ما عندي !!
كلّما تكلّمنا عن الحياة والأمور المعيشية بالذات, كان يقول الوضع المعيشي صعب و الأسعار ارتفعت والحياة أصبحت متطلباتها كثيرة و.. و...
مع أن وضعه جيّد ولله الحمد وليس محتاج, وكثير ما كان يكرر كلمة (ما عندي) لا يوجد عندي.
قلت له: نعم .. الحياة دائماً فيها السهولة وفيها الصعوبة, والناس في كل مكان أوضاعهم المعيشية مختلفة فيوجد من وضعه ممتاز ويوجد المتوسط ويوجد الضعيف, ونحن على وضعنا إلا أن حالنا أحسن من كثير من الناس, طبعاً مع وجود الفقراء والمحتاجين.
لنرى هل أنت لا تملك شيء فعلاً لكي تكرر كلمة(ما عندي)؟
أنت لديك منزل تسكن فيه, وهناك من يسكن في الشارع.
أنت تأكل اللحوم بأنواعها طوال أيام الشهر في وجبة الغداء والعشاء, وهناك الكثير لا يأكلون اللحم إلا أيام معدودة في بداية الشهر.
أنت لديك أنواع من الملابس في خزانتك, وهناك من لا يملك إلا ثوب واحد فقط.
أنت لديك غرفة وسرير تنام عليه, وهناك من سريره الأرض يفترشها وينام عليها.
أنت تنام مطمئن في أمان, وهناك من يعيش في خوف وقلق من القتل والسرقة والاعتداء.
حتى إذا كان وضعك المعيشي بسيط و لا تملك إلا فلساً واحداً أو حتى لا تملكه أنظر إلى صحتك إلى حياتك ستجد نِعم الله كثيرة.
الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله) يقول في وصّيته لأبي ذر الغفاري: وإن نِعم الله أكثر من أن يحصيها العباد.
وأنت تكرر طوال الوقت(ما عندي) هذا كفران بالنِعمة, انتبه !! فهذه أول خطوة لزوال النِعمة, و المشكلة أن كثير ممن يقولون كلمة (ما عندي) وضعهم جيد وليسوا محتاجين.
أشكُر الله سبحانه وتعالى على نِعمه وأذكُرها دائماً (وأمَّّا بنِعمةِ ربّك فحَدِّث) وأحمده على كل حال فالشكر والحمد من أعظم الواجبات.
يقول الإمام جعفر من محمد الصادق(عليه السلام): ما أنعم الله على عبد من نعمه فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهراً بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد.