نرفع اسمى ايات التهاني والتبركات الى مقام صاحب العصر والزمان والمراجع العظام بحلول شهر الله رجب الاصب الذي تصب فيه الرحمة صبا ، الشهر الذي استهل هلاله بولادة الامام الباقر (ع) واكتمل بدره بولادة سيد الموحدين (ع) . واليك بعض فضائل هذا الشهر الكريم وفقنا الله واياكم العمل فيه .
عن علي بن سالم عن أبيه قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في رجب وقد بقيت أيام فلما نظر إلي قال لي يا سالم هل صمت في هذا الشهر شيئا قلت لا والله يا بن رسول الله ( ص ) قال لي : لقد فاتك من الثواب ما لا يعلم مبلغه إلا الله عز وجل إن هذا الشهر قد فضله الله وعظم حرمته واوجب للصائمين فيه كرامته قال : قلت له يا بن رسول الله فان صمت مما بقى شيئا هل أنال فوزا ببعض ثواب الصائمين فيه ؟ فقال يا سالم : من صام يوما من آخر هذا الشهر كان ذلك أمانا له من شدة سكرات الموت وأمانا له من هول المطلع وعذاب القبر ومن صام يومين من آخر هذا الشهر كان له بذلك جواز على الصراط ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر أمن يوم الفزع الاكبر من أهواله وشدائده واعطى براءة من النار
و قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا ان رجب شهر الله الاصم وهو شهر عظيم وانما سمى الاصم لانه لا يقارنه شهر من الشهور عند الله عز وجل حرمة وفضلا وكان أهل الجاهلية يعظمونه في جاهليتها فلما جاء الاسلام لم يزدد إلا تعظيما وفضلا الا وان رجب ( شهر الله )
وبعد ان ذكر رسول الله (ص) فضائل شهر رجب .... قيل يا نبي الله فمن عجز عن صيام رجب لضعف أو لعله كانت به أو امرة غير طاهرة يصنع ماذا ؟ لينال ما وصفت قال : يتصدق في كل يوم برغيف على المساكين والذي نفسي بيده إنه إذا تصدق بهذه الصدقة فينال ما وصفت واكثر ، انه لو اجتمع جميع الخلائق على أن يقدروا قدر ثوابه من أهل السموات والأرضين ما بلغوا عشر ما يصيب في الجنان من
الفضائل والدرجات قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله : فمن لم يقدر على هذه الصدقة يصنع ماذا ؟ لينال ما وصفت قال : فيسبح الله عز جل كل يوم من رجب إلى تمام ثلاثين يوما بهذا التسبيح مأة مرة : سبحان الاله الجليل سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان الأعز الأكرم سبحان من لبس العز وهو له أهل :
وعن الامام جعفر بن محمد بن علي عليه السلام يقول : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين الرجبيون فيقوم اناس يضئ وجوههم لأهل الجمع على رؤسهم تيجان الملك مكللة بالدر والياقوت مع كل واحد منهم الف ملك عن يمينه والف ملك عن يساره يقولون هنيئا لك كرامة الله عز وجل يا عبد الله ، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله : عبادي وأمائي وعزتي وجلالي لاكر من مثواكم ولا جزلن عطاكم ( عطاياكم ) ولاوتينكم من الجنة غرفا تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين أنكم تطوعتم بالصوم لي في شهر عظمت حرمته وأوجبة حقه ملائكتي أدخلوا عبادي وامائي الجنة ثم قال جعفر بن محمد عليه السلام : هذا لمن صام من رجب شيئا ولو يوما واحدا في ( من ) أوله أو وسطه أو آخره.