أود أن أشكرك يا زهرة الزهراء على متابعتك و إجابتك على أسئلتي ،،
لأني طرحت هذه الأسئلة و لم أجد لها جوابا ...
و اعذريني إذا سألتك أيضا عن يأجوج و مأجوج هل تؤمنون بخروجهم ؟ وماذا عن الدابة التي تكلم الناس ، هل تؤمنون بخروجها ؟؟ ثم كيف تكون حالة الدنيا بعد موت الإمام المهدي ؟؟
السلامُ عليكُم، وجعلَ الله رمضان، شهر الهدى والرحمة علينا وعليكم بحمد الله وتوفيقه ..
تابعتُ الموضوع بشكل تسلسلي تقريباً، ولدي عديد الأجوبة التي قد تستفيد منها إن شاء الله ..
بالنسبة لسؤالكَ حول العلامات حول ظهور المخلّص، الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف .. فتنقسم هذه العلامات إلى قسمين، المحتومُ منها وغير المحتوم .. وقد استُنبطَت هذه العلامات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة عن الرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار ..
فالعلاماتُ المحتومة عندنا، خمس:
1- خروج السفياني
2- خروج اليماني
3- قتل النفس الزكيّة بين الركن والمقام
4- خسف البيداء
5- الصيحة من السماء ..
1- خروج السفياني، وهو من العلاماتُ المحتومة التي أشار إليها أكثر من مرّة الرسول الأكرم والعترة الطاهرة في أحاديثهم حول عصر الظهور .. وهو رجل أشِر، يملأ الدنيا فساداً ويعيثُ خراباً كأسلافه من الفراعنة والطواغيت .. ويكون هلاكه على يد الإمام المهدي المنتظر ..
2- خروج اليماني، وهو قائد لواء الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام .. وقد ورد كثيراً في سائر الأحاديث الشريفة المؤكدة والصحيحة ..
3- قتل النفس الزكية، وإسمه الحسن .. ويكون مبعوثاً من قبل الإمام الحجة، فيقتله الكفار ما بين الركن والمقام في المسجد الحرام عند الكعبة المشرّفة ..
4- خسف البيداء، وقد أشار إليها القرآن الكريم .. ويكون خسفها بإذن الله، بجيش السفياني الذي يتوجّه إلى مكّة المكرّمة في طلب صاحب العصر والزمان .. فيخسف الله بهم البيداء ويبقى منهم رجلين، تُقلبُ وجوههم من على خلاف ليكونا آيتين حينما يرجعان إلى قصر السفياني ..
5- الصيحة من السماء، حيث يقول العزيز الجبار في كتابه الكريم: " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " .. وهذه الصيحة تكون قبل ظهور الإمام الحجة بستة أشهر ..
بالنبسة لمهدي أهل السنة و الجماعة ،،،
فظهور المهدي يكون قبل نزول المسيح - عليه السلام - و ليس العكس .
بحول الله تعالى، يكونُ ظهور المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، ما بعد ظهور الإمام المهدي، والله أعلم .. ويكون دليلاً قاطعاً على أنه حي يُرزق، رفعه الله إلى مكان عليٍّ .. ويكون حجة قاطعة على أهل الكتاب من النصرانيين، أنّه ليس إلهاً, وأنه ليس ثالث ثلاثة، ولم يُصلب ولم يقتل .. فيؤمن أكثر القوم، ويكسر عليه السلام الصليب .. فيؤمن بحول الله أكثر المسيحيين من دون وقوع الحرب، والله أعلم .. وكذلك يُخرَجُ لأهل التوراة، تابوت السكينة من غار في أنطاكية - حسبما أذكر - ليكون حجة عليهم، من قبل أن يقيم عليهم الحجة القاطعة ..
أما سؤالك كيف نعرفه ، فقد أجبت على هذا السؤال كثيرا ، و لا أعلم سبب عدم إدراك ذلك .
لعلمك المهدي لن يدعي أنه هو المهدي ، فهو لن يقول أنه هو المهدي حتى يثبت لنا ذلك . و لكن الناس سيبايعونه بقدر الله ..
الإمام المهدي المنتظر - حسب معتقدات الإمامية الإثنا عشرية، روحي له الفداء، لن يكشف عن سرّه وشخصه حتى يأذن الله عزّ وجلّ له بذلك، وهو حي يُرزق .. تصوّر يا أخي الكريم، لو أنّه خرج الآن، ولم تتهيّأ له الظروف الكاملة لظهوره الشريف، فسيخرج الناس من المشرق والمغرب ليقتلوه، لأنّهم يعلمون تمام الحق، أنّه يخرج ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملأوها ظلماً وجوراً ..
و لكن رغم ذلك ذكر لنا الرسول بعض الصفات الجسدية له و الأعمال التي سيقوم بها ، فهل كل هذه الصفات و الأعمال ستنطبق على أكثر من شخص ؟؟!!
