مقارنة بين يوم الظهور ويوم الخروج للإمام الحجة ع / طرح وحوار
بتاريخ : 31-10-2014 الساعة : 10:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
حدثين ومصطلحين مهمين في القضية المهدوية وعلامات الظهور
1 . الظهور
2 . الخروج
الظهور : نقصد به ظهور الامام الحجة ع بعد غيبته الكبرى ، وذالك على إثر العلامة الحتمية المذكورة في الروايات ، وهي الصفحة / النداء الجبرائيلي في ليلة ال 23 شهر رمضان ، ويعلن فيه للبشرية جمعاء عن أمامهم الحق محمد بن الحسن ع والأمر بالاستماع له وطاعته .
{ في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل*محمد*(صلى*الله*عليه وآله) إن شاء*الله*عز وجل إن*الله*عزيز حكيم. ثم قال (عليه السلام): الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر*الله*وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم*القائم*فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم*الله*من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين، وقال (عليه السلام): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين، ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس، ويفتنهم ) }
الخروج : نقصد به حادثة ظهور الامام وخروجه العلني التام لجميع الناس وإلقاء خطبته الأولى في بيت الله الحرام ( الكعبة ) بين الركن والمقام ومسند ظهره للكعبة الشريفة . وسيكون هذا الحدث الكبير في محرم الحرام وفي يوم العاشر منه كيوم استشهاد جده الامام الحسين ع
وعلى أثرها تبدأ مراحل الخروج التالية وقيامه بثورته المباركة .
{ عن الإمام الصادق* عليه السلام قال : «ينادي باسم القائم* عليه السلام في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، ويقوم في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتل فيه الحسين* عليه السلام، كأنّي به يوم السبت العاشر من المحرّم قائم بين الركن والمقام ، جبرئيل* عليه السلام بين يديه ينادي البيعة ....... }
--------------------------------
اقول : يظهر من روايات يوم الظهور والتي ستكون في شهر رمضان وفي ليلة ال 23 منه ( ليلة القدر ) ، وأنها ستكون ليلة جمعة ،
بالمحصلة من هذه الدلائل الواضحة ، بأن يوم الظهور هو يوم مبارك مقدس جعله الله في أعظم وافضل شهر وهو شهر رمضان واعظم وافضل ليلة وهي ليلة القدر وتضاف عليه فضيلة أخرى هو أنها ستكون ليلة جمعة .
هذه الأزمنة والأوقات المقدسة لتوقيت إعلان الظهور المقدس ، ورائها حقيقة تكوينية في عالم التكوين والأصطفاء والتدبير .
وحيث أن نفس الظهور للإمام الحجة ع هو حدث ويوم مقدس في حياة البشرية ، وهو أحد الأيام الثلاثة التي نسبها الله تعالى إلى نفسه ( مع يوم الرجعة والقيامة )
وهو يوم بدأ تحقق الهدف الإلهي الكبير في حياة البشرية وغايتها ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
لذالك فحال يوم الظهور المقدس ورحمانيته كحال بقية الأحداث المهمة في حياة البشرية كما مثلا نزول القرآن في ليلة القدر ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ، ونعلم مسبقا من القرآن عظمة وبركة ليلة القدر ( إنا أنزلناه فيلة مباركة ، إنا كنا منذرين ) . وكذالك قوله تعالى ( فيها يفرق كل أمر حكيم )
والتأمل والجمع بين الآيات والأحداث ، يظهر لنا أن يوم الظهور هو يوم مبارك مقدس وهو من أعظم أيام الله وهو أمر حكيم يفرق وينزل به الأذن الإلهي في ليلة القدر يوم جمعة مباركة نور على نور .
نأتي الآن إلى يوم الخروج
علمنا أن يوم الخروج سيكون توقيته الزماني ( لا محله المكاني / مكة ، الكعبة ) هو يوم سبت في العاشر من شهر محرم كيوم استشهاد الإمام الحسين ع
هنا نحتاج إلى تأمل وتدقيق ومقارنة ، ذالك لأنه نعلم أن يوم استشهاد الإمام الحسين ع هو يوم حزن ويوم نحس وكربة ، وهذا الأمر ليس معنوي فقط بل ورائه حقيقة تكوينية ارتبطت بنفس أثر الحادثة التي حصلت فيه ، ولذلك هناك روايات كثيرة تبين هذا المضمون ، بالعموم علمنا منها أنه يكره العمل والتكسب ذالك اليوم لنحوسته وعدم بركته وما إلى غيرها من مكروهات عامة في خصوص هذا اليوم .
