|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
: توقيعٌ مَهدوي مُقدَّس: في سؤال وجواب :
بتاريخ : 09-02-2013 الساعة : 03:50 PM
: توقيعٌ مَهدوي مُقدَّس:
في سؤال وجواب :
============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
ورد في أحد التوقيعات من الناحية المقدسة
أي:الإمام المهدي:عليه السلام:
: ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم ، والإشفاق
عليكم ، لكنَّا عن مخاطبتكم في شغل فيما قد امتُحِنا به من منازعة الظالم العتل الضال المتتابع في غيه المضاد لربه الداعي ما ليس له الجاحد حق من افترض الله طاعته الظالم الغاصب :
.الغيبة:الطوسي : 286
:الأسئلة:
=====
:1:
إنَّ محبة الامام لصلاح الأمة بل الناس أجمعين بلا شك هي عامة
ولكن هل كان الكلام موجه إلى باعث الرسالة خاصة
أم هو عام لكل المؤمنين ؟
:2:
الشغل الذي ذكره الإمام :عليه السلام: في هذا المقطع
كان محاربة الظالم
فهل هذا مقتصرٌ على الزمن الذي صدر فيه التوقيع الشريف
أم هو شاملٌ لكل العصور بما فيه عصرنا ؟
:3:
ماذا يترشح عن هذا المقطع لو ثبتَ أنه عام وشامل لكل عصر ؟
الأجوبة:
====
:1:
إنَّ سبب صدور هذه المُكاتبة أو الرسالة من جهة
الإمام المهدي:عليه السلام: إنما كان بسبب نزاع حصل
بين ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف
:أي الإمام المهدي:عليه السلام:
فذكر ابن أبي غانم أنَّ أبا محمد
الإمام الحسن العسكري:عليه السلام :
مضى ولا خلف له :أي لم يلد له مولود ا بحسب الزعم الباطل:
ثم إنَّ الشيعة كتبوا في ذلك كتاباً وأنفذوه إلى
الناحية المُقدّسة وأعلموه بما تشاجروا فيه
فورد جواب كتابهم بخطه عليه وعلى آبائه السلام :
هذا ما ذكره الشيخ الطوسي :رحمه الله :في سلسلة سند الرسالة والتي صرّح بوثاقتها صدوراً .
:2:
بما أنَّ الرسالة هي نص ودليل لفظي ورد من إمام معصوم
مثل الإمام المهدي:عليه السلام:
فيُحمل المفاد والنتيج على الإطلاق تمسكاً بأصالة الإطلاق .
نعم وإن ورد المورد في صورة حادثة شخصية وجزئية
لكن المورد لايُخصص الوارد .
وواقعاً إنَّ الذي بعث الرسالة وطلب الجواب من الإمام المهدي :ع:
هم جماعة من الشيعة لا شخص واحد
فيبقى إمكان الإطلاق والشمول والإستيعاب مُنحفظاً في قصده ودلالته وأثره .
ليشمل الجماعة المخصوصة من الشيعة آنذاك ومن بلغهم ويبلغهم نص الرسالة في عصرنا هذا وما بعده .