كما وضحت أن المهدي رجل صالح من آل البيت و ليس حجة الله في أرضه أو شيء من هذا القبيل ، عدم معرفته لا يدخل النار ولا يضيع أمرا من الدين . فالموضوع بسيط و لكنك ترينه معقدا ربما لاعتقادك بأن إمام الزمان و شرع الله لديه و عنده مصحف فاطمة أو من هذا القبيل . لا اختي الكريمة هذا الرجل ليس شيئا مما تعتقدون ولا علاقة له بالمهدي الذي تذكرونه لا من قريب ولا من بعيد ...
فأتمنى أن ترجعي إلى ردودي السابقة لهذا السؤال و إن لم تتضح الصورة سأضع بعض الأحاديث المتعلقة بالمهدي و أترك لك قراءتها و استيعابها ...
جوابي لكَ في شقّين، علينا معرفة خصائص الإمام المهدي، من خلال الأحاديث المتواترة الواردة، لئلا تُقام علينا الحجة ولم نعرف إمام زماننا، فمن مات ولم يعرف إمام زمانه، فقد مات ميتة الجاهلية حسبما قال مولانا الصادق عليه السلام .. وكما كان الناسُ من قبل يستدلّون على جده الرسول الأكرم بخصائصه الجسدية والمعنوية والكمالية، فحري بنا أن نطلع على صفات الإمام المهدي لكيلا نُفتتن ونكذّبه حينما تقام علينا الحجة ويظهر في عصرنا - إن شاء الله -
وبقولكَ أنّه صالح من أهل بيت النبوة والحكمة، فهل يا ترى، يتركُ الله الحكيم العزيز هذه الدنيا وسائر المخلوقين من دون حجة ؟! من دون خليفة ؟! أخلق الناس ليعذبهم طوال القرون أم ليرسل لهم رحمة ويبتليهم ويمحّص ما في قلوبهم ؟! فمن غير المنطق أنّ الله عزّ وجلّ الذي أمد البشرية بآلاف المرسلين والنبيين والحجج الدامغة، أن يتركها بعد استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام (والد الإمام المهدي حسب معتقدات الشيعة في 250 هجري) من دون حجة على البشرية ! وإن راودتكَ نفسك بسؤالي، فما نفع وجوده وهو غائب عن الأبصار ؟ فوجه الإنتفاع به كالإنتفاع بالشمس إن جلّلتها السحاب .. فالإمام موجود وحاضر في هذه الدنيا، إلا أنّ البشرية لم تستعد بعد لنصرته .. فينتظر أمر الإله ونصرة الخيرة الصالحين المستعدين أن يفدوه بأرواحهم وأنفسهم ..
و أكون شاكرا لك إذا أجبتي على سؤالي عن يأجوج و مأجوج ، هل تؤمنون بخروجهم ؟؟ و هل تؤمنون بالدابة التي تخرج و تكلم الناس ؟؟ و كيف تكون حالة الدنيا بعد موت الإمام المهدي ؟؟ وهل تؤمنون بخروج الشمس من مغربها ؟؟ وماذا عن هدم الكعبة و رفع القرآن و نهاية الإسلام .....؟؟!!
العلامات الغير المحتومة كثيرة بالنسبة لنا، ونتشارك في كثير منها مع أهل السنة .. ومنها طلوع الشمس من المغرب .. تشابه النساء بالرجال والعكس .. زلزلة في الشام .. زوال ملك بني العباس وغيرها .. لكن يا أخي، المشكلة في هذه الروايات أنّ لا زمان محدد فيها، وهي ليست محتومة، والفارق الزمني بينها واسع وبالتالي لا يمكن إعتمادها لتحديد زمن خروجه الشريف ..
أما يأجوج ومأجوج، المذكوران في القرآن .. فقد يكونا عبارة عن الأمم الفاسدة التي تعيث خراباً في آخر الزمان .. ولا أعتقد أنّ المقصود بهما رجلين أو شخصين .. ويأجوج ومأجوج حسب إعتقادي، تواجدا ويتواجدان في كل زمان وآن، وهما كناية عن الفساد والخراب ..
أما عن الدابة، فقد تكون حجة على أهل السماوات والأرض، وهي موجودة لدينا في الروايات .. لكنها ليست من العلامات المحتومة حسبما أذكر ..
يعتقد الشيعة بعصر الرجعة، وهو معتقد أساسي لدينا .. فنحن نؤمن أنّ الله عزّ وجل لا يترك الأرض دون خليفة ودون حجة .. فبعد وفاة-استشهاد الإمام، بعد عمر طويل .. يحيي الله الإمام الحسين عليه السلام، فيحكم حتى تسقط حاجباه .. ويتوالى خلفاء الله على الأرضون حتى يقيم الله الساعة ..
لا نهاية للإسلام يا أخي الكريم، لأنّه خاتم الأديان والشرائع .. ومع انتفاء الدين والعبادة، تنتفي علّة الوجود، ومع إستمرار الخليفة وحكم الله الأحد، لا أعتقد أنّ الدين القويم إلى زوال .. (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) ولا اعتقد أنّ هناك مصدراً يتكلم عن هدم الكعبة أو رفع القرآن وإنتهاء الإسلام ..
لأني بحثت عن إجابات لهذه الأسئلة في الكتب الشيعية التي لدي و لم أجب الجواب الشافي ...!!!
|