اخوتي الطلبة والطالبات أشاطركم العزاء في بداية العام الدراسي الجديد، عام من أعوام « احفظ وانجح»
أعزيكم ونظامنا التعليمي لا يبارح التلقين والتكرار يفهم الشطار! معلومات مكررة ومقررات ثقيلة ومستقبل وظيفي مجهول!
أعزيكم في مبانيكم المستأجرة! وهل أصلحت المكيفات المكسرة والصنابير المعطلة وهل لديكم ماء بارد يكفيكم! وأعزيك يا من كان فصلك في المقلط! ربما كنت أوفر حظاً ممن كان فصله في المطبخ.! لن أسألكم ما هي سنة صنع كمبيوتراتكم ولن أسألكم عن مساحة ملاعب مدرستكم لأني أتيت هنا لتقديم مراسم العزاء فقط!
مطلوب من وزارة التربية والتعليم أن تستفيد من الطفرة الاقتصادية التي تعيشها المملكة حالياً وتبني كامل مدارسها بمبان نموذجية وأن لا ترتكب غلطة وزارة المعارف في الثمانينات حينما لم تستفد من فوائض الميزانية حينها فانتهت مدارسنا في مبان مستأجرة كحيانة.
أعزي أولياء الأمور على أقساط المدارس الأهلية التي تقص الظهر وهي لا تختلف عن المدارس الحكومية إلا في حمامات نظيفة، ومقدرة ولي الأمر على مقابلة مدرس ابنه!
أعزي معلمينا ومعلماتنا السعوديين في المدارس الأهلية وما يعانونه من رواتب زهيدة وأعباء ثقيلة وسوء تعامل، وأعزي معلمة رياض الأطفال السعودية التي ستسلمها مشرفة الروضة (غير السعودية) فصلا من جدران فقط لتقوم بتأثيثه بميزانية باهظة من جيبها وهي بعد لم تستلم راتبها الزهيد والروضة استلمت 18 ألف ريال رسوما سنوية عن الطفل الواحد وقبول مع حب الخشوم! ووزارة العمل تكاد تطبق مقولة « لو أن خادمةً عثرت في العراق!» ووزارة التربية والتعليم وعدت في وقت سابق بأنها ستلحق بكل مدرسة ابتدائية للبنات روضة أطفال لأهمية هذه المرحلة ولكنها وعود طارت مع وعود أخرى، والسعوديون عموماً لا يأبهون لمرحلة الروضة مع أنها هي المرحلة التي تتشكل فيها أذهان أطفالهم.
أعزي اخواننا واخواتنا الطلبة والطالبات الذين لم تقبلهم الجامعات السعودية وأقول لمديري الجامعات في المملكة لكم في مصر الشقيقة عبرة، مصر ذات السبعين مليون مواطن والستة ملايين عاطل، مازالت تقبل كل الطلاب المصريين حتى أصحاب معدلات 59% و60%..... هذه المعدلات التي أحس أن ثانوياتنا لم يعد يتخرج منها أحد بهذه النسب. لم يتحججوا في مصر الشقيقة بأن المقاعد شحيحة! ولم يتحججوا بأن خريجي الكليات النظرية هم سبب البطالة! هل كانت خريجة الـ 99% بحاجة إلى فزعة جريدة (اليوم) لكي تقبلها كلية الطب في جامعة الملك فيصل؟
لي أصدقاء عملوا في إدارة جامعات محلية يقولون ان جامعاتنا تستوعب أعداد طلبة أكبر ولكن تعنت مسئولي الجامعات السعودية يحول دون قبول أعداد أكبر.
وجود أبنائنا في الجامعات في هذه السن الحرجة من 18إلى 22 سنة ضروري جداً ويحميهم من مغبات الانحراف في الإدمان أو الإرهاب، القهر والظلم الناتج من التبطح في القهاوي والملاحق قد يؤدي إلى مزالق كثيرة. أن يستطيع الشاب أن يرفع رأسه أمام ملاقيف المجالس ويجاوبهم حينما يسألونه أين يدرس فيخبرهم باسم جامعته بكل اعتزاز فهذا يحمي شبابنا وبلادنا من المهالك.
أقول لمديري الجامعات في المملكة اقبلوا الطلبة والطالبات بأي معدلات لأن مقابل حيطان المنزل عاقبته وخيمة ولا تصدقوا أن خريجي الكليات النظرية هم سبب البطالة فالبطالة طالت خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، سبب البطالة في المملكة هي عدم تطبيق سياسات الحد الأدنى للأجور المعمول بها في أوروبا وأمريكا وبدونها لن يكون هناك قضاء على البطالة في المملكة، وأبناؤنا لن يعملوا سفرجية شاءت وزارة العمل أم أبت.
الجامعة للتعلم وليست للوظيفة فقط والأرزاق بيد الله، دعوا أبناءنا وبناتنا يدرسون علم نفس فعلى الأقل يعالجون المرضى النفسيين الذين يملأون المجالس والمقاهي ودعوهم يدرسون الأدب فما قيمة أمة بلا أدب ودعوهم يدرسون التاريخ فالتاريخ وحده هو الذي يخبرنا كيف تنهار الأمم، المهم لا تجعلوا أبناءنا وبناتنا ينهارون وحدهم بين الحيطان ينهشهم الفراغ والقهر والموت،