عن سلمان المحمدي رضوان الله عليه قال : أتيت ذات يوم منزل فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدتها نائمة قد تغطّت بعباءة ، ونظرت إلى قدر منصوبة بين يديها تغلي من غير نار ، فانصرفت مبادراً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلمّا بصر بي ضحك ثمّ قال : يا عبدالله أعجبك ما رأيت من حال إبنتي فاطمة ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أتعجب من أمر الله تبارك وتعالى ، علم الله ضعف إبنتي فاطمة فأيّدها بمن يعينها على دهرها من كرام ملائكته .
*ودخلت عائشة على فاطمة (عليها السلام) وهي تعمل للحسن والحسين (عليهما السلام) حريرة بدقيق ولبن وشحم في قدر ، القدر على النّار يغلي وفاطمة صلوات الله عليها تحرّك ما في القدر بإصبعها ، والقدر على النّار يبقبق ، فخرجت عائشة مذعورة ، حتّى دخلت على أبيها ، فقالت : يا أبه ، إنّي رأيت من فاطمة الزهراء أمراً عجيباً عجبا رأيتها وهي تعمل في القدر ، والقدر على النّار يغلي ، وهي تحرّك ما في القدر بيدها ! فقال لها : يا بنية ! أكتمي ، فإنّ هذا أمر عظيم .
فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد المنبر ، وحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ النّاس يستعظمون ويستكثرون ما رأوا من القدر والنّار ، والذي بعثني بالرسالة ، واصطفاني بالنبوّة ، لقد حرّم الله تعالى النّار على لحم فاطمة ودمها وشعرها ، وعصبها ، وعظمها ، وفطم من النّار ذرّيتها وشيعتها . إنّ من نسل فاطمة من تطيعه النّار ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، والجبال ، وتضرب الجنّ بين يديه بالسّيف ، وتوافي إليه الأنبياء بعهودها ، وتسلّم إليه الأرض كنوزها ، وتنزل عليه من السماء بركات ما فيها . الويل لمن شكّ في فضل فاطمة ، لعن الله من يبغضها لعن الله من يبغض بعلها ، ولم يرض بإمامة ولدها ، إنّ لفاطمة يوم القيامة موقفاً