|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 6722
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 216
|
بمعدل : 0.03 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو باقر
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 30-07-2007 الساعة : 04:40 AM
الشورى أصل من أصول الحكم الإسلامي , قرره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم كما تقرر بالسنة النبوية وبالتطبيق الإسلامي في مختلف العصور.
ومن النصوص التي قررت مبدأ الشورى في القرآن الكريم قول الله تعالى:
1-(والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) الشورى
حيث جعل الله سبحانه وتعالى الشورى من بين الصفات التي يتحلى بها المؤمنون إلى جانب وصفهم بأنهم (المستجيبون لربهم) وأنهم يقيمون الصلاة وهذا يفيد بأن مبدأ الشورى من خصائص الإسلام.
2-قال تعالى مخاطبا الرسول الكريم : (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر).
وقد نزلت هذه الآية بعد غزوة أحد الذي هزم فيها المسلمون , ورغم أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا قد أشاروا عليه بلقاء العدو خارج المدينة بما يخالف رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم , ورغم ذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد أكد ضرورة المشاورة بما يقطع بأن الشورى مبدأ أصيل في الإسلام لما تؤدي إليه من صواب الرأي وسداده فضلا عن أنها أدعى لزيادة الترابط بين الحاكم ومعاونيه.
وقد جاء في الأثر : (ما ندم من استشار , وما خاب من استشار)
وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله : (ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه البيهقي وابن حبان في صحيحه
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يلجأ إلى مشاورة أصحابه , ومن ذلك مشاورتهم في غزوة بدر وأحد والخندق وغيرها الكثير.
وكذلك فقد التزم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمبدأ الشورى في كل أمر هام من أمور الحكم وكلما أعوزهم نص قاطع لجؤوا إلى المشورة فيما بينهم.
لذا يجب على ولي الأمر أن يلجأ إلى مشورة الأمة فيما كان من أمورها العامة , وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتزم الشورى ويحرص عليها رغم نزول الوحي عليه , فغير رسول الله من الحكام أولى بالمشاورة.
ويصف المفسرون الشورى بأنها من عزائم الأمور التي لابد من نفاذها , والعزائم هي الواجبات التي لا يجوز تركها. يقول الإمام ابن تيمية في كتابه (السياسة الشرعية) : (لا غنى لولي الأمر عن المشاورة , فإن الله أمر بها نبيه صلى الله عليه وسلم وذلك لتأليف قلوب الصحابة وليقتدى به من بعده وليستخرج منهم الرأي فيما لم ينزل به وحي من أمور الحروب والأمور الجزئية وغير ذلك , فغيره صلى الله عليه وسلم أولى بالمشاورة).
(وقد اكتفت النصوص بتقدير مبدأ الشورى كأصل من أصول الحكم ولكنها لم تقرر الطريقة اللازمة لتنفيذه وتركت ذلك للاجتهاد حسب ما يناسب كل عصر من العصور ومكان من الأمكنة , وتلك إحدى سمات المرونة التي تتحلى بها الشريعة الإسلامية لمراعاة اختلاف الظروف والبيئات والأحوال) (7).
ويرى بعض الفقهاء أن الشورى معلمة للحاكم وليست ملزمة له حيث له القرار الأخير ، إلا أن الراجح أن الإلزام في الشورى هو الأولى بالاتباع والسنة والتطبيق على ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد التزم رأي أصحابه غزوتي بدر وأحد رغم اختلاف رأيه مع رأي أصحابه في الغزوة الثانية.
وأبو بكر لم يحارب أهل الردة إلا بعد إقناع الصحابة الذين خالفوه بصواب رأيه فأقروه ، وكذلك شأن عمر بن الخطاب فيما قرره من عدم تقسيم أرض العراق بين الفاتحين , إذ أنه كذلك ما زال يجادل المعارضين من الصحابة حتى اقتنعوا برأيه وأقروه.
|
|
|
|
|