هذه الحيثية و حقيقتها وارتباطها بيوم الخروج ، تختلف عما نعرفه من بركة وقدسية وخير ورحمانية يوم الظهور ، علما أن القضية وأمامها القائم بها هو واحد إلا أن توقيعات الأحداث مختلفة متباينة إلى أقصى الدرجات .
هذا ينقلنا إلى السؤال والاستفسار عن السبب ، الحكمة ، الضروف ، التي ورائه .
نتوقف قليلا ونتركه للتأمل مع بقية المطلعين ، ونعود لاحقا بما يمكن إضافته وتوضيحه اذا وفقنا الله ، او ما يجود به الأخوة الكرام .
والسلام عليكم .
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 31-10-2014 الساعة 10:08 AM.
ارجع مرة اخرى لتتميم ما توقفت عنده في نهاية الطرح*
واقول : كنا قد بينا بالدليل والتعليل ما توصلنا اليه من ان يوم الظهور اقترن توقيت اعلانه وتحققه في حياة البشرية بتوقيت ومناسبات زمنية مباركة مقدسة لها علاقة وثيقة ببركة نفس الحدث العظيم ظاهريا وحقيقيا تكوينيا في تدبير وحكمة الله تعالى*
ولذالك وجدنا الروايات تصف هذه الحيثيات المباركة المقدسة الرحيمية الرحمانية من خلال*
- اعلان الظهور المبارك في شهر رمضان المبارك*
- وانه سيكون في اعظم واول ليلة خلقها الله في عالم الامكان وهي ليلة القدر ( ليلة 23 شهر رمضان )
- وان هذه الليلة ستكون في افضل وابرك ليلة يوم في الاسبوع ، وهي ليلة جمعة .
هذا بالاضافة الى ان نفس الحدث هو انجاز للوعد الإلهي للمؤمنين بنصرهم وتحقق دولتهم الربانية التي تزخر بالعدل وتنعم البشرية بالخير ورضى الله وطاعته وارتقاء البشرية اعلى سلم الكمالات الروحية والعبادية واستمرارها الى اخر الزمان .
هذه الفضائل المباركة والمقدسة لاعلان الظهور المبارك للامام الحجة ع وبدأ اول اماراته ،
نجد ان توقيت تنفيذ مشروعها سوف ياخذ منحى اخر في حيثية التوقيت الزماني .
وكما بيناه في اول طرحنا ، سيكون يوم الخروج هو يوم العاشر من محرم الحرام كيوم استشهاد الامام الحسين ع .
وطبعا وكما فهم واعتبر ورجح الكثير من الباحثين في تبيان اهمية وعلاقة اعلان وبدأ الخروج بهذا اليوم المخصص بالذات لما له من زخم روحي ومعنوي لحركة الخروج والثورة المهدوية للامام الحجة ع واصحابه وانصاره على الظلم والظالمين ، فهذا واضح في قيمته الكبيرة ،
ولكن الذي نريد زيادته واضافته من جهة اخرى وتتميم لما سبق ، ان يوم الخروج هو لاتصال توقيته بنفس يوم استشهاد الامام الحسين ع والذي عرفنا انه يوم ظاهرا وباطنا يوم حزن ونحس وغضب من الله وغيرها من عناوين متصلة فهذا يعود على من سوف ينزل بهم الاستئصال واخذ ثأر الله ، وهذا يعني نهاية المهلة واتضاح اهل الحق واهل الباطل الذين يستحقون ما يستحقون من فعل اثر ما كسبت ايديهم .
لذالك يمكن القول ان نفس الظهور وتوقيته هو يوم بركة ورحمة للمؤمنين ، ( ونقمة وخيبة على المنحرفين )
ويوم البدأ بتنفيذ الوعد اي يوم الخروج / والقيام ، ( والذي تم اعلانه يوم الظهور ) سيقتضي ان يزيل كل اثر منحرف ظالم وهذا يقتضي الاستئصال للمنحرفين تدريجيا في يوم غضب ونحس واخذ الثائر المؤجل من الظالمين ، وسيكون كيوم استشاهد الامام الحسين ع .*
أي يوم الخروج هو يوم نقمة وتطبيق القصاص على الظالمين / المنحرفين ، لا رحمة لمن استحق العقاب
ورد في الرسالة التي تنسب للإمام الحجة ع المرسلة للشيخ المفيد ،
( فليعمل كل امرئ منكم بما يقرّب به من محبتنا، ويتجنّب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإن أمرنا بغتة فجأة حين لا ينفعه توبة، ولا ينجّيه من عقابنا ندم على حوبة والله يلهمكم الرشد، ويلطف لكم في التوفيق برحمته )