إن ذكاء المعصوم عبارة عن قابليات فائقة يعيشها في ذاته دون أن تتصدع يوما من الأيام، لأنه دائما يعيش الصفاء والنقاء الروحي وأرقى درجات الفاعلية العقلية من جراء الاخلاص في العبادة والاهتمام بالجانب الروحي، وهكذا كانالحسن.
فيروى أن الحسن كان يحضر مجلس رسول الله() وهو ابن سبع سنين أو أقل فيسمع خطاب النبي() وآيات القرآن النازلة توا ثم يأتي والدته الطاهرة في البيت فيلقي إليها ما سمعه دون زيادة أو نقصان وعندما يرجع الوالد الكريم الإمام علي إلى بيته يجد زوجته لديها اطلاع تام بخطاب النبي() وعندما يسألها عن ذلك تقول له: من ولدك الحسن.
فتخفى الإمام علي يوما في الدار وتوارى عن انظار الحسن، فذهب الإمام الحسن كعادته إلى المسجد وسمع ما سمع من النبي() ثم عاد إلى الدار وأراد أن يخبر والدته فأرتج عليه وتلكأ فعجبت أمه من ذلك،فقال: أن كبيرا يسمعني، فخرج الإمام علي وقبله وضمه إليه.