مسلما من جنوب غرب الصين.
حمل هذا الشاب رسالة الامبراطور إلى العالم فقد كان سفيرا للنوايا الحسنة ولثقافة دولة قوية حاولت الاتصال باخوانهم المسلمين في البقاع الاخرى من العالم ، فقد قدم (جونغ هو) هدايا رائعة ودعما سياسيا إلى كل الحكام المرحبين به وعلى اثر هذه الرحلة أرسل عشرات الحكام من مختلف اصقاع المحيط الهندي وما خلفه سفراء إلى الصين لاقامة علاقات طيبة مع هذه المملكة القوية. وقد استطاع جونغ هو ان ينقل للعالم عظمة الحضارة الصينية في تلك المنطقة ، في القرن الخامس عشر الميلادي. (4)
إلا ان انتشار صيت هذه المملكة جعل ( الكونفوشيوسيون) ينتبهون لها حيث قضت عليها حملات هؤلاء الوثنيين المتتالية ، وبذلك استطاعوا ان يسدلوا الستار على عظمىة منطقة اسلامية ،وقاموا بتدمير كل سجلاتها واستمر ذلك حتى زمن الانفراج الصيني في اوائل التسعينات حيث ظهر للعالم بعض ما كان مخفيا من عظمة هذه المنطقة وتعرفوا على اسطول جونغ هو البحار الصيني المسلم .
المراجع .
- حيث تقع على ضفاف نهر جينان ريفر بالانكليزية . Fuqing Snack Techang1- مدينة
2- سورة يوسف آية : 110 .
3- كان الوجود الشيعي قديم في إيران سبق قيام الدولة الصفوية ، حيث يذكر المؤرخون ان الحجاج بن يوسف الثقفي قام بتهجير الكثير من القبائل الشيعية ما وراء النهر (إيران) وكذلك هروب الكثير من ذرية الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى إيران خراسان وما ورائها حتى الصين ويذكر السفير البرتغالي في الصين (بيريس تومي) الذي زار إيران في سنة 1511 الوجود القوي للشيعة انظر كتاب كنز للشاعر عمراني الذي الفه ديفيد بيروشالمي ، وهو عن الشاعر اليهودي الفارسي عمراني.
4- تقول الدكتورة فايزة كاب في بحثها المنشور على الانترنت تحت عنوان : العلاقات الصينية العربية : كانت جزيرة العرب هي المنطقة الرئيسية للتجارة التي قام تشنغ هو في المحيط الهندي، كما كانت هرمز إحدى نقاط الارتكاز التجارية الثلاث لأسطوله. وقد أدى تشنغ هو فريضة الحج في بيت الله في مكة كما قاموا برسم الكعبة والعودة بهذا الرسم إلى البلاط الإمبراطوري.