:3:
أما بالنسبة للسؤال
بأنَّ الشغل الذي ذكره الإمام المهدي
:عليه السلام: في هذا المقطع كان منازعة الظالم
فهل هذا مقتصر على الزمن الذي صدر فيه التوقيع الشريف
أم هو شاملٌ لكل العصور بما فيه عصرنا ؟
والجواب
=====
نعم إنَّ الإمام المهدي:عليه السلام: بحسب إخبارات التأريخ
وبناء العقيدة الإمامية الحقة
كان السبب الرئيس في غيبته
هو خوف القتل من قبل ظلمة الوقت آنذاك
وقد صرّح الشيخ المفيد :رضوان الله تعالى عليه :
بحقيقة ولادة الإمام المهدي:ع:
وملابسات الوضع الإستثنائي آنذاك
فقال :
:وخلَّفَ أبنه المُنتَظَر لدولة الحق وكان:الإمام العسكري:ع:
قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وشدّة طلب سلطان الزمان له
وإجتهاده في البحث عن أمره ولما شاعَ من مذهب الإمامية فيه وعُرِفَ إنتظارهم له
فلم يُظهر ولده :عليه السلام: ولا عرفه الجمهور بعد وفاته :
:الإرشاد :المفيد:ص345:
وواقعاً أنَّ إنشغال الإمام المهدي:عليه السلام: آنذاك
تمثّل بمواجهته عدة ظلمة من بني العبّاس الغاصبين لحق
أهل البيت المعصومين:عليهم السلام: في الخلافة
وأشهرهم المُعتمد بن المتوكل والذي حكم
من سنة 256-279للهجرة
وكذا من جاء بعده كالمعتضد بن الموفق
والمكتفي بن المعتضد والمقتدر بن المعتضد
والقاهر بن المعتمد والراضي بن المقتدر
و بنهاية حكم الراضي
قد إنتهت الغيبة الصغرى للإمام المهدي:ع: في سنة 329 للهجرة
وهذا يعني أنَّ إنشغال الإمام المهدي:عليه السلام: في غيبته الصغرى لم ينحصر بشخص ظالم معين
لا بل تعدد الإنشغال بتعدد ووجود الظلمة سيما وأنَّ النص والرسالة قد صدرت في وقت الغيبة الصغرى
مما يحكي ذلك عن أنَّ المواجهة والمُنازعة مستمرة إلى أن يكشف الله تعالى عنه المحنة ويُفرّج عن ظهوره وقيامه الشريف بالحق
وقد علّق المؤرّخ الشيخ باقر شريف القرشي على هذه الرسالة
فقال:رحمه اللهَ تعالى:
: وأعربَ الإمام : عليه السلام :في هذه الرسالة عن استيائه البالغ عما مُنيَ به بعض الشيعة من الإنحراف عن الحق
والتشكيك في أمره :عليه السلام:
مع وجود الأمارات الظاهرة والأدلة الحاسمة على وجوده
وإن الله تعالى في جميع مراحل وجود الإنسان لا يخلي الأرض من حجة ينصبه علماً لهداية عباده ،
وإرشادهم إلى طريق الحق
كما شجب:عليه السلام : المُتصدي للإمامة وأكبر الظن أنه
جعفر الذي نعته بالكذاب
فقد افترى على الله كذبا وتحمل إثما عظيما:
:حياة الإمام المهدي:باقر شريف القرشي:ص71:
ومن ثمَّ من المعلوم إنَّ بواعث الظهور والقيام المهدوي
هي تتركز على لزوم إعادة العدل والحق إلى أهله ونصابه والقضاء على الظلم والفساد .
وهذا يعني أنَّ وظيفة مكافحة الظالم ومواجهته مستمرة
عند الإمام المهدي:عليه السلام: وإن كنا غير مُطلعين على صورة ذلك .
:4:
في السؤال :
ماذا يترشح عن هذا المقطع لو ثبتَ أنه عام وشامل لكل عصر ؟
الجواب
====
من الواضح والظاهر والثابت أنه عام وشامل لكل عصر عصر ولكل جماعة جماعة
فما أُثيرَ بالأمس من التشكيك بوجود الإمام المهدي:عليه السلام: وحقيقة ولادته المباركة
هو عينه يُثار اليوم
وهذا النص يضعنا في ضرورة تقوية الإيمان بعقيدتنا
بالإمام المهدي:ع: على مستوى ولادته ووقوعها تأريخيا وبقاءه حيّا إلى يوم يظهر ويقوم بالحق وبإذن الله تعالى.
ويرفدنا بمزيد وعي بأنَّ الإمام المهدي:عليه السلام: له وظيفته الواقعية في عالمه الخاص به وعلينا التسليم بذلك يقيناً.
فهو :عليه السلام: يعمل جاهداً من أجل تخليص البشرية قاطبة من معضلة الظلم والفساد والباطل والشرك والكفر
لذا صرّح في رسالته بأنه محبٌ لصلاح الجميع ورحيماً بهم
وإن كان مٌنشغلاً بمنازعة الظالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
|
|
|
|
|